منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-04, 04:38   رقم المشاركة : 59
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الحديث في الصورة المعبرة من طريق مكحول

عن أبي هريرة قد ضعفه الترمذي بعد روايته

لكن أصله في الصحيحين

من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:

يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ

قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟

قُلْتُ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ

فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .


رواه البخاري (4205) ، ومسلم (2704)

وهذه الجملة العظيمة فيها التسليم لله تعالى والاعتماد عليه

وأن (الحول) - أي الحركة أو (التحول) من حال إلى حال -

والقوة على الطاعة، لا تكون إلا بالله.

فلا تحول عن معصية الله

إلاّ بتوفيقه وعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته.

قال النووي رحمه الله

" قال أهل اللغة: الحول : الحركة والحيلة، أي لا حركة

ولا استطاعة ، ولا حيلة ، إلا بمشيئة الله تعالى.

وقيل: معناه : لا حول في دفع شر

ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله.

وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته

ولاقوة على طاعته إلا بمعونته

وحكى هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكله متقارب"


انتهى من "شرح مسلم" (17/ 26).

وفي " صحيح مسلم " وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

إذا قال المؤذن: الله أكبر؛ فقال الرجل: الله أكبر

فقال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله

ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله

فقال: أشهد أن محمدا رسول الله

ثم قال: حي على الصلاة؛ فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله

ثم قال: حي على الفلاح فقال لا حول ولا قوة إلا بالله

ثم قال: الله أكبر الله أكبر فقال: الله أكبر الله أكبر .


[573] رواه مسلم (385).

فلفظ (الحول) : يتناول كل تحول من حال إلى حال .

و(القوة) : هي القدرة على ذلك التحول .

فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي

حركة وتحول ، من حال إلى حال

ولا قدرة على ذلك ؛ إلا بالله.

ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص

فيقول: لا حول عن معصيته إلا بعصمته

ولا قوة على طاعته إلا بمعونته.

والصواب ، الذي عليه الجمهور : هو التفسير الأول

وهو الذي يدل عليه اللفظ

فإن الحول لا يختص بالحول عن المعصية

وكذلك القوة لا تختص بالقوة على الطاعة

بل لفظ الحول يعم كل تحول.

ومنه لفظ " الحيلة " ، ووزنها فعلة بالكسر

وهي النوع المختص من الحول ...

وكذلك لفظ " القوة "

قال تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة .

ولفظ القوة : قد يراد به ما كان في القدرة أكمل من غيره

فهو قدرة أرجح من غيرها أو القدرة التامة.

ولفظ " القوة " قد يعم القوة التي في الجمادات

بخلاف لفظ القدرة

فلهذا كان المنفي بلفظ القوة أشمل وأكمل.

فإذا لم تكن قوة إلا به

لم تكن قدرة إلا به بطريق الأولى. وهذا باب واسع."


انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/574-575) .

ويقول ابن القيم رحمه الله :

" وَأَمَّا تَأْثِيرُ " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "

فِي دَفْعِ هَذَا الدَّاءِ [ يعني : داء الهم والغم ] :

فَلِمَا فِيهَا مِنْ كَمَالِ التَّفْوِيضِ

وَالتَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، إِلَّا بِهِ

وَتَسْلِيمِ الْأَمْرِ كُلِّهِ لَهُ، وَعَدَمِ مُنَازَعَتِهِ فِي شَيْءٍ مِنْهُ .

وَعُمُومُ ذَلِكَ لِكُلِّ تَحَوُّلٍ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ

وَالسُّفْلِيِّ، وَالْقُوَّةِ عَلَى ذَلِكَ التَّحَوُّلِ

وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِاللَّهِ، وَحْدَهُ فَلَا يَقُومُ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ شَيْءٌ.

وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ إِنَّهُ مَا يَنْزِلُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ

وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهَا إِلَّا بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .

وَلَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي طَرْدِ الشَّيْطَانِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ."


انتهى من "زاد المعاد" (4/193) .

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع