منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - خطوات الشيطان
الموضوع: خطوات الشيطان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-10-10, 09:09   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

التبرج المقنَّع

إن أعظم مدخل يدخل به أعداء الدين لإفساد المجتمع هو إفساد المرأة؛ فإذا فسدت المرأة فسد البيت، وإذا فسد البيت فسد المجتمع، وإذا فسد المجتمع فسد الدين وعم الفساد والانحلال، وهي نتيجة حتمية يشهد لها واقع كثير من المجتمعات.



ولقد عمد أعداء هذه الأمة من اليهود والنصارى ومن سار على نهجهم من ألا دين، ودعاة التغريب لسياسة خبيثة في نشر الفساد، بالدعوة إلى السفور واختلاط المرأة بالرجال.



فهم لم يطالبوا بذلك مباشرة، وإنما أرادوا لها كشف عينيها فقط حتى لا تسقط في الطريق!! وتلك البداية ثم قالوا بعد أن بحثوا في الأسفار : لا بأس من أن تكشف المرأة وجهها والدين يسر، ثم قالوا : ولماذا هذا السواد فيما تلبسينه فوق الثياب؟ لم لا تلبسين تلك الكابات أو العباءات المزركشة والمزخرفة؟
أمن أجل تلك الخزات والخيوط الفضية تقوم الدنيا ولا تقعد؟
ثم قالوا: إنك لا تستطيعين حرية المشي في الطريق والثوب ضيق من الأسفل، فما الحل إذاً؟
الحل سهل؛ اجعلي لثوبك فتحة من الأسفل !! ثم قالوا : لماذا هذا السواد أصلاً، البسي حجاباً ملوناً لكن بلون واحد فقط وإياك والتبرج !! ثم لم يزالوا في وساوسهم حتى قُصّرت الثياب وخُلع الجلباب.



بل راحوا يُروجون صوراً مبتدعة من الحجاب على أنها الحل الوسط، به ترضي المحجبة ربها – كما زعموا – وفي الوقت نفسه تساير مجتمعها وتحافظ على أناقتها.



وكانت بيوت الأزياء قد أشفقت من بوار تجارتها بسبب الحجاب الشرعي، فمن ثَمَّ أغرقت الأسواق بنماذج ممسوخة من التبرج تحت اسم الحجاب العصري الذي قوبل في البداية بتحفظ واستنكار، ولكن طائفة من النساء أحرجهن الضغط الاجتماعي - وسببه انتشار الحجاب - هرولن نحو الحل الوسط، ومع مرور الوقت تفشت ظاهرة "التبرج المقنع" المسمى بالحجاب العصري؛ تحسب صويحباته أنهن خير البنات والزوجات، وما هن إلا كما قال الشاعر:
إن ينتسبن إلى الحجاب


فإنه نسب دخيلُ


وهكذا كان الانحراف.. فهل وعيتِ أختي المسلمة كيف يُقتل الحياء وكيف تُسرق العفة:
أرى خللَ الرماد وميض نار





وأخشى أن يكون لها ضرامُ


فإن النار بالعوين تذكى




وإن الحرب مبدؤها كلامُ([1])





وقد أفتى كثير من العلماء بحرمة النقاب؛ منهم الشيخ محمد بن عثيمين حفظه الله، والشيخ صالح الفوزان قال عنه: إنه نوع من أنواع السفور.



وقال الشيخ عبد الله بن جبرين:
«لا شك أن المرأة فتنة لكل مفتون». وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل في النساء». وقال أيضاً: «ما تركت فتنة هي أضر على الرجال من النساء». ولذا أمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى{. مع نزاهتهن وبعدهن عن التبرج، والأمر لنساء المؤمنين؛ كقوله تعالى : }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ{. والجلباب هو الرداء الذي يستر بدنها كله، ولا شك أنها مأمورة بالستر بحيث لا تكون محل مد الأنظار نحوها وتقليب الأحداق، ومعلوم أنها متى لبست هذا النقاب وظهر جزء من وجهها كالجبين والأنف والوجنة فذلك أدعى أن تلتفت الأنظار نحوها؛ مما يستدعي متابعتها وإساءة الظن بها؛ فعلى المرأة أن تخشى الله وتبتعد عن مظنة السوء وعن الشرور والمنكرات، وتحفظ نفسها، وتصون عرضها، وتحذر من العقوبة بسبب هذا الفعل»([2]).


