منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-24, 18:13   رقم المشاركة : 154
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

ترجمة أسماء الله وصفاته إلى لغات أخرى وحكم الحلف بها مترجمة


السؤال

هل يجوز ترجمة أسماء الله وصفاته إلى لغة غير العربية ,

كما يقول الأنكليز ( God ) و

الأكراد يقولون ( خودي ) أي الله ,

وهل يجوز الحلف بهذه الأسماء باللغات التي ذكرت .


الجواب

الحمد لله


أولاً:

يشترط لجواز ترجمة معاني أسماء الله وصفاته بلغة غير العرب أمور :

1. أن يكون القائم على الترجمة بصيراً باللغة العربية ، وبصيراً باللغة التي يريد الترجمة لها.

2. أن يكون أميناً في نقله وترجمته .

3. أن يكون على علمٍ بالشريعة ، وأن يكون على اعتقاد أهل السنَّة والجماعة ، وإلا فإنه لا يؤمن على ترجمته أن يدس بها اعتقادات ضالة منحرفة .

وانظر فتاوى أهل العلم في بيان جواز ذلك بشروطه في جوابي السؤالين القادمين

ثانياً:

من تلك الأحكام : الحلف ، فإنه ينعقد بكل اسم من أسمائه أو صفاته تعالى ولو كان بغير اللغة العربية

فمن نطلق تلك الكلمات قاصداً الربَّ عز وجل فإن يمينه ينعقد بها ، وتلزمه الكفارة إذا حنث فيه .

قال ابن حزم – رحمه الله -

: " لا يمين إلا بالله عز وجل ، إما باسم من أسمائه تعالى أو بما يُخبَر به عن الله تعالى ولا يراد به غيره ، مثل : مقلب القلوب ، ووارث الأرض وما عليها

الذي نفسي بيده ، رب العالمين ، وما كان من هذا النحو ، ويكون ذلك بجميع اللغات ، أو بعلم الله تعالى أو قدرته أو عزته أو قوته أو جلاله

وكل ما جاء به النص من مثل هذا ; فهذا هو الذي إن حلف به المرء كان حالفاً ، فإن حنث فيه كانت فيه الكفارة . "

انتهى من " المحلى " ( 8 / 30 ) .

وقال ابن الهمام الحنفي – رحمه الله -

: " ( قوله : ولو قال بالفارسية " سوكندمي خورم بخداي " يكون يميناً ) ; لأنه للحال

; لأن معناه : أحلف الآن بالله "

انتهى من " فتح القدير " ( 5 / 76 ) .

وبكل حال فمن قصد بتلك الألفاظ رب العالمين فإنه يترتب عليه أحكامه الشرعية

وكل من يتلفظ بلغته لفظاً يقصد به الرب الواحد الأحد فإن لفظه ينعقد على إرادته عز وجل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -

: " كذلك الرب سبحانه يوصف بالعربية " الله الرحمن الرحيم " ، وبالفارسية " خداي بزرك "

وبالتركية " سركوي " ، ونحو ذلك ، وهو سبحانه واحد ، والتسمية الدالة عليه تكثر "

انتهى من " الفتاوى الكبرى " ( 6 / 568 ) .

غير أن الذي ينبغي على المسلم استعماله في عباداته ، ودعائه ، وسائر أحواله

في حق الله جل جلاله أن ينطق باسمه (الله) بلغته ، كما هو ؛ فقد صار ذلك علما على المسلمين

ومميزا لهم ، وابتعد بهم ذلك عن أن يلتبس مرادهم بمراد غيرهم من لفظ ( GOD) ، حيث يريدون به الله تارة ، ويريدون به غير الله تارات أخرى .

وكل ما ذكرناه إنما هو في حق من لا يُحسن العربية

وأما من يُحسنها فيجوز له استعمال الترجمة في تفهيم الدين والشروح

وأما عند الدعاء والحلف فعليه تجنب فعل ذلك بغير الأسماء والصفات بلغة العرب

وبه ثبتت في الكتاب والسنَّة .

والله أعلم