مبلغ 1500 مليار دولار التي قيل أنها أُنفقت طيلة 20 سنة من حُكم بوتفليقة، هو مبلغٌ يستحق دفعه للحفاظ على الجزائر وتجاوزها لأحداث ما يسمى بالربيع العربي، ربما ذهبت في شكل رشاوي للشعب الجزائري بكل فئاته ومراتبه وللأجانب كاستثمارات وتحفيزات ومنع بذلك الجزائر من الوقوع في حروب أهلية في نهاية المطاف كما هو حاصل في دول شقيقة وصديقة.
الجزائر عندما اختارت الذهاب إلى الحلول غير الآمنة بعد 1992 عرفنا الثمن البشري والمادي الذي دفعه الجزائريون فيما بعد.
اليوم سوريا مثلاً وبعد خيارها غير الآمن تقول منظمة الأمم المتحدة أن سوريا تحتاج من 500 مليار دولار إلى 700 مليار دولار لإعادة الإعمار ناهيك عن التهجير الذي تعرضت له، حوالي 15 مليون سوري مُهجّر، وقرابة 200 ألف قتيل.
ليبيا واليمن.. أيضاً على خطى سوريا والجزائر ما بعد 1992، وتبقى فاتورة الدم والمال التي دفعتها بلدان ما يسمى بالربيع العربي مُتفاوتة في شدتها ومُختلفة في نوعها، ولكنه من المؤكد أنها دُفعت بلا شك، وهذا الذي تجنبته الجزائر رغم "خسارتها" لأموال طائلة فإنها في النهاية ربحت الأمن والإستقرار وعدم التقسيم.