منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كتاب فتاوى أكابر العلماء حول فتنة الجزائر..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-14, 21:32   رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
max.dz
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الــوهــابــيــّـة: مـذهـب الـكـراهـيـة

التكفير الرسمي ـ مناهج التعليم الديني

الحلقة الأخيرة

سعد الشريف

جاء في المادة 12 من النظام الأساسي للحكم الصادر في مارس 1992 ما نصّه: (تعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام).
وشأن بقية مواد النظام الأساسي للحكم المتعلّقة بحقوق المواطنين، فإن هذه المادة تصبح مجرد نص معزول وجامد لا مصاديق له على أرض الواقع، الأمر الذي يفسّر إصرار التيار الإصلاحي في المملكة على إقرار دستور فاعل وشامل يحدّد بصورة واضحة صلاحيات رأس السلطة التنفيذية وأعضائها، ويشدّد على الفصل بين السلطات، وينظّم العلاقة بينها، كما يكفل الحقوق والحريات بصورة مؤّكدة.
في مجال التعليم الديني، برزت الحاجة الى مراجعة شاملة وجديّة لمناهج التعليم الديني الرسمية بعد وقوع هجمات الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) سنة 2001، بالرغم من مطالبات بهذا الشأن صدرت قبل ذلك، إلا أنها لم تضغط بشدّة على النظام السعودي كي يقدم على هذه الخطوة..
على أية حال، فإن ما تم إصلاحه في المناهج الدينية الرسمية ينسجم مع ما ذكره سعود الفيصل، وزير الخارجية، خلال لقاءه مع قادة اللجنة اليهودية الاميركية في نيويورك في سبتمبر 2002، ولكن بطريقة أخرى، حين أقرّ بوجود مشكلة في المقررات الدراسية لبلاده وأكدّ على أن ثمة خطوات سوف تتخذ لإعادة كتابتها. وشدّد على أنه كما قال ذلك في مقابلات مع الاعلام الاميركي بأن الفقرات مورد الاشكال هي في حدود 5 بالمئة من الكتب المدرسية(1).
لقد قدّم أكثر من باحث محلي وأجنبي دراسة تقويمية لمناهج التعليم الديني الرسمي في المملكة، وتم التوصّل الى نتائج مفزعة فيما يرتبط بدور هذه المناهج في تفتيت الوحدة الوطنية، وإذكاء الكراهية على أساس ديني، وتعميق الخلاف بين السكّان..
في دراسة أكاديمية أعدّها فريق من الجامعيين والخبراء التربويين بإشراف المحامي عبد العزيز القاسم بعنوان (مناهج العلوم الشرعية في التعليم السعودي..استقراء، تحليل، تقويم) راجع فيها مواد العلوم الدينية/الشرعية في التعليم السعودي في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتوصّل الى أن (مقررات “التوحيد” غير متوافقة مع المعايير العلمية لنمو الطالب)، وطالب الفريق بأن تنفتح مناهج العلوم الشرعية على مرجعيات جديدة، بالإضافة الى كتابات الشيخ محمد بن عبد الوهاب لتوسيع دائرة النظر واكتشاف مظاهر التنوع والثراء في الفكر الإسلامي (لوقاية الناشئة من مخاطر التشدّد وأحادية الخطاب). المشروع كما يبدو كان طموحاً الى حد أن القائمين عليه اعتبروه (لبنة أولى من مشروع إصلاحي واسع يطمح إلى بناء رؤية أكثر استجابة لتطلعات القيادة والشعب السعوديين في مجال تدريس المواد الدينية، يبدأ بإجراءات التقويمات الضرورية، ويفضي إلى وضع تصوّر جديد للمناهج والمقررات والفلسفة التي تحكمهما).
من أهم الاستخلاصات التي توصّل إليها الفريق هي (اختلال تنظيم القيم في المقررات الشرعية للمرحلة الابتدائية، خاصة في قيمتي المسؤولية والاعتدال، ما يؤسس في الطالب معرفة جدالية لا يتخلق معها بمكارم الأخلاق، وتساهم في انقطاعه عن محيطه الإنساني وتفقده التوازن في إدارة الاختلاف والتنوع)(2). ولعل الواقع العملي يبرهن على صدقية ما خلص إليه هذا الفريق.
وبحسب محمد يوسف أستاذ التربية بجامعة الملك عبد العزيز والذي ألّف كتاباً عام 2004 حول إعادة هيكلة نظام التعليم السعودي (بات واضحاً أن أحد أهم أسباب الإرهاب هو احتكار مجموعة معينة من الناس لصياغة المناهج التعليمية في المملكة)، فيما قال أحمد المعدي خبير الشريعة والكاتب (أن هناك افراداً بعينهم لهم آراء متطرفة في الاسلام وإنه يجب إدخال التغييرات على الكتب المدرسية برؤية واقعية هي أن الاسلام دين مودة).
ومن وجهة نظر دوايت بشير كبير المحللين السياسيين بالمفوضية الأمريكية للحريات الدينية في العالم التي زارت المملكة عام 2007 وأصدرت تقريراً عن الكتب المدرسية السعودية (قلقنا من هذه الكتب يكمن في أن التفسير محافظ بشدة وينطوي على فهم ضيق (الافق للاسلام) يشجع عدم التسامح في بعض الحالات)(3).
خلال ملتقى الحوار الوطني الثاني بمكة المكرمة بتاريخ 27 كانون الأول (ديسمبر) 2003، تحت عنوان (الغلو والاعتدال..رؤية منهجية شاملة)، قدّم الباحثان إبراهيم السكران والمحامي الإصلاحي عبد العزيز القاسم بحثاً رصيناً حول المناهج الدينية تحت محور (المقررات الدراسية الدينية، أين الخلل؟) وكان عنوان البحث (قراءة في فقه التعامل مع الآخر والواقع والحضارة في المقررات).
