منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تربية الأولاد
الموضوع: تربية الأولاد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-10-15, 18:24   رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



ثالثاً:

مسئولية التعليم والتوجيه مسئولية مشتركة بين الوالدين ، كلٌّ حسب طاقته وقدرته ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، ولا يجوز للأب أن يلقي عبء دراسة الولد على أمه ويقف موقف المتفرج

ويغفل هو عنه أو يتغافل ، كما لا يجوز للأم أن تفعل الشيء نفسه ، فهي مسئولية مشتركة في العناية والتربية والتعليم

فإذا كان الأب من العاملين الكادِّين والأم متفرغة فيكون حملها أثقل ، والعكس بالعكس ، وينبغي التشاور والتفاهم حتى تؤدَّى الرسالة على أكمل وجه ، والأصل في التوجيه والمسئولية الأب لا الأم .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

البنون والبنات لهم راعٍ يرعاهم ، إذا كانوا صغاراً : فإن الذي يرعاهم ويدير شئونهم هو أبوهم أو أخوهم الأكبر ، ( الرجل راعٍ في أهل بيته ومسئول عن رعيته )

فيجب على أولياء الأمور ورعاة البيوت أن يحملوا أهليهم على عبادة الله عز وجل ، وعلى الحرص في طلب العلم ، وأن يشجعوا الأولاد ، يقول : تعال يا بني ! ماذا حفظت اليوم ؟

اقرأ عليَّ ما حفظت ؛ حتى يتشجع ويعلم أن وراءه من يتابعه ، وكذلك يقال في البنات ، شجِّعهم ، احملهم على العلم ، احملهم على العمل به

ألِّف قلبك إلى قلوبهم ، لا تكن كبعض الآباء يكون في بيته كالخشبة المسندة لا يحرك ساكناً ، فإن الإنسان مسئول عن أسرته ورعيته .

" اللقاء الشهري " ( 67 ) .

رابعاً :

وصيتنا لأختنا السائلة أن لا تخرج من بيتها من غير إذن زوجها ورضاه ، ولو لتعلم القرآن أو تعليمه ؛ فإن طاعة الزوج واجبة ، وخروج المرأة من غير إذن زوجها محرَّم ، والضغط عليه لإجباره على خروجها أيضاً لا يجوز

ولا تفتحي على نفسكِ باباً من الشر بالخروج بهذه الطريقة ، ويمكنك تقسيم الوقت بين تعليم ولدك وتعلمك ، ومن ثم إقناع زوجك بهذا التقسيم ، وظننا به أن يقدِّر هذا الأمر منكِ ويكون سبيلاً للتفاهم على كلا الأمرين .

ولتعلمي أن زوجك ليس آثماً بمنعك من الخروج لحلقات تحفيظ القرآن

والإثم فقط في حال منعك من الصلاة في المسجد أو تعلم علم واجب لا يمكنك تعلمه في البيت ، وقد يسَّر الله تعالى للناس سبل العلم ، فتستطيع المرأة أن تقرأ الكتب وتسمع الأشرطة في كل فنون العلم

ولا يقف بينها وبين الاستفادة من الطرق الحديثة في التعلم شيء ، ولن ترى في خروجها أكثر مما تراه في بيتها لو أنها أرادت ، كما يمكنك عقد حلقة من أخوات مستقيمات للحفظ والعلم في بيتك دون الحاجة للخروج منه .

وبكل حال : قدِّمي ما تستطيعين من عناية ورعاية وتعليم لابنك ، وعاشري زوجك بالمعروف ، وقومي بما أوجبه الله تعالى عليك تجاهه ، وسترين ثمار ذلك في نفسك وزوجك وأولادك إن شاء الله تعالى .

خامساً :

ووصيتنا للزوج أيضاً أن يحسن العشرة مع زوجته ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِه ) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (385) .

فإذا رأى أن خروجها إلى دار التحفيظ فيه فائدة لها ، وتعود تلك الفائدة على أولادها بل على البيت بأكمله ، فلماذا يمنعها من ذلك الخير ؟ ثم تسوء العلاقة بينه وبينها

لأنها تراه منعها من أمر كان نافعاً لها ، فالذي ينبغي أن تكون الحياة بينكما قائمة على التفاهم والمشاركة في المسئولية ، وحرص كل طرف على ما ينفع الآخر .

وليعلم الزوج أن إرضاء زوجته وإسعادها في غير معصية الله سيعود بالنفع عليه وعلى أولاده .

سادساً :

وهذه كلمات لبعض المتخصصين في بيان الدور المشترك بين الأب والأم في تربية الأولاد وتعليمهم :

تساءلت أم مستنكرة : لماذا يتهم الزوج زوجته بالتقصير والإهمال إذا لم يحصل الابن على درجات عالية ويتناسى واجبه الذي لا غنى عنه نحوهم في هذا الأمر؟

وأجاب الدكتور محمود أبو دف أستاذ التربية بالجامعة الإسلامية بغزة :

"على كل من الأب والأم أن يتعاونا في هذه المسألة، فيقوم الأب بسد النقص الذي قد لا تتمكن من فعله الأم لانشغالها أو لعدم إلمامها بالمادة العلمية بصورة كافية .

وشدد الدكتور "أبو دف" على ضرورة أن يكون للآباء دور فاعل ومؤثر في عملية متابعة النشاط الدراسي للأبناء حيث يُشعرهم ذلك بمدى الالتزام .

وعزا هروب الآباء إلى وجود نظرة سلبية ترسبت في أذهانهم، وهي أن الدور التعليمي من مهام الأم مثله مثل أي عمل داخل المنزل، واستطرد موضحا: "

وهذا خطأ فادح؛ فهذه المهمة بالدرجة الأولى تربوية وبحاجة إلى تكامل الأدوار بين الزوجين، ويجب أن يدرك الأب أن دوره لا يكون فقط خارج المنزل حيث توفير لقمة العيش ومستلزماتها بل هناك أدوار بالغة الأهمية

داخل المنزل ومنها تدريس الأبناء؛ فهي ليست مهمة عادية .

وطالب الآباء بضرورة زيادة وعيهم وإحساسهم تجاه هذه المسألة حتى لا تنعكس الخلافات حولها على الأسرة والأبناء.

وقال الأستاذ "أسامة المزيني" المحاضر بكلية التربية بالجامعة الإسلامية : على الأب أن يهتم بمتابعة النشاط الدراسي لأبنائه كجزء مهم من أولوياته.

وقال أيضاً : الزوجة شريكة حياتك ، وفي اهتمامك بدروس الأبناء ومذاكرتهم تكون قد أديت دورك في الشراكة ، وإلا فاسأل نفسك : أين دوري ؟

وتذكر أن هناك ما هو أهم من توفير الحياة المادية للأبناء ألا وهو الاهتمام بمستقبلهم العلمي .

والله أعلم .









رد مع اقتباس