الصهاينة إذ يقتلون الأطفال
لم تحتمل أم الطفل ناصر مصبح ابن الـ12 ربيعا الذي استشهد برصاص قناص إسرائيلي في غزة الوقوف على قدميها وهي تنثر الورود على جثمانه لتدخل في موجة من البكاء والعويل وهي تقبل جبينه تارة وتحتضن جسده الصغير تارة أخرى، وسط أنين النسوة اللائي جئن ليشددن من أزرها.
تتلمس الأم ملابس صغيرها وتتفحص تفاصيل جسده وتطيل النظر في وجهه فتهز رأسها يمنة ويسرة، ثم تضع يديها على جسد فلذة كبدها وتنطق كلمات موجعات "قتلوك يما قتلوك، مين بدو يكمل الحلم يما، قلت لي بدك تصير دكتور".
تواصل الأم الغارقة في الحزن حديثها مع شهيدها الصغير غير عابئة بنداءات والده للاستعجال بنقله من منزله للصلاة عليه ومواراة جثمانه الثرى.
"حفظت القرآن كامل وقلت بدك تروح الجنة، روح يما عالجنة، حسبي الله ونعم الوكيل في القتلة المجرمين".
دقائق ويحمل المشيعون جثمان الشهيد من داخل منزل عائلته ويخرجون به إلى المسجد الكبير في بلدة عبسان بخان يونس جنوبي القطاع ونظرات الأم وأبنائها تتابعه من شرفة المنزل حتى توارى المشيعون وهم يكبرون وينادون بالانتقام للشهيد.