منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لمن لا يعرف الأمير عبد القادر الجزائري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-07-08, 09:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
Soletair
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية Soletair
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

عدت مع سلام الله ورحماته وبركاته بعونه جل جلاله ..


بعد أن تكلمنا عن الأمير المتعلم والعالم والمجاهد والسياسي والمفاوض والدبلماسي والوجيه .. آثرت أن نضيف جانبا من صورة الأمير الإنسان الذي ارتقت مشاعره وأحاسيسه واتستوى عنده البيان فزان كلامه شعرا ونثرا ..
فالنثر ما تلازم بالقائد الذي يذكي روح العزم والقتال ..
أما ما يهمنا فهو الأمير الشاعر الذي جمع من أشعاره ديوان نزهة الخاطر فلامس الكثير من ضروب الشعر ومعانيه .. فكتب في الفخر والشجاعة
ومن مثل ذاك قوله في قصيدة جميلة مطلعها
لنا في كل مكرمـة مجـال **ن فوق السماك لنا رجالُ


ركبنا للمكـارم كـل هـول ** وخضنا أبحراً ولها زجـال


حتى يقول في وصف المروءة


رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ **وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال


ولو ندري بماء المزن يزري **لكان لنا على الظمإ احتمـال


ويختم بقوله واصفا جهاده


لهم لسنُ العلوم لها احتجـاج **وبيضٌ ما يثّلمهـا النـزال
سلوا تخبركم عنـا فرنسـا ** ويصدق إن حكت منها المقال


فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ** به افتخر الزمان ولا يـزال



وله في الغزل من جميل المقال في بنت عمه وزوجته ولا عجب ..


وسلطان الجمال له اعتزاز ** على ذي الخيل والرجل الجواد
فإن رضيت علي أرت محيا ** بشوشا بالملاحة منه باد
إذا ما الناس ترغب في كنوز ** فبنت العم مكتنزي فؤادي
وله الكثير غير هذا ..
وقد حف مجلسه الكرام من البلغاء فشهدوا بتلازم الفروسية والعلم والشعر عنده .. وله من النوادر والمقابلات الكثير أردت ان أختم بواحدة منها .. إذ عرض في مجلسه يوما أمر المقابلة بين البادية والحضر وما قيل في ذم البدو وفضل الحضر .. فقال قصيدة جميلة في رفعة البادية وقدرها ... ما نختم به موضوعنا هذا
يا عاذرا لامرئ قد هام في الحضر **وعاذلا لمحب البدو والقفر
لا تذممن بيوتا خف محملها ** وتمدحن بيوت الطين الحجر
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني ** لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا ** بساط رمل به الحصباء كالدرر
أو جلت في روضة قد راق منظرها ** بكل لون جميل رائق عطر
تستنشقن نسيما طاب منتشقا **يزيد في الروح لم يمرر على قذر
ما في البداوة من عيب تذم به ** إلا الشجاعة والإحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية ** والعيب والداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى ** فنحن أطول خلق الله في العمر



هذا هو الأمير عبد القادر الجزائري الحسني .. صاحب النسب العالي والقدر المتعالي .. ما زان قوله إلا فعله .. وما ظهر زهده إلا بعلمه .. وما اجتمع له لم يجتمع إلا لنفر قليل عبر تاريخ البشر .. هذه لقطات من حياته .. وقبضات من آثاره .. استحقت أن تزين صرحنا هذا .. وأن تتشرف بقراءتها من هذا الجمع المبارك .. ولو استثقلها بعضنا ولكن هي سير وجب ذكرها .. ومواقف وجب تأصيلها .. ومن انسلخ عن ماضيه فقد هويته .. وسار في ركب من لا دين له ..


هذا اجتهاد مقل فيه من التقصير الكثير ولكن .. سلواي ما اجد من تفاعلكم وحسن معشركم بارك الله لي فيكم وبارك لكم في










رد مع اقتباس