وكرّس الباحثان في مراجعة مناهج العلوم الدينية في التعليم الحكومي للبنين لعدد من وسائل التقويم الفقهية منها: (قراءة عناية المنهج بالمشاركة المدنية التي تقدم للمتلقي قنوات التعبير السلمي البناء عن قناعاته ومصالحه، بحيث لا يتركز المنهج على تكوين قناعة المتلقي بالانفصال عن مؤسسات مجتمعه؛ الأمر الذي يؤدي إلى أن ينفرد بمبادرات خارج قنوات المجتمع المشروعة).
وتكشّفت لدى الباحثين من خلال دراسة المقررات (أن اضطراباً شديداً يموج بمحتوياتها، في قضايا جوهرية تمس طمأنينة الطالب، وحقوق المسلمين، وأصول التعامل مع غير المسلمين من أهل الكتاب والمشركين، وقواعد التعامل مع المعارف والحضارات، وهو اضطراب يخالف أصول الشريعة..).
يلفت الباحثان الى أسس الرؤية الدينية المطلوبة مثل القبول بمبدأ الاختلاف باعتباره سنّة (كونية الاختلاف الإنساني، وتعميق الإيمان بالتعددية المشروعة أو المعذورة داخل دائرة الإسلام، وترسيخ التواضع للحق ونبذ الزهو المذهبي، وتكريس القيم الشرعية للتعايش والمحبة والمودة، وتقرير أخلاقيات إنصاف المخالف واجتناب بخسه حقه أو غمطه ما معه من الصواب، وتعليم النشء وتدريبهم على مراعاة معيار القدرة والوسع الشرعي في الاجتهاد، وبيان أعذار المجتهدين وغير ذلك من قضايا الاختلاف المقررة في الكتاب والسنة وفقه الأمة). هذه الرؤية الغائبة في مقررات التعليم العام هي المسؤولة عن تنامي نزوعات التطرّف، ووقوع القطيعة بكل أشكال الكراهية المدسوسة فيها. ولذلك فإن (مقرراتنا المدرسية لم تنجح في تقديم رؤية متسقة في هذه القضايا، بل كان الاضطراب والتناقض هو السائد في ما عرضته المقررات من أصول وتعليمات..) حسب الباحثين.
فبينما يتحدث مقرر الحديث للصف الثاني متوسط عن (وجوب تقوية الروابط بين المسلمين)، فإنه يخفي على غير الباحث مفهوم (المسلمين) ومن المقصود بهم، أو من تنطبق عليه صفة المسلم، خصوصاً وأن في أدبيات الوهابية ما يشير الى أن المسلمين هم، كما أهل السنة والجماعة، فئة محدّدة لاتنطبق سوى على الوهابية أو من يقترب من معتقداتها. ولذلك، فإن كل ما يرد فيه من نصائح ذات طبيعية أخلاقية وإجتماعية ودينية وفيها ذكر للمسلم فلا يقصد به المسلمون جميعاً على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، بل مسلمون من فئة ذات مواصفات خاصة. وكذا الحال حول حرمة دم المسلم وعرضه (الحديث لاصف الأول متوسط)، أو (التحذير الشديد من تكفير المسلم بدون سبب يكفره) كما في (الحديث الصف الأول متوسط)، فقد سبق وعرضنا في فصول سابقة كيف يتأسس حكم التكفير، فتحت عبارة (لا نكفر الا من كفّره الله ورسوله) تكمن أخطار التكفير وتزول الموانع من الاقدام على استخدامه من خلال تطبيق شروط لا تتوافر الا لدى هذه المدرسة خصوصاً فيما يتعلق بالتوحيد بأبعاده الثلاثة الألوهية والربوبية والاسماء والصفات..
رصد السكران والقاسم نصوصاً مستفيضة في المقرات الدينية في التعليم العام/الحكومي والتي تؤسس لثقافة الكراهية، وقد عدّها السكران والقاسم مناقضة (لقواعد حقوق المسلمين الموهمة لخلاف ما تقرره الشريعة)، والتي هي للتذكير فحسب، مستمدة من كتب علماء المذهب أنفسهم، ولعل من يقرأ الفصول السابقة سيجد صحّة ما نقول. وسنعتمد هنا بعض النصوص الواردة في بحث السكران والقاسم بعد أن قمنا بمطابقتها على أصول المقررات الدراسية، وما سيأتي في سياق البحث سوف يؤكّد ذلك، ومن تلك النصوص:
ـ (الفرق المخالفة من جهمية ومعتزلة وأشاعرة وصوفية حيث قلدوا من قبلهم من أئمة الضلال، فضلوا وانحرفوا)(4). ومن وجهة نظر السكران والقاسم، أن هذا النص (يختزل أسباب الاختلاف في تقليد أئمة الضلال وقد خلط فئات لا يجوز بحال التسوية بينهم ووصمهم بالضلال والانحراف في مادة تقدم لصغار الطلاب. ويؤكد أوصاف الضلال والانحراف فيقول:
(قول الفرق الضالة.. المنحرفون عن منهج السلف). ثم يذكر منهم: (الأشاعرة، والماتريدية)(5).
في التأسيس لحكم الكفر على الآخر، تستحضر الرؤية الوهابية لمفهوم التوحيد بالطريقة التي عرضنا لها سابقاً، والقائمة على ثلاثة مستويات: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات. لنرى كيف يصدر الحكم بكفر غالبية المسلمين من خلال النص التالي:
(من نفى ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله، فقد كفر)(6).
