منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-04-29, 18:56   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي





روّاد منتدى الجلفة، يا كرام
أحبتي وخلاّني.
أواصل معكم الكلام.

في يومٍ من الأيام وأنا عائدٌ من الجامعة.
وكالعادة لابد أن أمرّ على حسين رحمه الله ..
وذلك لأخذ الدرس.
وأنا في الطريق هتف في ذهني هاتف
وقلت : سأكون أنا من يسأل ويستفسر. فربما يغضب حسين ويعتقني .. عندما يعجز عن الإجابة لأنه لم يكن محضرًا لها.
ودخلني الزهو والخيلاء.. وأنا أتخيّل حسيناً يتعلثم في الكلام.
وبعد التحية
بادرته:
هناك ما يحيّرني في فهم آية قرآنية.
فنظر إليّ مليّا وقال لي:
هات! ما عندك.. بشرط أن تقرأها عفو الساعة ولا تنظر في المصحف.
فتشجعتُ، وفي ذهني كأنني سوف أكون منتصرًا، ثم قرأت على سمعه:

(( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا))
فما كان من حسين أن قال لي:
وأية غرابة في الآية؟
فقلتُ على رسلك، ليتك تنظر إلى ما يلي:

((وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه))
وخصوصا ((روح منه ))رمقني بنظرة وهو
يدوّر برأسه دورات ودورات..كأنه يريد أن يقول:
أ تريد تعجيزي يا ولد؟
ثم تبسم إبتسامة ُ لم اعرف سببها ثم قال:
عرفتُ قصدك، والذي تريد أن توقعني به هي كلمة " منه " أ ليس كذلك؟
فقلتُ : ذلك الذي أريد.

فقال لي لو فهمت ووعيت ما ألقيتُ عليك من دروس لما أتيت بهذا تريد تعجيزي.
اسمع .. كنا قد قرأنا حرف الجر " من " وقلنا قد تأتي " من " لابتداء الغاية . وتأتي كذلك للتبعيض إن صحّ حذفها واستُعمل " بعض" مكانها .
لأجل ذلك أن بعض نصارى المشرق يريد أن يوهموا الناس ويغالطون حين يقولون بأن:
(( عيسى بعض أو جزء من الله ))
والذي أريد أن أقوله لك أن " من " تستعمل حقّا للتبعيض ولكن ليس في هذا الموقف، أو هذه الآية الكريمة.
فسبحان الله، ومعاذ الله أن يكون له ولد!
وحتى يأتيك البرهان ساطعًا وتتعرف أكثر على بعض معاني " من "
اقرأ معي قوله تعالي دعاء إبراهيم عليه السلام :
(( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون))
فهذه " من " للتبعيض، ولكن بمعنى آخر
فكانت بعض القلوب تحبهم.
وقد قيل : أنه لو دعا اللهَ بدون " من " لجعل جميع الناس يحبون أهل مكة.
والآن اسمع جيدًا.
نقول :
أكلتُ من الطعام. أي جزءًا منه، أو بعضًا منه، لأن " من " للتبعيض ".
لكن لو نقول: سرتُ من الجامعة إلى المنزل.
فهل " من" هنا للتبعيض ؟
فقلتُ: طبعًا لا.
فقال لي ما معناها إذًا؟
فقلت هي لابتداء الغالية.. يعني أن السير كان من الجامعة إلى المنزل.
فقال لي:
وعليه، فإن " وروحٌ منه "
من هنا لابتداء الغاية.
أي أن عيسى عليه السلام ذو روح مبتدأة أو آتية من الله، إثر نفحة ونفخة جبريل في صدر مريم عليها السلام.
والإضافة هنا الى الله؛ إنما هو كتشريف وتكريمٍ ،وليس هو بعض أو جزء من الله كما يقول به النصارى.
وإذا لم تقتنع بأن ذلك لابتداء الغاية.
أحيلك الى قوله تعالى:
(( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير))
من هنا : لابتداء الغاية، أي مبتدأة من المسجد الحرام.. وليس جزء أو بعض المسجد الحرام.
فهل فهمتَ ووعيتَ .. أو تريد منى أزيد.
فما كان مني نهضتُ أجرّ اذيال الخيبة على ما أصابني.
تحياتي.










آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-29 في 19:00.
رد مع اقتباس