منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة أبي الحسن الفرياني مع ملك صقلية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-10, 13:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد النور ساسي
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبد النور ساسي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي قصة أبي الحسن الفرياني مع ملك صقلية

لما تغلب النصارى على المهدية وملكها جرجي بن ميخاييل قائد جيش "رجار" صاحب صقلية سنة ثلاث وأربعين ثم تغلبوا بعدها على صفاقس وأبقوا أهلها واستعملوا عمر بن أبي الحسن الفرياني لمكانه فيهم وكان ذلك مذهب رجار وديدنه فيما ملك من سواحل إفريقية يبقيهم ويستعمل عليهم منهم ويذهب إلى العدل فيهم.وحملوا أباه أبا الحسن و كان شيخا معهم إلى صقلية رهناً فقال لابنه- وهو يغادر تونس الى الاسر- انه قد تصدق بنفسه على المسلمين ، واوصاه ان يثور بالنورمان متى استطاع ، وان يحتسبه شهيدا عند ربه الكريم فبقي عمر بن أبي الحسن عاملاً لهم في أهل بلده وأبوه عندهم ثم أن النصارى الساكنين بصفاقس امتدت أيديهم إلى المسلمين ولحقوهم بالضرر‏.‏ وبلغ الخبر أبا الحسن وهو بمكانه من صقلية فكتب إلى ابنه عمر وأمره بانتهاز الفرصة فيهم والاستسلام إلى الله في حق المسلمين و لو كان فيه مقتله فثار بهم عمر لوقته سنة إحدى وخمسين وقتلهم‏.‏ وعندما ارسل الملك النورماني موفدا الى الاميرالثائر ليذكره بانه سيعدم اباه الاسير اذا لم يستسلم ، شاهد هذا الموفد لدى وصوله الى تونس وهو ما يزال في عرض البحر ، الامير عمر ورجال دولته و اهل البلدة يقيمون صلاة الغائب على شيخهم الاسير ، ويقيمون له قبرا على ارض تونس ، وهو ما يزال بعد حيا لدى آسريه ، ثم ارسل الامير عمر الى الموفد النورماني رسالة بانه لا يستطيع استقباله لانه مشغول باخذ العزاء لاباه ، وفهم الموفد الرسالة ، وعاد خائبا الى الملك النورماني الذي استشاط غضبا وامر باعدام الشيخ ابي الحسن في مدينة باليرمو وانتقضت عليهم بسبب ذلك سائر سواحل افريقية. .......... تاريخ بن خلدون،"الخبر عن ثورة رافع بن مكن بن مطروح بطرابلس والفرياني بصفاقس"، الجزء الثالث ص188









 


رد مع اقتباس