منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخروج على الحاكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-06-11, 15:27   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحلقة الاولى من :
إبطال استدلال خوارج العصر بشبهة خروج الحسين وعبدالله بن الزبير وأهل المدينة وابن الأشعث ، على جواز الخروج على الحكام الظالمين
وسنخصص الحلقة الاولى للرد على شبهة خروج الحسين وابن الزبير ، ونرجئ الرد على شبهة خروج ابن الأشعث للحلقة الثانية .
سبق وأن طلب إلي الاخ
Salah Terfaya
وفقنا الله وإياه إلى ما فيه رضاه الرد على شبهة خروج الحسين لأن القوم يستدلون بها على جواز الخروج على الحكام الظالمين ، وأن تحريم الخروج على الحاكم الظالم ليس أصلا من أصول أهل السنة والجماعة وأنها مسألة فرعية
وفي هذا المقال نحاول بمشيئة الله وحوله وقوته أن نجمل الرد على هذه الشبهة من ستة أوجه :
ظ،- الوجه الأول:
أننا نلجأ للإستدلال بقول الصحابة أوفعلهم في عدم وجود النص من الكتاب والسنة ، أما وإن النصوص موجودة وقد بلغت حد التواتر فقد وصل عدد تلك الاحاديث الصحيحة في تحريم الخروج على أئمة الجور مالم يكفروا كفرا بواحا عندنا من الله فيه برهان. مايصل إلى مائة حديث صحيح صريح
وكما قال الشوكاني في فتح القدير : إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ، فلا اجتهاد مع النص.
ولو افترضنا عدم وجود هذه النصوص الصحيحة الصريحة التي لا معارض لها ، فهل قال أحد من أهل السنة والجماعة بأن فعل الصحابي حجة فضلاً عن قوله حال اختلاف الصحابة ؟
قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !!!!!
وهذا السؤال يَرِدْ في حال عدم وجود النص ، فكيف يستدل بفعل صحابي فضلا عن قوله على قول المعصوم فيما يزيد عن مائة حديث في تحريم الخروج على الحاكم الظالم
وإذا سقط الاستدلال بخروج الحسين وهو صحابي فسقوطه في حق التابعين أولى كما في فتنة ابن الأشعث
ظ¢- الوجه الثاني:
خرج الحسين في بداية ولاية يزيد ولم يكن بايع يزيداً ، فقد طلب معاوية البيعة ليزيد في حياته فأبى الحسين وابن الزبير ولاذا بالحرم المكي ، ولم يكن سلطان يزيد قد بُسِطَ على العراق وأهلها يرفضون واليهم فهو زمان فتنة ، والعراق كانت محل خلافة أبيه ودعاه أهل العراق أن ليس لنا أمير ولا نرضى بوالي يزيد فتعال نبايعك
ظ£- الوجه الثالث:
خرج عبد الله بن الزبير في ظروف مشابهة لخروج الحسين ، فقد خرج لطلب البيعة بعد موت يزيد ودانت له الحجاز ومصر والعراق وبايعوه حتى ارسل عبدالملك بن مروان الذي بايعه اهل الشام الحجاج لقتال ابن الزبير بعد أن قتل والي العراق فحاصر ابن الزبير في الكعبة فكان الزمان زمان فرقة لكون ابن الزبير بويع له على ناحية وبويع لمروان على ناحية ثم مات مروان فبويع لابنه عبدالملك على الشام.
قال الذهبي رحمه الله في ( السير 3 / 364) : ( وبويع بالخلافة عند موت يزيد سنة أربع وستين، وحكم على ، الحجاز، واليمن، ومصر، والعراق، وخراسان، وبعض الشام ، ولم يستوسق له الأمر، ومن ثم لم يعده بعض العلماء في أمراء المؤمنين، وعد دولته زمن فرقة ؛ فإن مروان غلب على الشام ثم مصر، وقام عند مصرعه ابنه عبدالملك بن مروان، وحارب ابن الزبير، وقتل ابن الزبير رحمه الله، فاستقل بالخلافة عبد الملك وآله، واستوسق لهم الأمر ) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ( البداية والنهاية11 / 666) : ( وعند ابن حزم وطائفة أنه أمير المؤمنين آنذاك ) .
وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله ( منهاج السنة 4/308 ): ( فإن يزيد بويع بعد موت أبيه معاوية ، وصار متوليا على أهل الشام ومصر والعراق وخراسان ، وغير ذلك من بلاد المسلمين ، والحسين رضي الله عنه استشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين ، وهي أول سنة ملك يزيد ، والحسين استشهد قبل أن يتولى على شيء من البلاد ، ثم إن ابن الزبير لما جرى بينه وبين يزيد ما جرى من الفتنة ، واتبعه من اتبعه من أهل مكة والحجاز وغيرهما، وكان إظهاره طلب الأمر لنفسه بعد موت يزيد، فإنه حينئذ تسمى بأمير المؤمنين وبايعه عامة أهل الأمصار إلا أهل الشام؛ ولهذا إنما تعد ولايته من بعد موت يزيد، وأما في حياة يزيد فإنه امتنع عن مبايعته أولا، ثم بذل المبايعة له ، فلم يرض يزيد إلا بأن يأتيه أسيرا ؛ فجرت بينهما فتنة ، وأرسل إليه يزيد من حاصره بمكة، فمات يزيد وهو محصور، فلما مات يزيد، بايع ابن الزبير طائفة من أهل الشام والعراق وغيرهم.
وتولى بعد يزيد ابنه معاوية بن يزيد ، ولم تطل أيامه، بل أقام أربعين يوما أو نحوها ، وكان فيه صلاح وزهد ولم يستخلف أحدا؛ فتأمر بعده مروان بن الحكم على الشام ولم تطل أيامه.
ثم تأمر بعده ابنه عبد الملك ، وسار إلى مصعب بن الزبير نائب أخيه على العراق فقتله، حتى ملك العراق ، وأرسل الحجاج إلى ابن الزبير فحاصره وقاتله ؛ حتى قتل ابن الزبير، واستوثق الأمر لعبد الملك ثم لأولاده من بعده ) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في (الفتح 13 / 194) على قول عبدالله بن دينار : شهدت ابن عمر حين اجتمع الناس على عبدالملك بن مروان : ( والمراد بالاجتماع : اجتماع الكلمة ، وكانت قبل ذلك مفرقة ، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان كل منهما يدعى له بالخلافة ، وهما عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير ، فأما بن الزبير فكان أقام بمكة ، وعاذ بالبيت بعد موت معاوية ، وامتنع من المبايعة ليزيد بن معاوية ؛ فجهز إليه يزيد الجيوش مرة بعد أخرى .
ثم لما انتظم له ملك الشام كله توجه إلى مصر ؛ فحاصر بها عبد الرحمن بن جحدر عامل بن الزبير حتى غلب عليها في ربيع الآخر سنة خمس وستين ، ثم مات في سنته ، فكانت مدة ملكه ستة أشهر وعهد إلى ابنه عبد الملك بن مروان فقام مقامه ، وكمل له ملك الشام ومصر والمغرب ، ولابن الزبير ملك الحجاز والعراق والمشرق ، إلا أن المختار بن أبي عبيد غلب على الكوفة ، وكان يدعو إلى المهدي من أهل البيت ، فأقام على ذلك نحو السنتين.
ثم سار إليه مصعب بن الزبير أمير البصرة لأخيه فحاصره حتى قتل في شهر رمضان سنة سبع وستين ، وانتظم أمر العراق كله لابن الزبير فدام ذلك إلى سنة إحدى وسبعين ،فسار عبد الملك إلى مصعب فقاتله حتى قتله في جمادى الآخرة منها ، وملك العراق كله ولم يبق مع ابن الزبير إلا الحجاز واليمن فقط ، فجهز إليه عبد الملك الحجاج فحاصره في سنة اثنتين وسبعين إلى أن قتل عبد الله بن الزبير في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين ، وكان عبد الله بن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايع لابن الزبير أو لعبد الملك ، كما كان امتنع أن يبايع لعلي أو معاوية ، ثم بايع لمعاوية لما اصطلح مع الحسن بن علي ، واجتمع عليه الناس ، وبايع لابنه يزيد بعد موت معاوية لاجتماع الناس عليه ، ثم امتنع من المبايعة لأحد حال الاختلاف إلى أن قتل ابن الزبير ، وانتظم الملك كله لعبد الملك فبايع له حينئذ ) .
ظ¤- الوجه الرابع :
لم يوافق الحسين على خروجه أحد من الصحابة حتى أخوه من أبيه محمد بن الحنفية ونهوه نهياً شديداً وممن نهاه ايضا ابن عمر وابن عباس وأبوسعيد الخدري وجابر بن عبدالله وأبوبكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم من الصحابة.
