[Mohand_Zekrini]

سقط القناع
منذ أن إستكن الحراك الشعبي وتنحى جانبا من تلقاء نفسه، حتى سقط القناع عن بعض الناس، وبدأت المظاهر التي كانت سائدة أيام العهد البائد تطفوا من جديد، تلك المظاهر التي قلنا أنها ذهبت وبدون رجعة، إلا أن هذا خطأ، فهذه الناس كانت تخاف فقط من أن يعريها الحراك ويشهر بها.
إن مظاهر التودد للحاكم والتسبيح بحمده بكل صفات الشيتة من تملق وتزلف وتسخين الدف سواءا من أشخاص طبيعيين أو معنويين، وهذه لجنة الفتوى التابعة لوزير الدين ولكثرة كلامها أصبحت تصدره على شكل بيانات ترتيبية.
حتى أن الزوايا التي كانت موالية لبوتفليقة أشد الولاء وتعتبر من الأذرع التي يتشكل منها نظامه، تلقفت ما تضمنته رسالة السيد تبون بمناسبة يوم العلم بترميم المساجد العتيقة لتصدر بيان الشكر والتأييد والولاء للرئيس الجديد.
أما عن الأطباء، فلن أقول شيئا فيكفيهم ما عانوه، فالمقيمون ضربوا بعصي النظام البائد في شوارع العاصمة، وما يكابدونه في كفاحهم ضد جائحة كورونا.
وأما ما تشمئز لها الأنفس، هو تلك الصورة البائسة للشخصيات المثقفة المصنفة بأنها ناشطين سياسيين وحقوقيين واقتصاديين عن ذلك التحول من النقيض إلى النقيض، فبعد أن كانت تملأ الساحة بتبني مطالب الحراك بل حتى أنها تظهر أنها حراكية، أضحت اليوم مؤيدة للعهد الجديد.
وعن الأخوات غير الشقيقات لليتيمة فضربهم للبندير بلغ أذان حتى الأصم.
زد إلى هذا، الصمت المريع والمحير لما يعرف بالطبقة السياسية، فلا رأي لها أمام إنفراد السلطة بأساليب مكافحة كوفيد 19 المستجد.
إن الناس استبشرت خيرا عندما طلب الرئيس المتوج في خطاب القسم من الحاضرين وعن طريقهم الغائبين بصيغة الحاضر يبلغ الغائب بما مفاده أنه لن يقبل أن يطلق عليه لفظ الفخامة من اليوم فصاعدا ويكتفي بلفظ السيد، إلا أن الأمر توقف عند هذا وفقط.

الأستاذ زكريني محند