الحسيب
قال تعالى: إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء: 86]
وقال سبحانه: وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا [النساء:6]
قال الزجاجي رحمه الله:
("الحسيب" يجوز أن يكون من حسبت الحساب
ويجوز أن يكون أحسبني الشيء إذا كفاني. فالله تعالى "محسب" أي: كاف فيكون فعيلاً في معنى مفعل كأليم ونحوه)
((تفسير الأسماء)) (ص: 49).
وقال الطبري رحمه الله تعالى
في قوله تعالى: وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا [الأحزاب: 39]
أي: وكفاك يا محمد بالله حافظاً لأعمال خلقه ومحاسباً عليهم)
((تفسير الطبري)) (22/12).
وقال الإمام ابن القيم -
رحمه الله تعالى- في نونيته:
(وهو الحسيب كفاية وحماية
والحسب كافي العبد كل أوان)
((نونية ابن القيم)) البيت رقم (2317).
وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى
: ("الحسيب": هو العليم بعباده، كافي المتوكلين، المجازي لعباده بالخير والشر بحسب حكمته وعلمه بدقيق أعمالهم وجليلها)
((تفسير السعدي)) (ص: 947).
وقال أيضاً: (والحسيب بمعنى الرقيب الحاسب لعباده المتولي جزاءهم بالعدل، وبالفضل
وبمعنى الكافي عبده همومه، وغمومه. وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين:
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق: 30]
أي: كافيه أمور دينه ودنياه)
((توضيح الكافية الشافية)) (ص: 126، 127).
وقال كذلك:
(والحسيب أيضاً هو الذي يحفظ أعمال عباده من خير، وشر، ويحاسبهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الأنفال: 64]
أي: كافيك وكافي أتباعك، فكفاية الله لعبده بحسب ما قام به في متابعة الرسول ظاهراً وباطناً، وقيامه بعبودية الله تعالى)
((الحق الواضح المبين)) (ص: 78).
وقال في موطن آخر:
إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا [النساء: 86]
فيحفظ على العباد أعمالهم حسنها وسيئها، صغيرها وكبيرها ثم يجازيهم بما اقتضاه فضله وعدله وحكمه المحمود)
((تفسير السعدي)) (ص: 191).
وقال الخطابي رحمه الله تعالى:
(الحسيب هو المكافئ فعيل بمعنى فعل كقولك: أليم بمعنى مؤلم، تقول العرب: نزلت بفلان فأكرمني وأحسبني أي أعطاني ما كفاني حتى قلت: حسبي
والحسيب أيضاً بمعنى المحاسب
كقولهم: وزير ونديم بمعنى موازر ومنادم
ومنه قول الله سبحانه: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا [الإسراء: 14]
أي: محاسباً والله أعلم)
((شأن الدعاء)) (ص: 69-70).
مما سبق من الأقوال
يتحصل لنا في معنى (الحسيب) معنيان:
الأول: بمعنى الكافي والحافط.
الثاني: بمعنى المحاسب.
المصدر:
::ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
لعبد العزيز بن ناصر الجليل – ص: 667