قال ابن الأثير - في "أسد الغابة" (2/2 - عن خروج الحسين: «فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة؛ فتجهز للمسير؛ فنهاه جماعة؛ منهم: أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم» اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (4/530):«ولهذا لما أراد الحسين أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة: أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام : ألاّ يخرج...»اهـ.
ظ¥ - الوجه الخامس :
كما يقول شيخنا الألباني بالمآل يتضح الحال فمآلات الأفعال يتعرف من خلالها على استنباط الأحكام الشرعية فما غلب على الظن مفسدته حُرِّمَ سداً للذريعة
فما هو مآل خروج الحسين رضي الله عنه غير قتل أهل البيت وأجلهم الحسين سيد شباب أهل الجنة الذي قتل ظلماً ، وقد تبين له خطؤه وندم وطلب ممن غدروا به أن يعطوه إحدى ثلاث :
��أن يتركوه يرجع إلى المدينة.
��أو يدعوه يذهب إلى ابن عمه يزيد بالشام.
��أو يلحق بأهل الثغور للجهاد معهم.
الحسين ندم وتاب ورجع ، وخوارج العصر لا يرجعون ، ويستدلون علينا بفعل الحسين ، طيب الحسين ندم ورجع ولم يمكنه قاتلوه قاتلهم الله من العودة ولم يراعوا حرمة آل البيت ولا وصية رسول الله بعترته من أهل بيته ، فمنعوه من ذلك وقتلوه مظلوماً شهيداً ، فلم يكن في عنقه بيعة ليزيد فخالفها أو شق عصا الطاعة وقد اجتهد رأيه الذي خالف فيه الصحابة فلا يسمى فعله خروجاً ، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة الكف عما شجر بين الصحابة رضوان الله عليهم نقول هذا لمن يلزمونا أن نبدع الحسين كما نبدع الدعاة من خوارج العصر ، ونسوا أن تأول الصحابي معفو عنه ، ومقامهم لا يبلغه أحد ولو أنفق مَنْ بعدهم مِثلَ أُحُدٍ ذهبا ، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه
ووالله ثم والله إنا لنحب لكم مانحب لأنفسنا ، ونخشى عليكم عذاب الله حين ننهاكم عن الخروج، ومن لا يهتم بآخرتك لا يهتم بك، فالحب الحقيقي أن تخاف على من تحب من عذاب النار ((إني أَخافُ أَن يمسّك عذابٌ من الرحمن))
‏âپ§فلا تعينوا على الدماء التي لن تسلموا من إثمها
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)) رواه البخاري .
وليس ذلك فقط فيمن باشر القتل بل يشمل من تسبب في الفتنة وحرض عليها كالخوارج القعدة الذين لا يباشرون القتال ولا الخروج ، لكن يزينونه في نفوس أتباعهم ويحرضونهم عليه بذكر مساوئ الحكام والتشنيع عليهم
قال الصحابى عبدالله بن عكيم الجهنى "لا أعين على دم خليفة أبدا بعد عثمان , فقيل له : يا أبا معبد ! أو أعنت عليه؟ قال : كنت أعد ذكر مساويه عونا على دمه"
سير اعلام النبلاء (3|512)
ظ¦- الوجه السادس :
لو أنصف المستدل بفعل الحسين في مقابل النص ، لاستدل بفعل من هو أولى منه بالاستدلال،
والذي زكى فعله في الفتنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألا وهو فعل أخيه الحسن بن علي رضي الله عنهما في صلحه مع معاوية ، وتنازله عن الخلافة له بعد أن بويع له بالخلافة ستة أشهر بعد مقتل أبيه رضي الله عنه
أخرج البخاري في صحيحه في كتاب الفتن
عن الحسن - البصري - قال لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب قال عمرو بن العاص لمعاوية أرى كتيبة لا تولي حتى تدبر أخراها قال معاوية من لذراري المسلمين فقال أنا فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة نلقاه فنقول له الصلح قال الحسن ولقد سمعت أبا بكرة قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم( ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)
البخاري 6692
قال ابن بطال : سلم الحسن لمعاوية الأمر وبايعه على إقامة كتاب الله وسنة نبيه ، ودخل معاوية الكوفة وبايعه الناس فسميت سنة الجماعة لاجتماع الناس وانقطاع الحرب . وبايع معاوية كل من كان معتزلا للقتال كابن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة ، وأجاز معاوية الحسن بثلاثمائة ألف وألف ثوب وثلاثين عبدا ومائة جمل ، وانصرف إلى المدينة ، وولَّى معاوية الكوفة المغيرة بن شعبة والبصرة عبد الله بن عامر ورجع إلى دمشق . انتهى من فتح الباري
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة -في معرض ذكره مفاسد خروج الحسين رضي الله عنه وغيره -:
