منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ردود على شبهات في مسألة تحريم الاستمناء – العادة السيئة -
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-12-12, 18:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18


رابعاً:

أن المعول عليه في التحريم ليس هو الضرر وحده ، فلو سلّم أن الاستمناء لا ضرر فيه لم يقتضي ذلك إباحته لصحة دلالة الكتاب والسنة على تحريمه كما سبق

على أنه لا يبعد أن يقال : إن الاستمناء بيد الزوجة لما كان مباحاً انتفى ضرره ، أو قل ، أو جرت العادة ألا يستكثر منه الزوج فلا يتضرر ، بخلاف الاستمناء المحرم

الذي جرت العادة في أهله أنهم لا يقفون فيه عند حد ، حتى إن الواحد منهم قد يستمني في اليوم مرات

ولهذا كان ضرره محققاً ، وما أشرنا إليه من تأثير الحل والحرمة في ذلك يمكن الاعتبار فيه بعدم التضرر من تناول المحرمات الضارة عند الاضطرار ، ف "الضرورة منعت تأثير الوصف وأبطلته "

كما يقول ابن القيم رحمه الله

وينظر : مفتاح دار السعادة (2/ 21).

فلا عجب أن يكون الاستمناء المحرم ضاراً بالبدن ، والاستمناء المباح بين الزوجة غير ضار لهذين الاعتبارين :
1- وهو تأثير الحل والحرمة في طيب الأشياء وخبثها وضررها .

2- جريان العادة بالإكثار من الاستمناء المحرم ، مما يقضي إلى الضرر المحقق .

ولو سلّم انتفاء الضرر ، لم تلزم الإباحة كما سبق .

خامساً:

ما ذكر في السؤال من أن الشيء المهين لا يلام ولا يسأل صاحبه ليس على إطلاقه

لأن معنى ( مَهِين ) في الآية " ضعيف "

ومنه قوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ ) السجدة/ 8 .

وقد فسرها بذلك : ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والطبري وابن كثير ، وغيرهم كثير .

قال البخاري رحمه الله في " صحيحه " ( 4 / 1793 ) :

وقال مجاهد ( مَهِين ) : ضعيف ، نطفة الرجل .انتهى

وقال الطبري – رحمه الله - :

"قول تعالى ذكره : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ ) أيها الناس ( مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) يعني : من نطفة ضعيفة .

... عن ابن عباس ، قوله : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ) يعنى بالمهين : الضعيف" .

انتهى من" تفسير الطبري " ( 24 / 132 ) .

ونقله عن قتادة ومجاهد في " تفسيره " ( 20 / 173 ) ، وقال :

"ومهين : فعيل ، من قول القائل : مهن فلان ، وذلك إذا زلّ وضعف" .انتهى

وكذا قال ابن كثير في " تفسيره " ( 5 / 466 ) .

وفي ( 8 / 229 ) قال – رحمه الله - :

"( إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ) أي: من المني الضعيف ، كما قال : ( أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ )" .انتهى

وقال ابن القيم – رحمه الله - :

"فالمَهين هاهنا : الضعيف ، ليس هو النجس الخبيث" .

انتهى من" بدائع الفوائد " ( 3 / 640 ) .

ثم إنه إذا قدر أن المهين ـ هنا ـ يعني : أنه لا قْدر له ؛ فهذا الوصف أمر نسبي ، للدلالة على ضعف الإنسان ، وتمام قدرة الله جل جلاله ، وعجيب خلقه .

قال الله تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) الروم/54 .

قال ابن جزي رحمه الله :

" الضعف الأول كون الإنسان من ماء مهين ، وكونه ضعيفا في حال الطفولية ، والضعف الثاني الأخير : الهرم "

انتهى . " التسهيل لعلوم التنزيل" (1471) .

وقال ابن عاشور رحمه الله :

" والغرض من إجراء هذا الوصف عليه الاعتبار بنظام التكوين إذ جعل الله تكوين هذا الجنس المكتمل التركيب العجيب الآثار من نوع ماء مهراق لا يعبأ به ولا يصان " انتهى .

"التحرير والتنوير" (21/151) .

وإذا وصف الله تعالى الدنيا ـ بأسرها ـ بالحقارة والوضاعة والهوان ، فهل يعني ذلك أن من ملك شيئا منها : له أن يصرفه كيف شاء ، وأنه لا يؤمر بحفظه ، ولا يلام على تضييعه ؟!

سادساً:

قال بعضهم : إن قوله تعالى ( فَأُولَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) لا ينطبق على فاعل الاستمناء ؛ لأنه لا يعتدي على أحدٍ غيره ! .
والجواب عليه :

أن اللفظة في الآية ( الْعَادُونَ ) وليس " المعتدون " ، ومعناها : الظالم ، والمتجاوز حدَّه .

ومنه قوله تعالى : ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ . وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ ) الشعراء/ 165 ، 166 .

قال البغوي – رحمه الله - :

"( فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) الظالمون المتجاوزون من الحلال إلى الحرام" .

انتهى من" تفسير البغوي " ( 5 / 410 ) .

وقال أبو جعفر النحاس – رحمه الله - :

"يقال : عدا ، إذا تجاوز في الظلم" .

انتهى من" معاني القرآن " ( 5 / 99 ) .

ولمعرفة حكم الاستمناء – العادة السيئة – وكيفية علاجها

: انظر جوابي السؤالين :الاول و الثاني القادمين

كما نرجو الإطلاع على جواب السؤال الصالث القادم

ففيه بيان الوسائل التي تعين على غض البصر .

وفي جواب السؤال الرابع

بيان حل مشكلة الشهوة وتصريفها .

والله أعلم









رد مع اقتباس