وبعد فالتاريخ و الأخبار فيه لنفس العاقل اعتبار
وفيه للمستبصر استبصار كيف أتى القوم وكيف صاروا
يجري على الحاضر حكم الغائب فيثبت الحق بسهم صائب
وحيث كان موضوع فن التاريخ معرفة أحوال الأولياء و العلماء ووفياتهم ،حسن التعرّض لذكر شيء من اخبارهم ،و إيراد شيء من آثارهم ،لما يقال إنّ عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة و أنشدوا في المعنى :
أسرد حديث الصالحين وسمهم فبذكرهم تتزل الرحمات
و أحضر مجالسهم تنل بركاتهم وقبورهم زرها إذا ماتوا
وجاء في الحديث " أنّ من احبّ قوما حشر معهم " ويروى أن من أرّخ مؤمنا كان كمن أحيا ميتاً ،وورد أيضا ( أنّ لربكم في أيام دهركم نفحات ،ألا فتعرضوا لنفحات الله ).
ومن التعرض للنفحات الربّانيةالتعلق بأهل الله ومحبتهم و الثناء عليهم .