منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نسب عائلة ( خضراوي ) !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-04-26, 08:47   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
آل خضراوي
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي آل خضراوي

الفترة الثالثة (316 - 328 هـ تقريباً/ 928 - 939 م)
في هذه الفترة، نرجح أن القرامطة سيطروا سيطرة مباشرة على الحكم في اليمامة، على أثر تلك الضربة القوية التي وجهها أبو طاهر للأخيضريين سنة 316 هـ/ 928 م، مما أدى إلى سقوط مؤقت لدولتهم. ومما يعزز ما ذهبنا إليه أمران:
أحدهما: أن هزيمة الأخيضريين وقعت في فترة الذروة في نشاطات أبي طاهر وقوته العسكرية، واتساع نطاق دولته، حيث امتد نفوذه إلى جنوب العراق، وبلاد عمان([1][67])، وبلاد الأحقاف في أقصى جنوب الجزيرة العربية([2][68])، واجتاحت جيوشه مكة المكرمة وسيطر على طريق الحج العراقي([3][69])، وبالتالي يرجح أنه سيطر على اليمامة أيضاً وهي أقرب البلاد إليه، وبخاصة بعد إلحاق الهزيمة بالأخيضريين.
أما الثاني، فهو ما ورد في عدد كبير من المصادر التاريخية من أن اليمامة كانت تحت حكم أبي طاهر القرمطي في منتصف العقد الثالث من القرن الرابع الهجري. فقد ذكر ابن الأثير أن البحرين واليمامة كانتا في يد أبي طاهر القرمطي سنة 324 هـ/ 936 م([4][70]). وذكر مثل ذلك كل من: النويري([5][71])، وابن كثير([6][72])، وأبو الفدا([7][73]). وذكر ابن الجوزي أن اليمامة وهجر وأعمال البحرين كانت في يد أبي طاهر القرمطي سنة 325 هـ/ 937 م([8][74])، وذكر مثل ذلك مسكويه([9][75]).
ويبدو أن ما حل بالأخيضريين بعد هزيمتهم على يد أبي طاهر، هو الذي جعل بعض المؤرخين يشيرون إلى أن دولة الأخيضريين قَضَى عليها القرامطة. ولعلهم يقصدون دولتهم الأولى، لأنهم استطاعوا استعادة سلطتهم مرة أخرى في فترة لاحقة.
الفترة الرابعة (328 هـ حتى سقوط دولتهم)
لا تتوافر لدينا معلومات عن أوضاع الأخيضريين بعد ما حل بهم سنة 316 هـ/ 928 م. وأوَّل خبر محدد التاريخ ورد عنهم بعد هذه الحادثة - فيما نعلم - هو ما ذكره المسعودي في معرض حديثه عن سكنى طَسْم وجديس لبلاد اليمامة، حيث قال: »وهذا البلد في هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة - بيد ولد الأخيضر العلوي، وهو من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب «t([10][76]).
ومن خلال هذا النص الذي أورده مؤرخ معاصر، يمكن أن نؤكد أن الأخيضريين كانوا يحكمون باليمامة في سنة 223 هـ/ 944 م. والسؤال هنا: متى استعداوا حكمها من القرامطة؟
لا شك في أن ذلك تم بعد سنة 325 هـ/ 937 م التي صرح فيها بعض المؤرخين بأن اليمامة كانت في يد القرامطة، وقبل سنة 332 هـ/ 944 م التي صرح المسعودي بأن الحكم فيها كان بيد الأخيضريين.
ومن خلال تتبّع مجريات الأحداث في المنطقة نرجّح أن الأخيضريين استعادوا حكمهم في حدود سنة 328 هـ/ 940 م تقريباً، وذلك لسببين أحدهما: وقوع فتنة داخلية بين القرامطة في سنة 326 هـ/ 938 م، أدت - كما يقول ابن الأثير - إلى فساد حالهم وقتل بعضهم بعضاً([11][77])؛ كما أدت إلى لزوم أبي طاهرٍ بلد هجر وتركِ قصدِ البلاد الأخرى والإفساد فيها([12][78]).
أما الثاني، فهو تمرّد بعض الأعراب على أبي طاهر القرمطي سنة 327 هـ/ 939 م، وامتناعهم عن تسليم ما ينهبون من قوافل الحجاج وغيرها إليه([13][79]).
ويبدو أن الأخيضريين استغلُّوا هذه الظروف التي مرت بالقرامطة وتمكنوا من استعادة سلطتهم في اليمامة. وقد يكون مما ساعدهم أيضاً ما عُرف من سوء سياسة القرامطة، ونزوع أهل نجد إلى الاستقلال، ونفورهم من التبعية لسلطة خارجية.
ولا نعلم - على وجه اليقين - مَنِ الزعيم الأخيضري الذي استعاد الحكم من القرامطة، ولكن من خلال تسلسل ذكر أمرائهم - كما ورد عند ابن حزم([14][80])، وابن خلدون([15][81])، والقلقشندي([16][82])، وابن عنبة([17][83]) - نرجح أنه أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد، أخو إسماعيل بن يوسف قتيل القرامطة، وهو الأمير الرابع في سلسلة أمراء الأخيضريين منذ تأسيس دولتهم.
أما الأمير الخامس، فهو أبو جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف، وقد تولى بعد والده. ولم يذكر ابن حزم ومن بعده ابن خلدون والقلقشندي سوى هؤلاء الأمراء الخمسة. أما ابن عنبة، فقد تابع ذكر أمرائهم، لكنه لم يذكرهم حسب تسلسل ولايتهم، بل خلال بيانه لتفرعات أنسابهم؛ كما أنه لم يذكر ما يدل على تواريخ توليهم([18][84]).
ومن خلال ما ذكره، يمكن ترتيب الأمراء الذين تولوا بعد أحمد بن الحسن على النحو التالي:
الأمير السادس: صالح بن إسماعيل بن يوسف، وهو ابن عم سابقه، ووالده إسماعيل، قتيل القرامطة ثالث أمراء بني الأخيضر. ولا نعلم الظروف التي تولى فيها، ومتى تولّى، وهل كان ذلك بموافقة من بني عمه أو أنه انتزع الإمارة منهم من منطلق رؤية خاصة بأنه الأحق بها باعتبار أن والده كان أميراً.
الأمير السابع: أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر أحمد بن الحسن. ويلاحظ أن الإمارة عادت لفرع الحسن بن يوسف، واستمرت فيه بعد ذلك حتى سقوط الدولة الأخيضرية.
الأمير الثامن: أبو المقلد جعفر بن أبي جعفر أحمد بن الحسن، وهو أخو السابق. ويلاحظ أنه خلف أخاه، مع أن لأخيه ولدين، ومع أن من يمعن النظر في تسلسل أمراء الأخيضريين يجد أن الإمارة في الغالب تنتقل بالوراثة من الأب إلى أحد أبنائه. ولعل ابني محمد بن أحمد كانا صغيرين عند وفاته، أو أنهما غير مؤهّلَين للإمارة.
الأمير التاسع: حسن بن أبي المقلد جعفر.
الأمير العاشر: محمد بن أبي المقلد جعفر. ويبدو أن صراعاً عنيفاً على الحكم نشب بين أبناء أبي المقلد: فقد قَتل جعفر بن أبي المقلد جعفر أخاه محمداً وحل محله في الإمارة.
الأمير الحادي عشر: جعفر بن أبي المقلد جعفر. تولى بعد أن قتل أخاه - كما أشرنا -، ثم ما لبث أن ثار عليه ابن أخيه كرزاب بن علي وقتله بعمه محمد.
الأمير الثاني عشر: كرزاب بن علي بن أبي المقلد. تولى الإمارة بعد أن قتل عمه جعفراً، وهو آخر أمراء بني الأخيضر، بحيث سقطت دولتهم بعد ذلك([19][85]).