ويقول واصفا المخالف الإسلامي بالإلحاد:
(الإلحاد في أسماء الله...[مثل] أن ينكر شيئاً منها، أو مما دلّت عليه من الصفات والأحكام، كما فعل أهل التعطيل...)(7).
الغريب أن في بعض الكتب الوهابية يوضع التأويل مانعاً عن التكفير، كتأويل الأشاعرة، ولكن الغريب أن في المقرّر الدراسي يعتبر تأويل الأشاعرة تحريفاً كالقول (التحريف اللفظي يكون بتغيير الكلمة بزيادة أو تغيير شكل كتحريف الأشاعرة...)(8)، وبذلك يصبح الأشاعرة كفّاراً! ونقرأ ذلك بوضوح هنا بما نصّه (تأويل أسماء الله وصفاته عن ظاهرها، ونفي ما تدل عليه من المعاني الصحيحة، إلحاد فيها)(9).
ويزداد مستوى التشنيع بلغة عقدية حين يقول (من ردّ شيئاً من نصوص الصفات، أو استنكره بعد صحته، فهو من الهالكين)(10).
ثم ينتقل المنهج الديني الرسمي من عقيدة التوحيد إلى النبوّة، إذ بناءً على المقاييس الصارمة التي وضعتها الوهابية بخصوص عقيدة التوحيد يصبح غالبية المسلمين كفاراً، يضع مقاييس مماثلة أخرى في عقيدة النبوة، حيث تخلص الى نفس النتيجة من خلال محاكمة ماورائية لممارسات المسلمين. على سبيل المثال، الاحتفال بالمولد النبوي الذي تحوّل الى موضوع عقدي، ليفتح الباب أمام كيل الاتهامات الخلقية والخوض في الاعراض (فحين تنزع صفة الإسلام عن المرء يجيز المكفّراتي لنفسه الخوض بتساهل فيما عداه فيما هي عرضه وفي النهاية إباحة سفك دمه). جاء ما نصّه:
(الاحتفال بمناسبة المولد النبوي وهو تشبه بالنصارى..فيحتفل جهلة المسلمين أو العلماء المضلون..ويحضر جموع كثيرة من دهماء الناس وعوامهم،..ولا يخلو من الشركيات والمنكرات..وقد يكون فيها اختلاط الرجال والنساء ممّا يسبب الفتنة ويجر إلى الوقوع في الفواحش..وهو بدعة أحدثها البطالون وشهوة نفس اغتنى لها الأكالون)(11).
وطالما أن من يفعل ذلك وهم غالبية المسلمين، بما في ذلك كثير من سكّان المملكة من مختلف الطوائف باستثناء الوهابية، هم في تصنيف الأخيرة مبتدعة، فإن الحكم المترتب على ذلك هو (تحريم زيارة المبتدع ومجالسته)(12)، وسنجد هذه العبارة تتكرر في مقررات عديدة، وليتخيل كيف أن طالباً صغير السن يترقى من صف إلى آخر وهذه الجملة تلاحقه، كيف يمكن أن تكون نظرته لشريكه في الوطن الذي يحتفل بالمولد النبوي.
ليس هناك من يكترث لما تحدثه القطيعة والموقف التبديعي من الآخر، فهناك من قرر ذلك بل وحذّر من مجرد التفكير في مخالفة حكم المقاطعة (إياك وصاحب البدعة، فإنه يجرك إلى بدعته، ولا أقل من أن يشوش فكرك، ويؤذي خاطرك)(13).
وصف دولة بأكملها بأنها كافرة يبدو تساهلاً مفرطاً في إطلاق الأوصاف التي لا تليق بمسلم يخشى الله سبحانه وتعالى بأن يصدر حكماً بكفر العموم، ولا يحمل ذلك بتاتاً على التسامح في تكفير الخصوص، فوصف (دول الكفر) يعتبر مجازفة عقدية، فضلاً عن أن تلعب هذه الدول دوراً في تشجيع المبتدعة المزعومين، وهم غالبية المسلمين (يجب أن يعلم أن دول الكفر تشجع المبتدعة على نشر بدعتهم، وتساعدهم على ذلك بشتى الطرق)(14).
كيف سينظر الطالب من أتباع المذهب الوهابي الى زملائه في الصف من أتباع المذاهب الأخرى وقد تحوّلوا في نظره الى (طابور خامس)(15)، تحرّكه الدول الكافرة للقيام بممارسات من باب القربى لله فيما يراها هو من فعل الكفّار، فكيف ستبنى علاقة بين طلاّب صف ومدرسة، ومدينة، ومحافظة، ومنطقة، ودولة واحدة.
المشكلة حين تصاغ رؤية تاريخية للإختلاف بين المسلمين بما يشرعن اللجوء الى التصفية الجسدية كخيار مشروع دينياً، ويقدّم للطالب في سنّ مبكرة، وللمرء تخيّل الجيل الذي ينشأ على هذا النوع من التصورات العقدية البترية الاستئصالية:
(مع طول الزمن والبعد عن آثار الرسالة، يحصل كثير من الانحراف، ويخفى كثير من السنن، وينبت كثير من البدع...وكان الصحابة والتابعون يقفون لهذه الأمور بحزم وعلم، فلم تفلت بل قمعوها..
وهكذا كلما كثرت حشود البدعة تصدّت لهم جحافل السنة..ولما احتشدت حشود الأهواء..قيض الله لهم إمام السنة وقامع البدعة، الأمام أحمد بن حنبل، فكسرهم كسرة لم ينهضوا بعدها إلا متعثرين بحمد الله..وكان شيخ الإسلام ابن تيمية مجاهداً بعلمه ولسانه لأهل الكلام والفلاسفة والصوفية، وغيرهم من جحافل البدع الذين تصدى لهم..ولا تزال آثاره ومؤلفاته مرجعًا لكل صاحب سنة، وقذى في عين كل صاحب بدعة...)(16).
