منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مفكر فلسطيني يحذر من قوات دولية على حدود غزة والضفة الهدف للاحتلال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-05-18, 15:14   رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

النظرة الثانية:

سبعة أبعاد استراتيجية لانتفاضة الداخل الفلسطيني..

شكلت انتفاضة الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وتضامنهم مع الضفة والقطاع مشكلة استراتيجية حادة بالنسبة للكيان الإسرائيلي، أكثر من أي وقت سابق لعدة اعتبارات استخلصها الإسرائيليون أنفسهم :

1ـ فشل رهان دمج الفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل ضمن الدولة العبرية كمواطنين، وتبلور وجودهم المستقل في شكل متميز من ناحية الولاء والهوية إلى درجة أن اعتبر باحث مركز بيغين السادات للدراسات الاستراتيجية “إيفرايم كارش” في مقال صدر له في 14 ماي الجاري أن ما جرى بعد بدء معركة سيف القدس يُعَد”انتفاضة داخلية لدعم عدو خارجي (يقصد حركة حماس)”، وليس مجرد احتجاج اجتماعي بين مواطنين مُنتمين لنفس “الدولة”.

2- تزايد كتلة الفلسطينيين بالداخل من 13.6بالمائة سنة 1948 (نحو 160 ألف) إلى أكثر من 20 بالمائة اليوم أكثر من (1.4مليون)، وحصول تبدل نوعي لديهم من حيث التعليم والقدرة الاقتصادية، وتوقع ازديادهم المضطرد نتيجة ارتفاع معدل الخصوبة 4.2 لكل امرأة فلسطينية إضافة إلى ارتفاع نسبة الشباب في الفئات العمرية بفارق يصل إلى 10 سنوات مقارنة
بالإسرائيليين.

3ـ تنامي روح الانتماء الوطني لدى الفلسطينيين بالداخل حيث ذكر نفس الباحث أن نصفهم كان يعترف بحق “إسرائيل” في الوجود في منتصف السبعينيات أما اليوم ف 4 إلى 5 تخلوا عن ذلك. كما ذكر أنه إذا ما عَرَّف نحو55 ظھ أنفسهم بأنهم فلسطينيون سنة 1980 فإنهم أصبحوا قرابة الـ 100 بالمائة بحلول سنة 1995. وهذا نتيجة تمسك الفلسطينيين بهويتهم مقابل الضعف المضطرد الذي بدأت تعرفه العقيدة الصهيونية بشكل عام (تجاه ما بعد الصهيونية).
4ـ التزايد المضطرد للمواجهات داخل الخط الأخضر ما بعد الانتفاضة الأولى وخاصة منذ سنة 2000 إلى أن وصل الأمر اليوم إلى فرض حالة الطوارئ في اللّد والمطالبة بإنزال الجيش داخل المدن التي تعرف كثافة فلسطينية جراء الاشتباكات القائمة بين الطرفين.

5ـ التزامن في المواجهة بين غزة والقدس والأراضي المحتلة سنة 1948، والتضامن التام بينها لأول مرة، حيث أُعطيت القيادة السياسية في غزة الشرعية الفعلية وهي التي كانت قبل أشهر محل انتقاد من قبل السلطة الفلسطينية.

6ـ تزايد الرعب النفسي لدى الإسرائيليين نتيجة ثلاثية الضربات الصاروخية لحركة المقاومة والاعتداءات المتكررة للمستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين ومواجهة الفلسطينيين لهذه الاعتداءات، الأمر الذي لم يحدث من قبل بهذا الشكل وستكون له تداعيات بعيدة المدى بلا شك.

والأهم من كل ذلك هو حصول تبدل نوعي في عنوان الصراع القائم في المنطقة، حيث لم يعد الأمر يتعلق اليوم بصراع عربي ـ إسرائيلي، إنما بصراع فلسطيني ـ إسرائيلي، أي أنه تم لأول مرة تصحيح المعادلة التي استمرت مطروحة بشكل خاطئ طيلة عقود من الزمن، لصالح العنوان الحقيقي، أصحاب الأرض ضد المعتدين، سواء أكانوا داخل الخط الأخضر أو خارجه أو في الشتات، وهو تحول استراتيجي نوعي غير مسبوق يسعى الكيان الإسرائيلي إلى إفشاله بادعاء هجمات من لبنان أو سورية أو غيرها ضده، في محاولة يائسة لإبراز أن مشكلته هي مع العرب وليست مع الفلسطينيين.
وهنا يتجلى كيف ينقلب السحر على الساحر حيث لا يمكن لِمُطبعين ومُهرولين نحو التطبيع أن ُيعادوه…
وفي هذه النقطة بالذات تتجلى آيات النصر واضحة ويبدو الأمل الاستراتيجي أكثر من فسيح.

بقلم: محمد سليم قلالة
المصدر: موقع الشروق









رد مع اقتباس