منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تكوين الأمير عبد القادر أكبر من أن ينعت بالزاوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-06-26, 21:03   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو أنس بشير
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي تكوين الأمير عبد القادر أكبر من أن ينعت بالزاوية

تكوين الأمير عبدالقادر.

رأيت بعض المتكلمين ممن مر في قناة الجزائر الأولى ، فتكلم عن سيرة الإمام الأمير عبد القادر ، فجاء يثني عليه ووصفه بالعلم وغزارته ، فهو على كل حال يشكر على ذلك .
ولكن وصف معهد الإمام محي الدين بأنه مجرد زاوية ⁦‼️⁩، وهذه الزاوية خرجت الأمير عبد القادر الذي واجه أكبر الإمبراطورية في العالم ، هكذا قال ونحو هذا ❗

⁦◼️⁩ قلت ( بن سلة ) : والله إني لأعجب كيف لهؤلاء أن يتكلموا في التاريخ والتحقيق وهم لا يحسنون ضبط المصطلحات ، ومراعاة قيمة العبارات .

⁦1️⃣⁩ ما معنى الزاوية ؟!
الجواب : الزاوية عند علماء الحديث والفقهاء وأهل السلوك والمتنسكة هي خلوة يتعبد فيها ، أو جهة من المسجد يدرس فيها

⁦2️⃣⁩ أما مبنى الإمام السيد محي الدين فهو مؤسسة ومدرسة ومعهد يدرس فيه القرآن وعلومه ، وعلوم الحديث والفقه واللغة والعقائد والسير والتاريخ والقضاء ، ويؤسس القادة والساسة كما كان المسجد في العهد الأول من صدر الصحابة الكرام .

فيه الابتدائي والمتوسط والنهائي ، ويترقى فيه عمال الدولة للحكومة الجزائرية في العهد العثماني ، كما ذكر ذلك المؤرخون ،هل هذا يقال عنه زاوية ⁦⁉️⁩

⁦3️⃣⁩ الأمير عبد القادر بعدما أنهى المراحل الأولى من التعليم في مدرسة القيطنة أرسله والده ، فدرس في معهد وهران وتونس وفاس .
وفي رحلته مع والده إلى الحجاز والحج أخذ عن أهل الحجاز وبغداد ومصر .
وهو من صغره كان يعرف بالذكاء والفطنة ، فكان يتأمل ويلتفت إلى الحالة الدينية والاجتماعية بنسبة شعوب المغرب والمشرق ويقيد في ذهنه ، فهو ما إن بلغ مرحلة شبابه إلا وانفتح على جميع الشعوب وما عندها من العلوم في العقائد والتاريخ والسياسة والاجتماع حتى ما يخص الميدان العسكري بإضافة ما تحصل عليه من التاريخ الإسلامي .

⁦4️⃣⁩ الأمير عبد القادر كانت عنده مكتبة ضخمة كبيرة جمع فيها الآلاف من الكتب والمخطوطات والكتب النادرة دفع أمولا طائلة لشرائها إلى جانب التي ورثها من مكتبة أجداده الأدارسة ، كلها أتلفها جنود الاحتلال وأحرقها ، وقليل منها ما بقي .

⁦5️⃣⁩ الأمير عبد القادر لم يشتغل بالتأليف والتصنيف ولكن وصلت إلينا بعض رسائله كرسالة ( المقراض الحاد ) في العقائد والسلوك وبعض الأجوبة في العقائد والسلوك والاجتماع منشورة في كتاب ( تحفة الزائر ) ، ورسالة ( وشاح الكتائب) ، ورسالة ( فتوى الأمير عبد القادر في وجوب الهجرة إلى دار الإسلام ) .
هذا مما تحقق وثبت وجوده وإثباته عن الأمير عبد القادر ، وهو يدل ويشير على غزارة علمه وتوسعه في جمعه ، وإمامته في الدين والعلم ، وحنكته في السياسة ، وتكوين الجيوش الحديثة المتطورة .

فمن ينظر في مقالاته ومسائله التي تكلم فيها سيحكم عليه أنه من طرز شيخ الإسلام ابن تيمية في جمعه للعلوم والتحقيق فيها ، والتفصيل فيها وتقريرها .

وهذا ليس بغريب من عرف علم الإمام الأمير عبد القادر ودرسه ودرس عليه ، وقد ذكره المحدث تلميذه جمال الدين القاسمي في كتابه ( الاستئناس لتصحيح أنكحة الناس ) في طبقة الأئمة الكبار الذين ترجع إليهم الأمة ، وهم نواة مدارسها .
ولقد شهد له بذلك أئمة السنة في عصره وبعده .

⁦6️⃣⁩ الإمام الأمير عبد القادر هو راسخ في العلم والإيمان لا يتزعزع في الفتن إذا هبت ، فكان كل الفقهاء والقادة والقضاة يرجع إليه في الجزائر إذا عصفت الفتن والنوازل والمعضلات .

وكان علماء الشام يجلسون إليه ويعرضون عليه العقائد وخاصة فلسفة ابن عربي التي كانت تعرف بالتعقيد والغموض ، ولا يحل إشكالها ويقف على حقيقتها إلا من طرز الإمام ابن تيمية وابن القيم ، وكان الأمير عبد القادر من هؤلاء العمالقة .

كان علماء النصارى وضباط فرنسا وبريطانيا يلتمسون منه العلم ومعرفة عقائد الإسلام وسيره وأخلاقه ، ويستسلمون لعلمه وتقريره .

⁦7️⃣⁩ الأمير عبد القادر يعد إماما ومدرسة في السياسة الخارجية والدبلوماسية ، ووزير قضايا الأمة في العصر الحديث ، فكم من مشروع عجزت عنه الامبرطوريات الكبيرة على معالجته وحله كفتنة الدروز وقناة السويس وأزمة مسلمي روسيا ، فهو بمفرده وحنكته عالجها ووجد مخرجها وحلها .

⁦8️⃣⁩ الأمير عبد القادر هو أول من أسس الجامعة العربية والرابطة الإسلامية إذ عرف عنه أنه كان لا يقبل على فعل أي شيء إلا بمشاورة ومراسلة علماء فاس ومصر ، وكان لا يقرر شيئا في دولته إلا بعد مجلس الشورى من فقهاء وقادة حكومته ، وفي الشام كان يجلس بصحبته الفقهاء .

⁦❤️⁩ قلت ( بن سلة ) : الأمير عبد القادر هو إمام وقدوة ومدرسة في الدين والسياسة والعسكرية ، وليس بزاوية صغيرة قد يعرف صاحبها وينعت إلا بالتعبد والعزلة والخلوة وهو يجهل العلم والسياسة والواقع .

وفي الأخير نرجو أن الذين يمرون في قنواتنا أن يكونوا في المستوى من تقرير العلوم والتكوين ، أما عدم الأهلية والكفاءة فهذا يحطم التاريخ ، ومؤسسات الدولة ، والله المستعان .

كتبه : بشير بن سلة الجزائري ⁦









 


رد مع اقتباس