ولأن هناك من قرر وفق تلك الرؤية الاستئصالية بأن مصلحة الدين فوق كل مصلحة، فقد بات من طرق المحافظة على الدين:
(محاربة الابتداع في الدين، ومعاقبة المبتدعين والسحرة وأمثالهم، وقتل المرتدين والزنادقة)(17).
وهنا يفرض الحديث عن البدعة الحكم الشرعي فيها، فهناك أنواع للبدعة وأحكام فيها، كما في النص التالي:
(فمنها ماهو كفر صراح، كالطواف بالقبور تقرّباً أإلى أصحابها، وتقديم الذبائح والنذور لها، ودعاء أصحابها، والاستغاثة بهم، كأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة) .
(ومنها ماهو من وسائل الشرك، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها).
ومن نماذج البدع المعاصرة:
1ـ الاحتفال بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
2 ـ التبرّك بالأماكن والآثار والأموات ونحو ذلك. (الاحتفال بمناسبة مولده صلى الله عليه وسلم فهو حرام، لأنه من البدع المحدثة..وهو تشبه بالنصارى في عمل ما يسمى بالاحتفال بمولد المسيح، فيحتقل بعض المسلمين في ربيع الأول من كل سنة بمناسة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، فمنهم من يقيم هذا الاحتفال في المساجد..ويحضر جموع كثيرة من دهماء الناس وعوامهم..وعلاوة على كونه بدعة وتسبّهاً بالنصارى لا يخلو من الشركيات والمنكرات كإنشاد القصائد التي فيها الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم إلى درجة دعائه من دون الله والاستغاثة به..وأيضاً هو وسيلة إلى أن يتطور ويحصل فيه ما يحصل من الاحتفالات الأخرى من المنكرات)(18).
وفي (كتاب التوحيد) للمرحلة اللاحقة، توضع البدعة في سياق موضوع شامل، حيث البدعة في الدين نوعان:
النوع الأول: بدعة قولية إعتقادية كمقالات الخوارج والجهمية والمعتزلة والمرجئة والقدرية وسائر الفرق الضالة. النوع الثاني بدعة عملية منها (أعياد المولد النبوي) والزيادة في (صيغة الأذان)..) و(تخصيص شهر رجب بصيام)..
حكم البدعة في الدين:
ـ فمنها ماهو كفر صراح كالطواف بالقبور تقرّباً إلى أصحابها.
ومن مظاهر البدع، التعصب للآراء والرجال:
(وهذا هو الشأن في المتعصّبين اليوم من بعض أتباع الفرق والمذاهب الصوفية والقبوريين ونحوهم..).
ثم يقول:
(وهذا نفس الواقع اليوم فإن أغلب الناس من المسلمين قلّدوا الكفار في عمل البدع والشركيات كتعظيم القبور وبناء المساجد عليها وأعياد المولد والتزام إقامة الأيام لأعمال مخصوصة والاحتفاءالمتكرر بالمناسبات والذكيرات..) وفي التقويم:
ـ وضع كيف تشبّهت طوائف من المسلمين بالكفّار؟
وتحت عنوان: منهج السلف في الرد على المبتدعة:
ويذكر أسماء علماء الحنبلية والوهابية مثل ابن تيمية وابن قيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيرهم (ممن تصدر للرد على تلك الفرق القبورية والصوفية).
وفي الدرس الرابع ذكر نماذج من البدع، ومنها:
الاحتفال بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم وجاء في ذلك (ومن ذلك: الاحتفال بمناسبة مولده صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول من كل سنة، فهو حرام، لأنه من البدع المحدثة وهو تشبّه بالنصارى في عمل ما يسمى بالاحتفال بمولد المسيح، فمنهم من يقيم هذه الاحتفالات في المساجد ومنهم من يقيمها في البيوت او الأمكنة المعدة لذلك، ويحضر جموع من دهماء الناس وعوامهم ويعملونه إما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما لشأنه وإما تشبّهاً بالنصارى في ابتداعهم الاحتفال بمولد المسيح عليه السلام وبعض هذه الاحتفالات علاوة على كونها بدعة وتشبّهاً بالنصارى لا يخلو من الشركيات كإنشاد القصائد التي فيها الغلو في حق الرسول صلى الله عليه وسلم..
ـ التبرك بالأماكن والآثار والأموات ونحو ذلك، ويستدرك في النقطة الاولى: وقد ألّف في انكار هذه البدعة كتب ورسائل قديمة وجديدة وهو علاوة على كونه بدعة وتشبّهاً فإنه قد يجرّ الى إقامة احتفالات بمولد الأولياء والمشايخ والزعماء فيفتح أبواب شر كثيرة.
وفي النقطة الثانية: التبرك بالأماكن والآثار والاشخاص أحياءً وأمواتاً لا يجوز لأنه إما شرك إن اعتقد أن ذلك الشيء يمنح البركة أو يجلب العافية ويزيد الرزق أو وسيلة الى الشرك إن اعتقد أن زيارته وملامسته والتمسح به سبب لحصوله.
وفيما غض النظر عن تبرّك الصحابة بالرسول صلى الله عليه وسلم بشعره وريقه وما انفصل من جسمه إلا ان الوهابية ترفض بعد ذلك أن يكون الصحابة قصدوا الأماكن التي صلى فيها أو جلس فيها وتبركوا بها الى أن يقول (لم يكونوا يذهبون الى غار حراء ليصلوا فيه أو يدعوا، ولم يكونوا يذهبون الى الطور الذي كلم الله عليه موسى ليصلوا فيه ويدعوا..).
