منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شبهة في خلق القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-10, 14:47   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

عشر أدلة من المنقول والمعقول على أن القرآن كلام الله غير مخلوق

السؤال

أرجو أن تفيدوني في كيفية التعامل مع شبه المبتدعة ، وخاصة بدعة القول بخلق القرآن

فأرجو منكم أن تفصلوا في الرد على شبههم

مع ذكر كتب أهل العلم الثقات الذين توسعوا في الرد على أهل البدع في هذه المسألة .


الجواب

الحمد لله

الرد على البدعة ينطلق أول ما ينطلق من تأصيل السنة

وتقعيد مبادئ العقيدة

وبناء العلم على المنهجية الصحيحة المنطلقة من الكتاب والسنة .

وهذا البناء لا يتم من خلال الفتاوى المتفرقة

أو القراءات المتناثرة

بل عبر طلب منهجي للعلم

ودراسة مؤصلة يقضي فيها الطالب سنوات عمره في البحث والحفظ والفهم والتحصيل

وحينئذ يمكنه فهم الشبهات

وفهم كلام العلماء

وتحليل المزالق التي أودت إلى مثل هذه الإشكالات العقدية الكبرى .

ونحن هنا نورد نموذجا مصغرا لما يمكن أن يبنى عليه تأصيل كون القرآن كلام الله

ونفي شبهة الخلق عنه

وذلك باختصار وإيجاز

ننقله عن إحدى الدراسات المختصة

ومنه تتعرف على قدرٍ يسير مما يمكن أن تناقش به المسائل العقدية

ومدى سعتها ودقتها وحاجتها إلى البحث والتفتيش .

فنقول :

إنه يمكن الاستدلال بعشرة أدلة على أن القرآن الكريم كلام الله غير مخلوق

وهذه الأدلة هي :

الدليل الأول :

قال الله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )الأعراف/ 54.

والاحتجاج بهذه الآية من وجهين :

الأول : أنه تعالى فرَّق بين الخلق والأمر ، وهما صفتان من صفاته ، أضافهما إلى نفسه ، أما الخلق ففعله

وأما الأمر فقوله ، والأصل في المتعاطفين التغاير إلا إذا قامت القرينة على عدم إرادة ذلك ، وهنا قد قامت القرائن على توكيد الفرق بينهما ، ومنها الوجه الآتي .

والثاني : أن الخلق إنما يكون بالأمر

كما قال تعالى : ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس/ 82 .

فقوله تعالى : ( كن ) هو أمره ، فلو كان مخلوقا لاحتاج خلقه إلى أمر ، والأمر إلى أمر ، إلى ما لا نهاية ، وهذا باطل .
وقد احتج الإمام أحمد رحمه الله على الجهمية المعتزلة بهذه الآية .

قال رحمه الله :

" قلت : قال الله : ( ألا له الخلق والأمر ) ففرق بين الخلق والأمر " رواه حنبل في " المحنة " (ص53).

وقال لهم :

" قال الله : ( أتى أمر الله ...) [النحل: 1] فأمره كلامه واستطاعته ليس بمخلوق ، فلا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض "

رواه حنبل في " المحنة " (ص/54).

وقال فيما كتبه للمتوكل حين سأله عن مسألة القرآن :

" وقد قال الله تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ )التوبة/ 6

وقال : ( ألا له الخلق والأمر )

فأخبر بالخلق ، ثم قال : ( والأمر )

فأخبر أن الأمر غير مخلوق "

انتهى. رواه صالح ابنه في " المحنة " (روايته ص: 120 – 121).

وقد سبق الإمام أحمد إلى هذا الاحتجاج شيخه الإمام سفيان بن عيينة الهلالي الحافظ الثقة الحجة

فقال رحمه الله :

" قال الله عز وجل : ( ألا له الخلق والأمر ) فالخلق خلق الله تبارك وتعالى ، والأمر القرآن "

رواه الآجري في " الشريعة " (ص: 80) بسند جيد عنه .

الدليل الثاني :

قال تعالى : ( الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ )الرحمن/ 1 – 3 .

ففرَّق تعالى بين علمه وخلقه ، فالقرآن علمه ، والإنسان خلقه ، وعلمه تعالى غير مخلوق .

قال تعالى : ( قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )البقرة/ 120.

فسمى الله تعالى القرآن علمًا ، إذ هو الذي جاءه من ربه ؟

وهو الذي علمه الله تعالى إياه صلى الله عليه وسلم ، وعلمه تعالى غير مخلوق

إذ لو كان مخلوقا لاتصف تعالى بضده قبل الخلق ، تعالى الله عن ذلك وتنزه وتقدس .

