منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أسماء الله الحسنى وصفاته
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-23, 18:17   رقم المشاركة : 153
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

هل تَثبت " صفة الركبة " لله عز وجل ؟

السؤال

قرأت في كتاب " نقض عثمان بن سعيد على بشر المريسي "

هذا الأثر عن مجاهد : ( يقول داود يوم القيامة : أدنني فيقال له : أدنه ، فيدنو حتى يمس ركبته ) .

هل أهل السنَّة والجماعة يثبتون صفة الركبة لله ؟

وهل قال شيخ الإسلام ابن تيمية بهذه الصفة أو ابن باز أو الشيخ ابن عثيمين رحمهم الله جميعاً ؟

وهل هذا الأثر مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ .


الجواب

الحمد لله

ما ذكره الأخ السائل من أثر مجاهد قد رواه الدارمي رحمه الله في كتابه " النقض " ( ص 463 )

من طريق سفيان بن عيينه عن حميد الأعرج عن مجاهد .

وقد جاء في تحقيق الشيخ منصور السماري لكتاب " النقض "

أن الأثر رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتابه " السنَّة " ( حديث 1085 ، 1181 )

عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير ، ومن غير ذِكر مس الركبة ، وصححه عنه .

وللأثر روايات أخرى بألفاظ مختلفة عن مجاهد وعبيد بن عمير وسعيد بن جبير وغيرهم

وأسانيد أقوالهم : منها ما هو صحيح

ومنها ما هو ضعيف .

وكل أولئك من التابعين الأجلاء ، ولو كانت رواية هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لكانت مرسلة ضعيفة ، وهم لم يرووا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولعلهم نقلوا ذلك عن كتب بني إسرائيل .

وصفات الله عَزَّ وجَلَّ توقيفية ؛ لا يُثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم

لأنه لا أحد أعلم بالله من نفسه تعالى ، ولا مخلوقٌ أعلم بخالقه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي الوقت ذاته لا ينفي أهل السنَّة عن الله تعالى إلا ما نفاه الله تعالى عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم .

ولا يبنى القول في باب الأسماء والصفات على غرائب الأقوال ، ومفاريد الآثار ، التي لم يتداولها أهل السنة في مصنفاتهم ، ولم يقرروا ما تضمنته من المعاني .

قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد ، رحمه الله :

" الاستقراء دل على أن التقييد لتقرير الاعتقاد ، ليس كالتقييد للنقض على أهل الفرق ، كالأشاعرة ، وذوي الاعتزال .. ، وبيان هذا :

أن السلف إذا كتبوا الاعتقاد على سبيل التقرير والبيان ، قصروا ذلك على موارد النصوص الثابتة ، ومنها : عقيدة الطحاوي ، وأبي الخطاب الكلوذاني ، وابن تيمية في العقيدة الواسطية ، وغيرها .

وأما إذا كتبوا للرد والنقض ، مثل كتاب : نقض الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد ؛ فإن مقام النقض يفرض الإبطال لكلام الخلفي .

ولهذا ، فلا يهولنك ما يهرج به الخلف على السلف ، من أنهم أطلقوا على الله كذا وكذا

كما هوَّش بذلك الكوثري في مقالاته على أهل السنة ، بعبارات نقلها الدارمي في نقضه ، وقد قفَّ شعري ، وحصل في النفس حسيكة على الإمام الدارمي من خلال نقول الكوثري عنه نص العبارة

وبرقم الصفحة ؛ فلما رجعت إلى مقولات المريسي ، وصاحبه ابن الثلجي ، وجدت أن الدارمي رحمه الله تعالى

أمام عبارات فجة ، وإطلاقات خلفية ، لا تصدر من متماسك في دينه وعقله . فالدارمي لم يبدأ بتلك العبارات ، وإنما هو في مجال النقض ، لا في مجال التقرير" .

اهـ من "الأجزاء الحديثية" (228-229) .

والحاصل :

أن " صفة الركبة " لم تثبت في آية أو حديث صحيح فلا نثبتها لله تعالى

كما أننا ـ أيضا ـ لا ننفيها عن الله تعالى ؛ لأنه لم يرد نفيها في نصوص القرآن والسنَّة

ولو ثبت التوقيف بهذه الصفة ، لما كان عندنا إشكال في القول بها ، كغيرها من الصفات ؛ والإيمان بها ، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف .

وانظر جواب سؤال سابق بعنوان

بيان صفات الاستواء والوجه والساق لله تعالى ، وهل " الجسم " من صفاته تعالى


ولم نرّ هذه الصفة مثبتة في كتب شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله

كما لم يثبتها مشايخنا المعاصرون ابن باز والعثيمين رحمهما الله .

والله أعلم


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء