السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصيدة الرابعة والعشرون
قال أمير الشعراء أحمد شوقي في مدح خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم
نـبـي الـبـر بـينه سـبيلا **** و سـن خـلاله و هدى الشعابا
تـفرق بـعد عيسى الناس فيه***** فـلما جـاء كـان لـهم مـتابا
وشـافي النفس من نزغات شر**** كـشاف مـن طـبائعها الذئابا
وكـان بـيانه لـلهدي سـبلا****و كـانت خـيله لـلحق غـابا
و عـلمنا بـناء الـمجد حـتى**** أخـذنا إمرة الأرض اغـتصابا
و مـا نـيل الـمطالب بالتمني **** و لـكن تـؤخذ الـدنيا غلابا
و مـا استعصى على قوم منال ***إذا الإقـدام كـان لـهم ركـابا
تـجلى مـولد الهادي و عمت**** بـشائره الـبوادي و الـقصابا
و أسـد ت لـلبرية بنت وهب**** يـدا بـيضاء طـوقت الرقابا
لـقد وضـعته وهـاجا مـنيرا *** كـما تـلد الـسماوات الشهابا
فـقام عـلى سماء البيت نورا *** يـضيء جـبال مـكة و النقابا
و ضـاعت يثرب الفيحاء مسكا*** و فـاح الـقاع أرجـاء و طابا
أبـا الزهراء قد جاوزتُ قدري*** بـمدحك بـيد أن لـي انتسابا
فـما عـرف الـبلاغة ذو بيان***إذا لــم يـتخذك لـه كـتابا
مـدحت الـمالكين فزدت قدرا*** فـحين مـدحتك اقتدت السحابا
سـألت الله فـي أبـناء ديـني***فـإن تـكن الـوسيلة لي أجابا
و مـا لـلمسلمين سواك حصن***إذا مـا الـضر مـسهم و نابا
كـأن النحس حين جرى عليه***** أطـار بـكل مـملكة غـرابا
و لـو حفظوا سبيلك كان نورا*** و كـان من النحوس لهم حجابا
بـنيت لـهم من الأخلاق ركنا ****فـخانوا الركن فانهدم اضطرابا
وكـان جـنابهم فـيها مـهيبا**** و لَـلأخلاق أجـدر أن تـهابا
فـلولاها لـساوى الـليث ذئبا *** و ساوى الصارم الماضي قرابا
فـإن قـرنت مـكارمها بـعلم*** تـذللت الـعلا بـهما صـعابا
و فـي هـذا الزمان مسيح علم ***يـرد عـلى بـني الأمم الشبابا