وبهذا احتج الإمام أحمد رحمه الله ، حيث قال في حكاية مناظرته للجهمية في مجلس المعتصم :

" قال لي عبد الرحمن القزاز : كان الله ولا قرآن . قلت له : فكان الله ولا علم ! فأمسك ، ولو زعم أن الله كان ولا علم لكفر بالله ".

رواه حنبل في " المحنة " (ص: 45).

وقيل له رحمه الله :

قوم يقولون : إذا قال الرجل : كلام الله ليس بمخلوق ، يقولون : من إمامك في هذا ؟

ومن أين قلت : ليس بمخلوق ؟

قال : " الحجة قول الله تبارك وتعالى : ( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم )، فما جاءه غير القرآن ".

وقال رحمه الله :

" القرآن علم من علم الله ، فمن زعم أن علم الله مخلوق فهو كافر"

رواه ابن هانئ في " المسائل " (2/ 153، 154).

الدليل الثالث :

قال تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا )الكهف/ 109.

وقال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )لقمان/ 27.

فأخبر تعالى - وقوله الحق - أن كلماته غير متناهية ، فلو أن البحار التي خلق الله كانت مدادا تكتب به ، والشجر الذي خلق الله أقلاما تخط به ، لنفد مداد البحور ، ولفنيت الأقلام ، ولم تفن كلمات الله .

وإنما في هذه الإبانة عن عظمة كلامه تعالى ، وأنه وصفه وعلمه ، وهذا لا يقاس بالكلام المخلوق الفاني

إذ لو كان مخلوقا لفني من قبل أن يفنى بحر من البحور ، ولكن الله تعالى إنما كتب الفناء على المخلوق لا على نفسه وصفته .

الدليل الرابع :

أسماء الله تعالى في القرآن ، كـ ( الله ، الرحمن ، الرحيم ، السميع ، العليم ، العفور ، الكريم ...) وغيرها من أسمائه الحسنى ، وهي من كلامه ، إذ هو الذي سمى بها نفسه ، بألفاظها ومعانيها .

وقد ساوى الله تعالى بين تسبيح نفسه وتسبيح أسمائه

فقال تعالى : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ) الأعلى/ 1

وساوى تعالى بين دعائه بنفسه ودعائه بأسمائه

فقال : ( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )الأعراف/180

وكذلك ساوى تعالى بين ذكره بنفسه وذكره بأسمائه

فقال : ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )الإنسان/25 .

وهذا التسبيح والدعاء والذكر إن كان يقع لمخلوق كان كفرا بالله .

فإن قيل : إن كلامه تعالى مخلوق .

كانت أسماؤه داخلة في ذلك

ومن زعم ذلك فقد كفر لما ذكرنا

ولأن معنى ذلك أن الله تعالى لم تكن له الأسماء الحسنى قبل خلق كلامه

ولكان الحالف باسم من أسمائه مشركا لأنه حلف بمخلوق

والمخلوق غير الخالق .

وبهذه الحجة احتج جماعة من السلف والأئمة على كون القرآن غير مخلوق ، منهم :

الإمام الحجة سفيان بن سعيد الثوري . قال : " من قال : إن ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ . اللَّهُ الصَّمَدُ ) مخلوق ، فهو كافر "

أخرجه عبد الله في " السنة " رقم : (13) وسنده جيد .

ويقول الإمام الشافعي :

" من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة

لأن اسم الله غير مخلوق ، ومن حلف بالكعبة ، أو بالصفا والمروة ، فليس عليه الكفارة ؛ لأنه مخلوق ، وذاك غير مخلوق "

أخرجه ابن أبي حاتم في " آداب الشافعي " (ص: 193) بإسناد صحيح .

ويقول أحمد بن حنبل :

" أسماء الله في القرآن ، والقرآن من علم الله ، فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر ، ومن زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر " رواه ابنه صالح في " المحنة " (ص: 52، 66 – 67).

الدليل الخامس :

أخبر تعالى عن تنزيله منه وإضافته إليه

كما قال : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )السجدة/ 2

وقال : ( وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ) الأنعام/114

وقال : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ ) النحل/ 102

ولم يضف شيئا مما أنزله إلى نفسه غير كلامه

مما دل على الاختصاص بمعنى

فليس هو كإنزال المطر والحديد وغير ذلك

فإن هذه الأشياء أخبر عن إنزالها

لكنه لم يضفها إلى نفسه

بخلاف كلامه تعالى

والكلام صفة

والصفة إنما تضاف إلى من اتصف بها لا إلى غيره ، فلو كانت مخلوقة لفارقت الخالق ، ولم تصلح وصفا له

لأنه تعالى غني عن خلقه ، لا يتصف بشيء منه .









رد مع اقتباس