الخرطوم : هددت الحكومة السودانية الجمعة بوقف عملية الاستفتاء في الجنوب بعد معلومات أفادت بان الحركة الشعبية تعتزم إجراء تصويت حول مصير أبيي قبل التاسع من يناير/ كانون الثاني، وهو الموعد المقرر للاستفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان.
ونقلت قناة "العربية" عن الدرديري محمد أحمد مسئول ملف أبيي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن الحركة الشعبية تسعى لاتخاذ قرار أحادي الجانب من خلال تصويت قبيلة "دينكا نقوك" على مصير أبيي، واصفا هذا التصرف بأنه مهدد للاستقرار في المنطقة.
وكان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية اعلن الشهر الماضي إن الاستفتاء على مصير منطقة أبيي الحدودية بين شمال السودان وجنوبه لن يجرى في التاسع من يناير/كانون الثاني المقبل كما كان مقررا له.
واضاف فيليب كراولي: "اعتقد أننا مدركون أن هذا الاستفتاء لن يجري في التاسع من يناير/كانون الثاني، لكننا نواصل تشجيع الاطراف على العمل للتوصل الى حل".
في الوقت نفسه، أعلن مجلس الدفاع المشترك في السودان أن القوات المشتركة بين الجيش السودانى وجيش حركة تحرير السودان سيستمران فى العمل معا حتى بعد الاستفتاء لحماية مناطق البترول والحدود المشتركة بين الشمال والجنوب.
ومن المقرر ان يجري استفتاء حول تقرير مصير جنوب السودان في يناير/كانون الثاني المقبل حيث يعتبر هو ذروة اتفاق السلام الموقع العام 2005 الذي انهى اكثر من عقدين من الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه، ويتكهن معظم الخبراء بان سكان الجنوب سيصوتون للانفصال.
ومن المفترض ايضا تنظيم استفتاء ثان في وقت متزامن يتعلق بضم منطقة ابيي الى شمال او جنوب السودان، وهي المنطقة المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب والتي تطالب بها قبيلة دنكا نقوك الجنوبية والبدو العرب في قبيلة المسيرية الشمالية.
وكانت معارك دامية وقعت في مايو/آيار 2008 بين الشماليين والجنوبيين في ابيي ما اثار مخاوف من اندلاع الحرب الاهلية مجددا.
واحال الشماليون والجنوبيون بعد هذه المعارك خلافاتهم حول حدود اقليم ابيي الى محكمة العدل الدولية التي قررت في يوليو/تموز 2009 ان حقول النفط الكبيرة المتنازع عليها لا تقع ضمن نطاق ابيي لتقتصر بذلك مساحة الاقليم على المناطق التي تقيم بها قبيلة الدينكا الجنوبية.
غير ان ابيي, التي تعتبر ممرا هاما بين الشمال والجنوب, كانت تقليديا منطقة مراعي لقبيلة المسيرية الذين يخشون الان الا يتمكنوا من المشاركة في الاستفتاء وبالتالي ان يفقدوا الحق في استخدام مراعيها.
البشير في جوبا
في غضون ذلك ، أعلن دينغ ألور وزير التعاون الإقليمي في حكومة جنوب السودان وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان أن الرئيس عمر حسن البشير سيزور جوبا الأسبوع المقبل.
وأضاف ألور في مقابلة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الرئيس البشير سيلتقي نائبه سيلفا كير لحل القضايا العالقة في اتفاق السلام ولاسيما قضيتا الحدود ومنطقة آبييه وقضايا ما بعد الاستفتاء.
وقال "إن التوقعات بالوحدة تلاشت.. والآن يعمل الجميع من أجل انفصال آمن ،نحن نعمل من أجل بناء السودان الجديد الذي يشمل العدالة والوحدة والمساواة، ولكن هذه الآراء وجدت معارضة شديدة من الشمال، وبالذات من حزب المؤتمر الوطني (أحد شريكي الحكم)".
وأضاف: "لا بد من ترك الأبواب مفتوحة للتواصل وإقامة علاقات حميمية بين أهل الجنوب والشمال حتى تكون هذه العلاقة نواة جديدة لعودة الوحدة مرة أخرى".
وحول وجود نيات للانضمام إلى جامعة الدول العربية في حال الانفصال ، أجاب "ليس لدينا مشكلة في موضوع الانضمام للجامعة العربية، ولدينا علاقات ممتازة مع الجامعة العربية، وهذا الموضوع سوف يعرض للنقاش بشكل ديمقراطي في الحركة الشعبية".
ونفي ألور وجود تدخل من قبل الحركة الشعبية في قضية اقليم دارفور قائلا "الجميع منشغل بمستقبل السودان واستقراره، ولن نكون عنصرا لإفساد".