«فأما أهل الحرة وابن الأشعث وغيرهم؛ فهزموا وهزم أصحابهم فلا أقاموا دينا ولا أبقوا دنيا والله تعالى لا يأمر بأمر لا يحصل به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا ، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين ومن أهل الجنة ، فليسوا أفضل من علي وعائشة وطلحة والزبير وغيرهم ، ومع هذا لم يحمدوا ما فعلوه من القتال ، وهم أعظم قدرا عند الله وأحسن نية من غيرهم وكذلك أهل الحرة كان فيهم من أهل العلم والدين خلق. وكذلك أصحاب ابن الأشعث كان فيهم خلق من أهل العلم والدين والله يغفر لهم كلهم... ولهذا أثنى النبي على الحسن بقوله: (إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين) ولم يُثْنِ على أحد لا بقتال في فتنة ولا بخروج على الأئمة ولا نزع يد من طاعة ولا مفارقة للجماعة. وأحاديث النبي الثابتة في الصحيح كلها تدل على هذا... وهذا يبين .. أن ما فعله الحسن من ذلك كان من أعظم فضائله ومناقبه التي أثنى بها عليه النبي ولو كان القتال واجبا أو مستحبا لم يُثْنِ النبي على أحد بترك واجب أو مستحب ولهذا لم يثن النبي على أحد بما جرى من القتال يوم الجمل وصفين ، فضلا عما جرى في المدينة يوم الحرة وما جرى بمكة في حصار ابن الزبير وما جرى في فتنة ابن الأشعث وابن المهلب وغير ذلك...»اهـ. من منهاج السنة لابن تيميه
فالحسين قد خالفه (عامة) الصحابةُ في ذلك الخروج؛ بل وأنكروه بشدة -رضي الله عن الجميع -, كما أنكر بعضُ كبار التابعين الدخولَ مع ابن الأشعث. وتجد هذه النصوص في "البداية والنهاية" (8/ 152-173)، و"سير أعلام النبلاء" (3/ 300-320)؛ وإليك طرفًا منها:
فعن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال: إني سمعت النبي يقول: «ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة». وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله, وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب لـه القتال, وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
وقال ابن عمر له ولابن الزبير -رضي الله عنهم-: «أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين». وكان يقول: «غلبَنَا الحسين بن علي – رضي الله عنهما - بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة , فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي لـه أن يتحرّك ما عاش , وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس, فإن الجماعة خير».
وقال لـه أبو سعيد الخدري : «اتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك»
وقال أبو واقد الليثي : «بلغني خروج الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فأدركته بملل , فناشدته بالله ألاّ يخرج, فإنه يخرج في غير وجه خروج, إنما خرج يقتل نفسه, فقال: لا أرجع».
وقال جابر بن عبد الله :«كلمت حسيناً فقلت: اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض, فوالله ما حمدتم ما صنعتم؛ فعصاني»اهـ
فهل قال لهم الحسين رضي الله عنه إني خرجت على يزيد لأنه يجوز الخروج على الحاكم الظالم كما يقول خوارج العصر؟
أم كان متأولا في خروجه بسبب كتب أهل العراق التي وصلته أنهم سيخلعون والي يزيد بن معاوية؟
أجيبونا أيها العقلاء إن كان بقي عندكم مسكة من عقل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -في "المنهاج" (4/529)-: «وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة؛ كما كان عبد الله بن عمر , وسعيد بن المسيب, وعلي بن الحسين, وغيرهم: ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد. وكما كان الحسن البصري, ومجاهد, وغيرهما: ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث»اهـ
وقال الحافظ ابن كثير -لمّا ذكر قتال أهل المدينة ليزيد كما في "البداية والنهاية" (8/235)-: «وقد كان عبدالله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعينه بعد بيعته ليزيد»اهـ.
وقال -"البداية والنهاية" (8/161)- عن خروج الحسين : «
ولما استشعر الناس خروجه: أشفقوا عليه من ذلك, وحذروه منه, وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة لـه بعدم الخروج إلى العراق, وأمروه بالمقام بمكة, وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم»اهـ.
وإلى الحلقة الثانية للرد على شبهة خروج ابن الأشعث
أبوعاصم السمان










رد مع اقتباس