أخي الكريم.. أختي الكريمة:
ومن أجل فتنة النساء شرع لنا ربنا عز وجل الإجراءات الكفيلة لحماية الرجل من الوقوع في فتنة المرأة؛ منها:



1- عدم الدخول على النساء الأجنبيات؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم : «إياكم والدخول على النساء». فقال رجل: يا رسول الله ! أرأيت الحمو؟! قال: «الحمو الموت». متفق عليه. وعن جابر بن عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تلجوا عَلى المُغيبات، فإن الشيطان يَجري من أحدكُم مَجرى الدم». قُلنا : ومَنك يا رسول الله قال : «وَمنِي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم». رواه الترمذي وأحمد.



وقال صلى الله عليه وسلم : «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما». رواه الترمذي.



2- النهي عن اختلاط الرجال بالنساء؛ فعن أبي أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد، وقد اختلط الرجال مع النساء في الطريق : «استأخرْن؛ فليس لكن أن تحقّقن الطريق؛ عليكن بحافات الطرق؛ فكانت المرأة تلصقُ بالجدار، حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به». رواه أبو داود وهو حديث صحيح.



3- غض البصر عن النساء؛ قال صلى الله عليه وسلم: «يا علي: لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنها لك الأولى، وليست لك الأخرى». رواه أحمد وأبو داود والترمذي.



وروى مسلم والترمذي عن جرير رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة، فقال: «اصرف نظرك».



فغض البصر هو أساس العلاج؛ لأن المسألة في أولها، وهو أهون شيء في البداية؛ فإنه إذا سده سهل بعد ذلك انحصار الأمر.
قال العلا بن زياد: لا تتبع بصرك رداء امرأة؛ فإن النظرة تجعل في القلب شهوة.
وفي معنى النظر وصفُ المرأة حتى كأنه ينظر إليها، ولذلك نهينا عنه فقال: «لا تُباشرُ المرأةُ فتنعتَها لزوجها كأنهُ ينظرُ إليها». رواه البخاري والترمذي وأحمد.



4- أن الرجل إذا رأي امرأة فأعجبته، فإن كان له زوج أتاها مباشرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فَلْيأت أهله؛ فإن ذلك يرد ما في نفسه». رواه مسلم.



وأما الأعزب، فيستعين بالصبر والصلاة، والصيام، فإنه من أسباب تقليل الشهوة.



5- عدم الذهاب إلى أماكن الفتنة والتعرض لها، والامتناع عن المحرم إذا دُعي إلى ذلك كما فعل يوسف عليه السلام: }وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{
[يوسف: 23].



وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ حيث ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله رب العالمين». متفق عليه.
وعلى المسلم إذا تعرضت له المرأة، وكثير من النساء اليوم هي التي تتعرض لرجل، وربما هي التي اتصلت، وهي التي تأتي بالإشارات الداعية لذلك، أن يفعل كما فعل العابد جريج؛ فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى ابن مريم، وصاحبُ جريحٍ، وكان جريحٌ رجلاً عابداً فاتخذَ صومعةً، فكان فيها فأتتهُ أمهُ وهوَ يصلي فقالت: يا جريجُ! فقال: يارب! أمي وصلاتي. فأقبل على صلاته فانصرف؛ فلما كان من الغد أتته وهو يُصلي فقالت: يا جريج! فقال: يارب! أمي وصلاتيِ. فأقبل على صلاته فاَنصرف، فلما كان من الغد أتتهُ وَهوُ يُصلي فقالت: يا جُريجُ! فقال : أي رب! أمي وصلاتي. فأقبل علَى صلاتهِ فقالت: اللهُم لما تُمتِهُ حتى ينظُرَ إلى وُجُوهِ المومسات. فتذكر بَنُو إسرائيل جُريجاً وعبادتهُ، وكانت امرأة بغي يُتمثَّلُ بحُسنِهَا فقالت: إن شئتم لأفتننَّه لكُم. قال: فتعرَّضت لهُ فلم يلتفت إليها، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنتهُ من نفسها، فوقع عليها فحملت، فلما ولدت قالت: هُوَ مِنْ جُريج، فأتوهُ فاستنزلوهُ وهدمُوا صومعتهُ وجعلُوا يضربونهُ، فقال: ما شأنكُم؟ قالوا: زَنَيْتَ بهذه البغي فولدت مِنكَ. فقال: أين الصبي؟ فجاُؤوا به، فقال: دَعُوني حتى أصلي. فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه وقال: يا غُلاَم! مَنْ أبُوكَ؟ قال: فُلانٌ الراعي. قال: فأقبلُوا على جُريج يقبلونهُ ويتمسحُونَ به، وقالُوا : نبني لك صومعَتكَ من ذهب. قال: لا، أعيُدوها منْ طين كما كانت ففعلوا». رواه مسلم. والشاهد قوله: «فلم يلتفت إليها».



