منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالي العفوُّ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-30, 16:17   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18



معني اسم الله تعالي العفوُّ


حديثنا في هذا اليوم الطيب الميمون مع اسم من أسماء الله الحسنى

هذا الاسم له أثر كبير في حياة الكائنات

وخاصة بني الإنسان

إن ذلك الاسم هو العفوُّ (جل جلاله)

فعفوُه قد شمل الكائنات

وعمَّ البريات المؤمنين والمؤمنات

أهل الطاعة والإحسان

وأهل الكفر والبهتان

يقول ابن القيم رحمه الله:

وهو الحيي فليس يفضح عبده
عند التجاهُر منه بالعصيان

لكنه يُلقي عليه سترَه
فهو السِّتِّير وصاحب الغُفران

وهو الحليم فلا يُعاجِل عبدَه
بعقوبةٍ ليتوب من عصيان

وهو العفوُّ فعفوه وسع الورى
لولاه غار الأرض بالسكان

وهو الصبور على أذى أعدائه
شتموه بل نسبوه للبهتان

قالوا له ولد وليس يعيدنا
شتمًا وتكذيبًا من الإنسان

هذا وذاك بسمعه وبعلمه
لو شاء عاجلهم بكل هوان

لكن يعافيهم ويرزقهم وهم
يؤذونه بالشرك والكفران


نونية ابن القيم، ص 207.


فهيَّا إخوة الإيمان

لنعيش في معية العفوِّ (جلَّ جلالُه)

لنتعرَّف على ذلك الاسم العظيم

وكيف ننال عفوه جل جلاله؟

معنى العفو:

اعلم بارك الله فيك أن معنى العفو هو: الذي يترك عباده

ولا يعاقبهم على ما صدر منهم

قال الخليل:

"العفو: تركك إنسانًا استوجب عقوبة

فعفوت عنه تعفو

والله العفو الغفور"


كتاب العين: 2/ 258.

واعلموا أن عفو الله عن عباده ليس ناتجًا عن استحقاقهم لذلك

وإنما عفوه صادرٌ عن كرمه وجُوده (جل جلاله).

قال ابن فارس

: "وقد يكون أن يعفو الإنسان عن الشيء بمعنى الترك

ولا يكون ذلك عن استحقاق

ألا ترى أن النبي عليه الصلاة والسلام

قال: ((عفوتُ عنكم عن صدقة الخيل))


رواه ابن ماجه

وحسَّنه الألباني: 1790.


فليس العفو ها هنا عن استحقاق

ويكون معناه: تركت أن أوجب عليكم الصدقة في الخيل"


معجم مقاييس اللغة: 4/ 57.

أي: إنه لا يشترط للعفو عن شخص ما أن يكون مستحقًّا لذلك

فالعفو هو التجاوُز عن الذنب وترك العقاب عليه

وأصله: المحو والطمس.

والعفو سبحانه هو الذي يحب العفو والستر

ويصفح عن الذنوب مهما كان شأنها

ويستر العيوب ولا يحب الجهر بها

يعفو عن المسيء كرمًا وإحسانًا

ويفتح واسع رحمته فضلًا وإنعامًا

حتى يزول اليأس من القلوب

وتتعلَّق في رجائها بمقلب القلوب


الأسماء والصفات؛ للبيهقي، ص75

وتفسير أسماء الله؛ للزجاج، ص82

وشرح أسماء الله؛ للرازي، ص339.


إخوة الإيمان

سمَّى الله عز وجل نفسه العفو على سبيل الإطلاق

في قوله تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾ [النساء: 149]

وقوله: ﴿ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾ [النساء: 99]

وقوله: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴾ [الحج: 60].









رد مع اقتباس