منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كيف اوفق بين الاية والحديث ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-28, 17:27   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة preposition مشاهدة المشاركة
السلام عليكم .
- يقول الله تعالى ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
- الحديث المنسوب لرسول الله صل الله عليه وسلم (أمرت أن اقاتل الناس .......)
كيف التوفيق بين كلام الله رب العالمين. وهذا الحديث ؟ بارك الله فيكم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة preposition مشاهدة المشاركة
الله عز وجل لم يستثني احد من الرحمة في هذه الاية .ويقول الله تعالى( ولوشاء ربك لأمن من في الارض كلهم جميعا ) كلام واضح لا يحتاج الى شرح .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

في البدايه يجب ان نحضر الحديث الشريف

حتي يتضح المعني

روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

«أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا

أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ

وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ

فَإِذَا فَعَلُوا، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ

وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ


رواه البخاري (25)، ومسلم (22).

فإن كلمة “أقاتل” من المقاتلة

وقد اتفق أهل اللسان الذي نزلت به الشريعة الإسلامية

على أن هناك فرقًا لغويًّا بين المقاتلة على الشيء والقتل عليه

فإن المقاتلة على وِزان المفاعلة

“وبابها الغالب أن تكون من اثنين

يفعل كل واحد منهما بصاحبِه ما يفعله صاحبُه به

مثل: ضاربته وحاربته


ينظر: المصباح المنير (1/ 304).

وعليه فالمعنى الصحيح لكلمة “أقاتل”:

أن هناك طرفًا يقاتِل طرفًا آخر

وهذا الطرفُ الآخر يرد عليه بالقتال

ولا يلزم من إباحة المقاتلة إباحة القتل


ينظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (2/ 219).

بمعنى: أنه قد يقاتَل الشخصُ لكونه يقاتِل

لكنه إذا ترك القتال فإنه لا يقاتَل ولا يُقتَل

مثال ذلك: الكافر الحربي الذي يقاتل المسلمين فإننا نقاتله

قال تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ

وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]

فإن توقف الكافر الحربي عن قتالنا

وقبِل الدخول في الإسلام

أو قبل أن يدفع الجزية

فإننا نقبل منه ذلك، ونكف عن قتاله

يؤكد هذا المعنى الإمام الشافعي -رحمه الله-

بقوله: “ليس القتال من القتل بسبيل

فقد يحل قتال الرجل ولا يحل قتله


ينظر: السنن الكبرى للبيهقي (8/ 326)

وفتح الباري (1/ 76).




وكلمة “الناس” قد تأتي في الشريعة ويُراد بها جميع الناس

وقد تأتي ويراد بها بعضهم:


فمن الأول -

أن تأتي ويراد بها جميع الناس-

قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس: 1]

وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ

وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21]

والآيات في ذلك كثيرة

ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم:

«وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة»


رواه البخاري (438)، ومسلم (521)

من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.


وقد تأتي كلمة “الناس” ويُراد بها بعضهم

والأمثلة على ذلك كثيرة في القرآن الكريم

منها قوله تعالى: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا} [الحج:27].

والمراد بالناس هنا المسلمون فقط باتفاق

وقوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ

فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران:173].

والمراد بقوله: {قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} هنا هو: نعيم بن مسعود

كما قال مجاهد وعكرمة، ولا يراد به جميع الناس قطعًا.


ومن ذلك هذا الحديث الذي معنا: «أمرت أن أقاتل الناس»

إذ لا يعقل أن يؤمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتال الناس جميعًا

على اختلاف اعتقاداتهم

فمنهم المسلم ومنهم المنافق ومنهم المشرك والكافر

ولا يقول عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء ليقتل جميع الناس

وكيف يقاتَل المسلمُ والمنافقُ وهم أصلًا يقولون لا إله إلا الله؟!


ولهذا نظائر في كلام الناس

فنجدهم يقولون: رأيت الناس يفعلون كذا وكذا.

وبالطبع هم لا يريدون جميع الناس

وإنما يريدون رؤية بعضهم.


ومعلوم قطعًا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

أنه لم يستأصل جميع المشركين والكفار

وكذا الخلفاء الراشدون ومن تبعهم إلى وقت الناس هذا

نعم لا بدَّ من التأكيد على أنه لم يُعرف في تاريخ الإسلام

منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا المعاصر

أن الإسلام يدعو إلى قتل جميع الكفار والمشركين

وعلى العكس تمامًا: فإن الإسلام

يرى أن الكفر والشرك والمعتقدات الفاسدة أمراض

يجب أن تعالج بالحجة والبيان

وليس بالقتال وإزهاق الأرواح

هذا هو الأصل في دعوة الإسلام

وإنما أُمِر النبي صلى الله عليه وسلم

بقتال المحاربين من المشركين

أو من منع نشر دين الله تعالى في الأرض.



مما تقدم نخلص إلى:

أن المراد بكلمة “الناس” هم المشركون المحاربون

والواقفون كحجر عثرة أمام دعوة الإسلام

ووصول نور الله تعالى للعالمين

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – مبينًا هذا المعنى -:

“إذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد

ومقصوده هو أن يكون الدين كله لله

وأن تكون كلمة الله هي العليا

فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين

وأمَّا من لم يكن من أهل الممانعة والمقاتلة

كالنساء والصبيان، والراهب والشيخ الكبير، والأعمى والزَّمِن

الزَّمِن: هو الذي أصابه داء في جسده

فلا يستطيع الحركة للمشي. ينظر: المصباح المنير (2/ 510).


ونحوهم، فلا يُقتل عند جمهور العلماء

إلا أن يُقَاتِل بقوله أو فعله

وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر

إلا النساء والصبيان، والأول هو الصواب

لأن القتال هو لمن يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله…


السياسة الشرعية (ص: 99- 100).









رد مع اقتباس