تحت عنوان: البدع في مجال العبادات والتقرّب إلى الله
ومنها: الذكر الجماعي بعد الصلاة..
ـ ومنها طلب قراءة الفاتحة في المناسبات بعد الدعاء للأموات
ـ ومنها إقامة المآتم على الأموات وصناعة الأطعمة واستئجار المقرئين..
ـ ومنها الاحتفال بالمناسبات الدينية كمناسبة الإسراء والمعراج ومناسبة الهجرة النبوية..
ـ ومن ذلك ما يفعل في شهر رجب كالعمرة..(19)
وكما هي الرؤية الكونية التي يعتنقها علماء المذهب الوهابي منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونزولاً الى المتحدّرين منه ومن مدرسته، فإن المقررات الرسمية تنقل تلك الرؤية بحذافيرها والتي تقوم على أساس تكفير الأمة الإسلامية كهذا النص الواضح:
(قد حدث في هذه الأمة من الشرك والمبادئ الهدامة والنحل الضالة ما خرج به كثير من الناس عن دين الإسلام، وهم يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله)(20). وكذلك النص التالي المنقول من كتاب التوحيد للشيخ الفوزان:
و(فشا الجهل في القرون المتأخرة، ودخلها الدخيل من الديانات الأخرى، فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة، بسبب دعاة الضلال، وبسبب البناء على القبور، متمثلاً بتعظيم الأولياء والصالحين، وادعاء المحبة لهم، حتى بنيت الأضرحة على قبورهم، واتخذت أوثانًا تعبد من دون الله بأنواع القربات من دعاء واستغاثة وذبح ونذر لمقاماتهم) (21).
ومثلما تستوجب الرؤية الكونية حكماً عملياً، فحين يصدق على أهل بلد، أو ملّة بالكفر فإن الحكم التالي يتراوح بين الحرب والسلام، وإن ما غزا الجيش الوهابي بلاد المسلمين القريبة والبعيدة إلا بعد أن حكموا على أهلها بالكفر.
وكيما تكتمل صورة الآخر ـ المسلم في ذهن الطالب الذي ينتمي الى المدرسة الوهابية، فإن بلاد المسلمين هي مرتعٌ للبدع ومنها عبادة القبور، والنذور والقرابين للأولياء والصالحين وبذلك (إن ما ينذره جهلة المسلمين، من نذور للأولياء والصالحين..فهو شرك أكبر)(21).
في ضوء هذا الحكم تصبح النتيجة العملية هو شرعنة العنف والقتل والفوضى (الشرك الأكبر يبيح الدم والمال)(22). ويعود أيضاً ليؤكّد: (المشرك حلال الدم والمال)(23).
وطالما أن ثمة تصوّراً نمطياً قارّاً في ذهن الطالب يحثّ على الإنتقال بالرؤية من مستوى القبول بالآخر المختلف مع رفض التعايش معه الى مستوى استئصاله فعلياً: (الذي يقول لا إله إلا الله، ولا يترك عبادة الموتى والتعلق بالأضرحة، لا يحرم ماله ولا دمه)(24).
ولا تنتهي العلاقة مع الآخر بقتله بل بنفي آخريته مطلقاً، حيث تتواصل عملية الاستئصال بطريقة اجتثاثية، فمن يقع فيما يعتقده الوهابي شركاً بالله فقد (أباح دمه، وماله، وأهله، لأهل التوحيد، وأن يتخذوهم عبيدًا لهم، لما تركوا القيام بعبوديته)(25).
هي بالمناسبة ليست نصوص نافرة أو مبتسرة أو مجتزئة أو حتى شاذة، بل هي متفشية في الأدبيات الوهابية القديمة والجديدة، ولا تكاد تجد من كتب في هذا المضمار إلا وسجّل بصمته فيها من خلال تكفير الآخر. وقد أتينا على بعض منها خلال فصول البحث.
وفي بحث آخر أعدّه الباحث السوداني بابكر فيصل بابكر عن المنهج المقرر على التلاميذ في المملكة العربية السعودية في العام 2004، وتناول فيه موضوع اصلاح مناهج التعليم الديني في ضوء ما ورد فيها من غلو وتكفير وإثارة الكراهية ضد الآخر. وهذا البحث يستضىء في جزء أساسي منه بما ورد في بحث السكران والقاسم من نصوص مستقاة من المقررات الدراسية. ويطبق بابكر تلك النصوص التي تنطوي على تكفير الآخر لوجود شركيات وبدع في ممارساته واعتقاداته على المسلمين وعلى مسلمي السودان على وجه الخصوص، ويقول (وهذا يعني أنّ مئات الملايين من المسلمين في العالم، والملايين من مسلمي السودان وعلمائه هم من الجهلة والمضلين، وأنّه لا تحل زيارتهم و مجالستهم وهو ما يكرّس لنهج التعالي والعزلة الذي يؤدي في نهاية المطاف لأستخدام العنف ضدّهم).
ويذكر مثالاً على المنهج التفكيري بتداعياته العملية كما يدرّس لطلبة المدارس قتل خالد القسري للجعد بن درهم والذي يمثل، حسب بابكر، جريمة إرهابية مرّوعة ومكتملة الأركان (أذ قام بنحره في المسجد يوم عيد الأضحية، وذلك بعد أن خطب في الناس وقال في خطبته تلك: “أيها الناس ضحُّوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضحٍّ بالجعد بن درهم...ثم نزل فذبحه في أصل المنبر). يستدرك بابكر بالقول: وهو الأمر الذي رأينا صداه في مشاهد الذبح المرّوعة التي قام بها تنظيم القاعدة وأبومصعب الزرقاوي في العراق. ثم تساءل ( فهل يصلح أن يدرّس التلاميذ تصفية الخصوم بالقتل والذبح؟).
وخالد القسري الذي يحتفي به المنهج السعودي لم يكن، بحسب بابكر، (من أهل التدين والتقوى بل كان سياسياً يستخدم أدوات السياسة وحيلها ومؤامراتها للحفاظ على السلطة)، ولم يكن قتله الجعد أول جرائمه، فقد قبض على سعيد بن جبير في مكة؛ حينما كان حاكما لها؛ وأرسله إلى الحجاج بن يوسف بالعراق؛ وذلك بعد انهزام ثورة عبد الرحمن بن الأشعث التي انضم إليها ابن جبير؛ حيث قتله الحجّاج.
ويلفت بابكر الى مشاعر الكراهية التي ينشأ عليها الطالب إزاء الآخر، المسلم وغير المسلم، فإذا كان المسلم الآخر نصيبه الكفر وتالياً القتل (لأن الشرك الأكبر يوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبين المؤمنين، فلا يجوز للمؤمنين محبّته وموالاته ولو كان أقرب قريب). وأن لا نلقي عليهم السلام لأنّ (التحيّة بالسلام عليكم تكون فقط للمؤمنين ولا يمكن أن نحيي بها غيرهم)(26).
إما غير المسلم، فله نصيب من الكراهية ولا بد من يقيم في بلد غير المسلمين أن يكون (مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم). وقد لحظنا كيف نسبت بعض المناسبات الدينية مثل الاحتفال بالمولد النبوي الى اليهود والنصارى، بما يحمل كراهية إزاء أتباع الديانات الأخرى فضلاً عن الحكم على صحة شيء وسقمه. لعل في هذا السياق نذكر مقالة الشيخ عايض القرني (نحن العرب قساة جفاة) نقل فيه مشاهداته في تعامل الناس والأطبّاء الذين أشرفوا على علاجه، ومما لحظه (وقد أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة، وتهذيب الطباع، ولطف المشاعر، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر، أصوات هادئة، حياة منظمة، التزام بالمواعيد، ترتيب في شؤون الحياة). وفي لحظة نقد ذاتي يقول (فبعض المشايخ وطلبة العلم وأنا منهم جفاة في الخُلُق، وتصحّر في النفوس، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر..). ويسترسل في وصف مشاهد القسوة والجفاف في الحياة العربية، وحياة سكّان الجزيرة العربية على وجه الخصوص، ويخلص (المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للشريعة لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا)(27). وهل القسوة والجفاء الا بسبب التطبيق الصارم للشريعة بالمفهوم الذي كنت عليه قبل أن تفاجئك رقّة الشعب الفرنسي ولطفه في التعالم؟!
كارولين ديفيز وجرايم باتون كتبا في 6 فبراير 2007 مقالاً في صحيفة (دايلي تلغراف) اللندنية حول المدارس السعودية في لندن، بعد إتهامات موجّهة لها بتسميم عقول الطلبة الذين تبلغ أعمارها الخمس سنوات بمنهج الكراهية. يقول أستاذ اللغة الانجليزية في أكاديمية الملك فهد في منطقة أكتون، غرب لندن، كولين كوك، 62 عاماً، أن الكتب المدرسية التي يتم استخدامها من قبل الاطفال في الأكاديمية تصف اليهود بأنهم قردة (ممسوخون) والنصارى أي المسيحيون بأنهم (خنازير). وقد تمّ فصل كوك من وظيفته بعد 18 عاماً قضاها في تدريس مادة اللغة الانجليزية في الاكاديمية بزعم (سواء إدارته لما يرتبط بإجراء الاختبارات).
وتصف الكتب المدرسية، التي كان يتم تدريسها في الأكاديمية، اليهود بالقرود والمسيحيين بالخنازير، حسب إفادته في الوثائق التي قدّمها. ويُسئل الطلبة، حسب إفادته، بـ (ذكر بعض خصائص مسخ اليهود) فيما يسئل الطلبة في الصف الاول بـ (إعطاء أمثلة عن الاديان الباطلة، مثل اليهودية والمسيحية وعبدة الاصنام وغيرهم)(28).
وقد سلّطت مجموعة فريدوم هاوس الحقوقية الاميركية على بعض الكتب المدرسية المناهضة للغرب والسامية في تقريرها الصادر العام 2006 والتي وصفت (مناهج الكراهية السعودية) ونقلت عن أحد الكتب التي توجّه الطلبة لاعلان الجهاد ضد (الكفار) من أجل (نشر العقيدة).
جولة في مقررات المنهج الديني

موضوعات الشرك والكفر تتعدد في المقرّرات الدراسية في مراحل متفاوتة من الإبتدائية وصولاً الى الثانوية وتتعداها بطبيعة الحال وبصورة موسّعة في مرحلة الدراسات الجامعية والعليا.
نبدأ بمقرر (التوحيد والفقه) للصف الثاني الابتدائي للعام الدراسي (1426هـ/1427هـ، أي في وقت يبلغ فيه الطالب سنة السابعة أو الثامنة، أي ما قبل بلوغه سن التكليف الشرعي بنصف المدّة تقريباً. في هذا المقرر وفي باب (الشرك..سبب للشقاء في الدنيا والآخرة) نقرأ ما نصّه:
1 ـ توضيح أن من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله (كالدعاء، والذبح، والسجود، وغير ذلك) فهو مشرك كافر، ولو صلى وصام وحج واعتمر وزعم أنه مسلم.
وفي ص 19: بيان أن من صرف شيئاً من أنواع العبادات لغير الله مثل (الدعاء) فهو مشرك، ولو نطق بلا إله إلا الله، لأن التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة.
