إسترجاع الجيش الأوكراني لمناطق كانت بيد الروس منذ أشهر يعتبر نكسة للجيش الروسي نزلت كصاعقة على الكريملين.
في الوقت الذي كان الروس ينتظرون هجومات أوكرانية جنوبا لإستعادة خيرسون، إستقدموا تعزيزات من شمال شرق أوكرانيا لتأمين جبهة الجنوب، وبالتالي بقيت مقاطعة خاركيف شبه عارية.
جاءهم هجوم مباغت شامل إستهدف مخازن السلاح والذخيرة وتجمعات القوات الروسية على محور كوبيانسك- إزيوم- خاركيف، فأوقع خسائر فديحة وجسيمة وسط العساكر الروس.
الأمر الذي بث الإرتباك والفزع في صفوف الجيش الروسي، ما جعل القوات الروسية تنسحب هروبا صوب الحدود الدولية وإلى داخل إقليم دونباس تحت وابل الرصاص، تاركة معداتها وأسلحتها خلفها.
إنها هزيمة نكراء أوقعها الجيش الأوكراني في الحيش الروسي، بعد إستغلاله للمعلومات الإستخباراتية التي تلقاها من الإستخبارات الأمريكية والبريطانية وبصفة عامة من دول الناتو.
كما ساهمت الأسلحة النوعية والهجومية التي تلقتها أوكرانيا بصفة دورية من الولايات المتحدة الأمريكية من بينها صواريخ هيمارس البعيدة المدى ومن دول الناتو في إنزال هذه الهزيمة النكراء.
وقد إستولى الجيش الأوكراني على مواقع إستراتيجية منها كوبيانسك وإيزيوم تساعده في تحقيق المزيد من الإنتصارات وديمومتها.
أما الجيش الروسي فلم يقر بالهزيمة التي مني بها ويقول أن إنسحابه يدخل ضمن خطة عملياته، ويعتبر إنسحابا إستراتيجيا.
مثلما قيل عندما أجبر على الإنسحاب من تخوم كييف، أن تراجعه إلى الوراء هو للتجميع القوات وإعادة الإنتشار.
بقلم الأستاذ محند زكريني