([1][67]) عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون، العبر وديوان المبتدإ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، تاريخ ابن خلدون، دار البيان، بيروت، 1979، ج 4،
ص. 93.


([2][68]) محمد بن أحمد المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، تحقيق محمد مخزوم، دار إحياء التراث، بيروت، 1987، ص. 104.

([3][69]) ناصر الزامل، قرامطة البحرين، المصدر السابق، صص. 382، 456.

([4][70]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 8، ص. 324.

([5][71]) أحمد بن عبد الوهاب النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، تحقيق أحمد كمال زكي ومحمد مصطفى زيادة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ج 23، ص. 136.

([6][72]) الحافظ عماد الدين إسماعيل ابن كثير، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، ومكتبة النصر، الرياض، 1966، ج 11، ص. 84.

([7][73]) الملك المؤيد إسماعيل أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، دار المعرفة، بيروت، ج 2، ص. 84.

([8][74]) أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، ج 6، ص. 288.

([9][75]) أحمد بن علي مسكويه، تجارب الأمم، مكتبة المثنى، بغداد، ج 1، ص. 267.

([10][76]) المسعودي، مروج الذهب، المصدر السابق، ج 2، ص. 53.

([11][77]) ابن الأثير، الكامل في التاريخ، المصدر السابق، ج 8، ص. 351.

([12][78]) المصدر نفسه، ص. 352.

([13][79]) الهمذاني، تثبيت دلائل النبوة، المصدر السابق، ج 2، ص. 393؛ ناصر الزامل، قرامطة البحرين، المصدر السابق، صص. 384، 401.

([14][80]) ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، المصدر السابق، ص. 47.

([15][81]) ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، المصدر السابق،ج 4، صص. 98 - 99.

([16][82]) أبو العباس أحمد بن علي القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، القاهرة، ج 5، ص. 60.

([17][83]) ابن عنبة الحسني، عمدة الطالب، المصدر السابق، ص. 214.

([18][84]) المصدر نفسه، صص. 214 - 216.

([19][85]) المصدر نفسه، صص. 215 - 216.










رد مع اقتباس