وفي ص 22: التأكيد على وجوب عبادة الله بما شرع، فلا يبتدع في الدين مالم يأذن به الله، كبدعة الاحتفال بالإسراء والمعراج..
وبصرف النظر عن القدرة الاستيعابية لدى الطالب فضلاً عن مناقشة مضامين هذه الفقرات، ماذا يمكن أن تترك من آثار نفسية على الطالب وهو يقرأ مثل هذه الفقرات وقد بدأت نشأته الدينية على عبارات مشرك وكافر ومبتدع؟
ثم يتدّرج الطالب في صفوف دراسية يتلقى خلالها الدروس ذاتها وبصورة موسّعة.
وفي كتاب (التوحيد والحديث والفقه والتجويد) الصف السادس الابتدائي، الفصل الدراسي الأول، 1428 ـ 1429/ 2007 ـ2008 نقرأ الفقرة التالية في ص 18 ـ طلب الشفاعة من الأوثان أو من أصحاب القبور بالإتجاه إليهم بالدعاء وطلب الشفاعة باطل، وهو من الشرك بالله.
وفي الفصل الدراسي الثاني من الكتاب نفسه، جاء (في نواقض الإسلام، ص 10) ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن أو للقبر.
الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكّل عليهم كفر إجماعاً.
الثالث: من لم يكفر المشركين أو شكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم، كفر.
هل يمكن لطالب لايكاد يصل الى سن البلوغ الشرعي يبدأ مشوار تديّنه بتوزيع أحكام الكفر على زملائه ومواطنيه من الذين لا يشاطرونه المذهب؟
في ص 11: مثال الناقض الثاني: دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم وسؤالهم الشفاعة ليكونوا وسائط بين الله وعباده، وهذا الناقض من أكثر النواقض وقوعاً وأعظمها خطراً على المرء..
ثم تتكرر الجملة القاصمة والفاصمة للعلاقات الداخلية بين المسلمين على مستوى العالم وعلى مستوى الدولة الواحدة والمجتمع الواحد، بما نصّه (من لم يكفر المشركين أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم فهو كافر لأن الله كفرهم ومن لم يكفرهم فهو مكذب بالقرآن والسنة)
وفي ص 25: لا فرق في عبادة غير الله تعلى بين عبادة الأنبياء أو الصالحين أو الأشجار أو الأحجار إذ كل ذلك باطل وشرك..
وفي كتاب (التوحيد والحديث والفقة والتجويد) للصف السادس الابتدائي الفصل الدراسي الأول (بنين) طبعة 1431 ـ 1432 الموافق 2010 ـ 2011م، وقد قسم أنواع الشرك ومنها: شرك المحبة، وشرك الدعوة (أي دعاء غير الله، لكشف الضر أو جلب النفع) ص 26
وجاء في كتاب التوحيد للصف الأول المتوسط، كتاب النشاط، الفصل الدراسي الثاني، طبعة تجريبية 1431 ـ 1432/2010 ـ 2011، نشاط 3: يروي قصة زائر لمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عائلته ولقائه بمسلم من دولة أخرى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: فعرّفته بنفسي فقلت: إسمي عبد الله. فقال: إسمي عبد النبي. فسألني عن مكان مسجد قباء، فوصف له طريق المسجد، وعرضت عليه صحبتنا إلى هناك فوافق واتجهنا الى مسجد قباء.
ثم يضيف (وفي طريقنا ال المسجد قلت له: يا أخي، أودّ أن أنبهك إلى أمر خاطىء..)، ثم يفتح مربع الأسئلة:
(ماذا تتوقع أن يكون هذا الأمر الخاطىء في ضوء موضوع درسنا؟ والجواب هو كما يريده مؤلف الكتاب: لأن إسمه عبد النبي
ثم يعقب ذلك جملة: اقترح علاجاً وتوجيهاً لمن اتصّف: أنصحه أن يغير إسمه وفي الاخير: وما الواجب فعله مع هذه الأسماء؟ عدم تسمية بالأسماء لتعبيده) ص 19
وتحت عنوان: مظاهر الشرك في عصرنا:
ـ دعاء غير الله، الذبح لغير الله، الطوارف بالقبور والأضرحة والأوثان ص 56
وفي قسم الأسئلة: من صفات المشركين:
الغلو، والطواف بالقبور، ودعاء غير الله، ص 56
وتحت عنوان (فتنة القبور) وأن زيارتها باب من أبواب الشرك قديماً وحديثاً ص 85
وفي كتاب (التوحيد) للصف الأول متوسط لعام 1427 ـ 1438 نقرأ في (ص22)، كلاماً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصدر إلا عن من جفا قلبه إزاء الحبيب المصطفى، حيث يعتبر زيارته والدعاء عند قبره غلو كما يظهر في:
س 1: كيف ترد على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم وتوجّه إليه بالدعاء والاستغاثة؟
ثم يفترض واضعو الكتاب بأن من يزورون القبور، بما في ذلك قبر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم هم عبدة قبور.
يقول في (ص 49): وهذا هو الواقع أيضاً في بعض من ينتسب إلى الإسلام، فيعبدون الله، ويعبدون معه غيره من أصحاب القبور بالذبح لها والطواف حولها، وغير ذلك فوقعوا في الشرك الأكبر..
ونعلم من نصوص سابقة وردت أعلان بأن (الشرك الأكبر) يبيح الدم والمال، فهل يمكن أن ينشأ الطالب من المذهب الذي يختلف مع مؤلف الكتاب على الخوف من طالب ينتمي الى المذهب الذي عليه مؤلف الكتاب، فصار هناك طالب مهدور الدم مستباح المال، وآخر يرى جواز سرقة طالبه إن لم يكن قتله..فأي مجتمع سوّي يمكن أن يتشكل في ظل هذه النصوص.