6- التأمل في مسألة الفاحشة، وأنها من أقبح الذنوب؛ قال تعالى: } وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا{
[الإسراء: 32]، وقال عز وجل: } وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا{[الفرقان: 68،69].



وبعض الزنا أفحش من بعض؛ فمن أفحش الزنا بالمحارم، ومن أفحشه أن الرجل يزني بزوجة الرجل؛ أي المتزوجة؛ بما في ذلك من اختلاط الأنساب، وإفساد فراشه عليه، والزنا بحليلة الجار أعظم إثماً من الزنا ببعيدة الدار؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : «سألتُ أو سُئلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: «أن تجعل لله نداً وهو خلقك». قُلتُ : ثُم أي؟ قال: «ثم أن تَقتُلَ ولدك خشيةَ أن يطعَم معك». قُلْت : ثم أي؟ قال: «أن تُزاني بحليلة جارك». قال: ونزلت تصديقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: } وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ{. رواه البخاري ([3]).



7- يمكن ترك الوقوع في الفاحشة في اللحظات الأخيرة عندما يتذكر عقوبة الله، ومن أمثلة ذلك صاحب الغار؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: «انطلق ثلاثةُ رهطٍ ممن كان قبلكمْ حتى أووُا المبيت إلى غار فدخلوهُ، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدت عليهم الغار، فقالوا: إنهُ لا يُنجيكُمْ من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكُمْ. فقال رجلٌ منهمُ: اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران وكُنتُ لا أغبقُ قبلهمَا أهلاً ولا مالاً، فنأى بي في طلبِ شيء يوماً فلم أرحْ عليهما حتى ناما، فحلبتُ لهما غبُوقهُما فوجدتهمَا نائمين وكرهتُ أن أغبق قبلهُما أهلاً أو مالاً، فلبثتُ والقدحُ على يدي أنتظرُ استيقاظهُمَا حتى برق الفجرُ فاستيقظا فشربا غبوقَهُمَا، اللهم إن كُنْتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرّج عنا ما نحنُ فيه من هذه الصخرة. فانفرجتْ شيئاً لا يستطيُعون الخُرُوج». قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وقال الآخرُ: اللهم كانت لي بِنْتُ عم كانت أحب الناس إليَّ فأردتُها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنةٌ من السنين فجاءتني فأعطيتُها عشرينَ ومائة دينار على أن تُخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرتُ عليها قالت: لا أحل لك أن تَفُض الخاتم إلا بحقه، فتحرَّجتُ من الوقُوعِ عليها فانصرفْتُ عنها وهي أحب الناس إلىّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها، اللهم إن كُنتُ فعلتُ ابتغاءَ وجهك فأفرج عنا ما نحنُ فيه. فانفرجت الصخرة، غير أنهم لا يستطيُعون الخروج منها». قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وقال الثالثُ: اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيتهم أجرهم غير رجُل واحد ترك الذي لهُ وذهب فثمرتُ أجرهُ حتى كَثرتْ منهُ الأموالُ، فجاءني بعد حين فقال: يا عبد الله! أدِّ إليَّ أجري. فقلتُ لهُ: كل ما ترى من أجركَ من الإبل والبقر والغنم والرقيق. فقال: يا عبد الله! لا تستهزئ بي. فقلتُ: إني لا أستهزئ بكَ. فأخذهُ كلهُ فاستاقهُ فلم يتركُ منه شيئاً؛ اللهم فإن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك فافرُج عنا ما نحنُ فيه. فانفرجت الصخرةُ فخرجُوا يمشُونَ». متفق عليه.
فهو بعد أن أوشك على فعل الفاحشة تركها مخافة الله تبارك وتعالى؛ فيمكن ترك فعل الفاحشة ولو في اللحظات الأخيرة.



8- تذكر ما أعد الله للصابرين عن الحرام في الدنيا، وأنه من صبر عن الوقوع في الحرام عوَّضه الله في الجنة من الحور العين، وتذكر أن من وقع في نساء الدنيا بالحرام ولم يتب حرمه الله الحور العين في الجنة؛ كشارب الخمر ولابس الحرير في الدنيا لم يتب؛ فإنه يحرم في الجنة.
* * *

([1]) الهاربات إلى الأسواق، عبد الملك القاسم، ص 40-42 .

([2]) مجلة الدعوة ، ع 1556 ، 1417 هـ ص 36.

([3]) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ، ابن القيم الجوزية ، ص 206-209..









رد مع اقتباس