حول صحة حديث : أن أجر بعض الأعمال يعدل أجر خمسين صديقا .
السؤال
: هناك حديث يذكر أن بعض الناس سيحكمون قريبًا بالقهر وسيجمعون الثروة من خلال البخل. وإذا فعل أحدٌ 3 أشياء من بينها الفقر والتواضع فله أجر 50 صِدْيقًا. فأرجو بيان ذلك .
الجواب :
الحمد لله
الحديث المذكور :
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/312)
وابن أبي الدنيا في "الزهد" (105)
والشجري في "الأمالي" (2248)
والبيهقي في "شعب الإيمان" (10098)
من طريق إِبْرَاهِيم بْن الْأَشْعَثِ ،
قال ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ
قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:
( هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ عِلْمًا بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ ، وَهُدًى بِغَيْرِ هِدَايَةٍ ، هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُذْهِبَ اللهُ عَنْهُ الْعَمَى وَيَجْعَلَهُ بَصِيرًا ، أَلَا إِنَّهُ مَنْ رَغِبَ فِي الدُّنْيَا وَأَطَالَ أَمَلَهُ فِيهَا أَعْمَى اللهُ قَلْبَهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ
وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَقَصَّرَ أَمَلَهُ فِيهَا ، أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمًا بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ وَهُدًى بِغَيْرِ هِدَايَةٍ ، أَلَّا إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَكُمْ قَوْمٌ لَا يَسْتَقِيمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَالتَّجَبُّرِ
وَلَا الْغِنَى إِلَّا بِالْبُخْلِ وَالْفَخْرِ ، وَلَا الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِاسْتِخْرَاجٍ فِي الدِّينِ وَاتِّبَاعِ الْهَوَى ، أَلَا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ مِنْكُمْ فَصَبَرَ عَلَى الْفَقْرِ ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْعِزِّ ، لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ اللهِ تَعَالَى : أَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى ثَوَابَ خَمْسِينَ صِدِّيقًا ) .
قال أبو نعيم : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ
لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا حَسَّانُ مُرْسَلًا، وَلَا أَعْلَمُ عَنْهُ رَاوِيًا إِلَّا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ .
والحديث : باطل ، لا يثبت.
فيه إبراهيم بن الأشعث ، سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث رواه إبراهيم بن الأشعث فقال :" حديث باطل موضوع
كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير ،
فقد جاء بمثل هذا ".
انتهى من "الجرح والتعديل" (2/88)
وفيه " عمران بن حسان "
مجهول
ذكره ابن حجر في "لسان الميزان" 5738)
وقال :" عن الحسن البصري بحديث مرسل ". انتهى
والحديث ضعفه أبو الفضل العراقي في " المغني عن حمل الأسفار" (2/877)
فقال :" أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب من طريقه هكذا مرسلاً ، وفيه إبراهيم بن الأشعث ؛ تكلم فيه أبو حاتم ". انتهى
والله أعلم .