نصوص الشرك والتكفير مستفيضة وتلاحق الطلبة في كل مراحل الدراسة الرسمية. ونقرأ في السياق نفسه فقرة (الكفر بما يعبد من دون الله، فمن عبد الله عز وجل ولم يكفر بما سوه من المعبودات لم تنفعه كلمة (لا إله إلا الله). مثال ذلك: من عبد الله، ولم يعتقد أن عبادة القبور باطلة (ص 52)
وفي كتاب شرح كتاب التوحيد للصف الثاني المتوسط للسنة الدراسية 1427 ـ 1428هـ/2006 ـ2007م جاء في خانة (نشاط): من أسباب االانحراف العقدي والفكري عند بعض المسلمين الغلو في الدين، أكتب حول ذلك مبيّناً ما يلي:
1 ـ أسباب الغلو وآثاره
2 ـ سبل الوقاية منه وعلاجه
وفي قسم الأسئلة:
س 1: الغلو في الصالحين هو أصل الشرك قديماً وحديثاً، فما معناه؟
س 5: صل بين كل فئة في العمود (أ) وعملها في العمود (ب):
أ: الغلاة..الحفاة..الوسط
ب: (..)، (..)، (يعظمون أصحاب القبور بالدعاء والذبح لهم). ص 22
وفي الدرس السابع، تابع باب (ماجاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين).
من أهداف هذا الدرس: أن يحذر الطالب في مجاوزة الحد في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وجاء في ذلك ما نصّه:
(وقد ذهب أقوام ممن ينتسبون إلى الإسلام إلى الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، فدعوه واستغاثوا به، وطلبوا الشفاعة منه، ونذروا له، فوقعوا في الشرك الأكبر المنافي للتوحيد، وهذا إفراط يجب الحذر منه) ص 26
ويستطرد في عرض صور الغلو، ومنها الغلو في الاعتقاد كـ: تعظيم الصالحين مما يكون سبباً في عبادتهم. وجاء في ذلك (..فالتعمّق والتكلّف في محبة الصالحين هلاك، لأن ذلك يؤدي الى عبادتهم وكذا التعمّق في الكلام وإظهار الباطل في صورة الحق هلاك كمن يدعو إلى الاحتفال بالمولد النبوي بدعوى محبة النبي صلى الله عليه وسلم متجاهلاً أن محبته صلى الله عليه وسلم باتباعه وطاعته ولم يؤثر عنه صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه الاحتفال بذلك..بل هذا من صنيع أهل البدع..) ص27
ثم ينتقل الى صورة أخرى. مدخل: عبادة الله عند قبر رجل صالح وسيلة الى الشرك الأكبر.ص 28
وجاء أيضاً:
ومن شرار الناس أيضاً الذين يتخذون القبور مساجد، وصورها:
1 ـ أن تبنى على القبور مساجد.
2 ـ أن تتخذ القبور مكاناً لعبادة الله عندها بالصلاة والذكر والدعاء زعماً أن ذلك أحرى لاجابة الدعاء أو طلباً للفضيلة أو رجاء للبركة، وإن لم يبن عليها مسجد.
ومن المنكرات زخرفة القبور وإسراجها وتجصيصها والكتابة عليها، وبناء القباب، ووضع الستور وتعليق الصور عليها، والقيام على خدمة زائريها وإعطاء النقود لسدنتها، وكل ذلك وسيلة إلى الشرك وعبادة أصحابها ومن غربة الإسلام أن هذه الأمور قد فعلها الكثير من متأخري هذه الأمة واعتقدوها قربة من القربات، وهو من أعظم السيئات. ص 23
من الجدير ذكره هنا أن الحديث يشمل قبر النبي صلى الله عليه وسلم حيث بات ثابتاً في أدبيات الوهابية وخطب علمائها الماضين والمعاصرين من يرى بقاء قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم داخل المسجد مخالفة ولا بد من اخرجه وهدم القبة النبوية.
وقد جاء في (ص41): ثانياً: تحريم اتخاذ قبر الرسول صلى الله عليه وسلم عيداً:
نهى صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ قبره عيداً، فتكرار زيارته والاجتماع عنده على وجه معتاد لأجل عباد الله وسيلة إلى الشرك به، فالنهي عام لجميع القبور..ص 41
وعلى أفق أوسع مما يتخيّل الطالب، فإن تكفير الأمة يحقن في المقررات الدراسية الرسمية في مراحل مبكرة، ففي نفس المقرر سالف الذكر، وفي الدرس الرابع عشر جاء: باب: ماجاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان. وذكر من أهداف الدرس:
3 ـ أن يورد الطالب أمثلة على وقوع الشرك في هذه الأمة. ص 42
وجاء ما نصّه (..وقد وقع في بعض بلاد المسلمين تعظيم قبور الصالحين ببناء المساجد عليها إلى أنه آل الأمر إلى عبادتها، وقد شابهوا بذلك النصارى). ص 43
وفي الدرس السادس عشر: تابع باب: ماجاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان، وتحت عنوان فرعي (من أهداف الدرس:
3ـ أن يبرهن الطالب على وقوع الشرك في هذه الأمة.ص 47
وجاء (وقد وقع ما أخبر به فعبد جهّال هذه الأمة قبور الصالحين وغيرهم بأنواع من العبادة كالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة والطواف وغير ذلك وسموّا ذلك توسّلاً وتقرّباً إلى الصالحين وهذا باطل..) ص 48










رد مع اقتباس