منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-22, 22:15   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الأميرة بديعة الحسني
كبار الشخصيات
 
إحصائية العضو










B10 تتمة:

هدية تيسيه وجاك شوفالييه للمكتبة الوطنية في الجزائر:
والآن ما زلنا في المقدمة نكتب عن أهمية السند أو مصدر المعلومة، فلو لم أكن من لب عائلة الأمير عبد القادر لما قدمتني المهندسة جورجيت خوري المشرفة على القصر مندوبة مفوضية الاتحاد الأوروبي بدمشق، وبأنني الحفيدة الأقرب نسباً إليه والباحثة في تاريخه، ولو قدمتني كحفيدة فقط لشكّوا في كلامي واعتبروه عاطفياً، ولو قدمتني كباحثة فقط لما أصغى أحد إلى كلامي ومعلوماتي أو اعتبروها درس في التاريخ يُقدّم إليهم في أحد الجامعات، ولكن اجتماع المصدر إلى جانب الأدلة العلمية أكسب محاضرتي المصداقية الكبيرة، وهذا كان سبب ذلك الاهتمام والاحترام والتقدير لكل ما قدمته من معلومات، ولم يتقدم أحد من الحضور بمداخلة سوى المهندس الكبّارة وهو دمشقي، ألقى كلمة عن تاريخ الأمير، وقبل أن يقف متكلماً وجّه كلامه إليّ قائلاً: أرجوكِ إن وجدتِ في كلامي خطأ ما صححيه لي، هذا دليل على ثقة الجميع بالمصدر، وأقصد المحاضرة الحفيدة التي ألّفت المجلّدات عن تاريخ الأمير في حقبة من تاريخ الجزائر وعن الثورات والمقاومة الجزائرية وعن أولاد الأمير وأحفاده، تراجم لكل واحد منهم. كتبت عن الإسلام كدين سماوي وحيد، دين جميع الرسل والأنبياء وعن الأسس الاقتصادية في الإسلام، وكتاب رد على كتاب شارل هنري تشرشل من ثلاثمائة صفحة، وكتبت سيرة ذاتية لزوجها العميد عدنان العجلاني الذي خاض معارك دفاعاً عن فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني، وكتاب ردود وتعليقات على كتب فيها تشويه لتاريخ الأمير عبد القادر بوصف خروجه من الجزائر بالاستسلام والتسليم ككتاب تشرشل وبالمار وبول آزان وغيرهم كثير ممن وضعوا السم بالدسم في هذه المؤلفات التي أصبحت مراجع ذات قيمة في العالم، وأخيراً قي عام 1970 قدموا مخطوطاً للمكتبة الوطنية في الجزائر زعم كل من الكردينال هنري تيسيه وجاك شوفالييه[1] رئيس بلدية مدينة الجزائر أثناء الاحتلال، أنهم وجدوه بين الأخشاب في قبو القصر أطلق عليه المسؤولون في وزارة المجاهدين اسم (مذكرات الأمير عبد القادر) واستلموه بحفل كبير.

وما أكتبه الآن ليس رداً على من حققوا هذا المخطوط ولا من وضعوا له مقدمات، وإنما أكتب ملاحظات على المخطوط نفسه ككل ملاحظاتي في مؤلفاتي التي جاءت نتيجة لأبحاث جادة وثمرة جهدي الشخصي، احتاجت مني لتأليف كتباً أقلها من ثلاثمائة صفحة لأن البحث في المواضيع التاريخية عملاً ليس سهلاً، والتحليل هو عمل علمي وتصحيح الأخطاء وتقديم الأدلة العلمية لا يمكن اختصارها في كتاب واحد. وطبيعة البحث، كما ذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله في آخر مقدمته في الجزء الأول لموسوعته (تاريخ الجزائر الثقافي): (ذلك أن البحث لا ينتهي بصدور كتاب واحد في مثل هذه الموضوعات لأنه كنهر الحياة). والبحث في تاريخ الأمير عبد القادر وما كُتب عنه وتصحيح الأخطاء التي وردت فيها واختصار كل ذلك في كتاب واحد مستحيل، لأن هذا المجاهد الكبير ليس برجل عادي، كما ذكر الدكتور اسماعيل الزروخي في قراءة تحليلية لكتابي (فكر الأمير عبد القادر) حيث قال: (لا يمكن لأي باحث الإلمام إلماماً تاماً بمسيرة هذا الرجل نظراً لخصوبتها وثرائها وتنوعها لأنه كالجبل الشامخ الذي يحتوي على مجموعة من الكنوز وكل من يحاول التنقيب فيه لا بد أن يعثر على معين لا ينضب من الكنوز).

هذا صحيح، ولكن هذه الكنوز لا بد من تنقيتها من الشوائب والأتربة ليظهر تألقها واكتساب الفوائد منها من (فوائد وعبر وعظات). ولا أدّعي أنني استطعت الرد على كل ما كُتب عن هذا البطل لأنه قلّ أن يوجد في العالم بطل كُتب عنه بالكمّ من المؤلفات الأجنبية والعربية كما كُتب عن الأمير عبد القادر من طارق بن زياد وعقبة بن نافع إلى أبو مسلم الباهلي وحسان بن النعمان إلى خالد بن الوليد وإلى صلاح الدين الأيوبي الذي هزم الصليبيين، والقائد بيبرس الذي هزم التتار في عين جالوت، وهذا على سبيل المثال.


الباحثة


بديعة الحسني الجزائري



[1]- هنري تيسيه هو كردينال أب حبر الكنيسة في مدينة الجزائر. جاك شوفالييه كان رئيس بلدية مدينة الجزائر أيام الاحتلال الفرنسي.









رد مع اقتباس