22ذي القعدة 1436 من الهجرة النّبويّة
السلام عليكم
أختي الكريمة أعانكم الله ورزقكم الصبر والنّيّة الخالصة
من ضمن العوائق التي تصّعّب علينا حلّ المشاكل هو أننا لا نعترف بالمرض النفسي ولا نعير اهتماما لسنّ المريض ونفسيّته هذه حقيقة لها جذور عميقة في مجتمعنا
كيف لا تعاني من مشكل !
إذًا لماذا تتصرّف بتلك الطريقة ؟ فقط لأنها تريد أن تعطيكم وقتا عصيبا ؟
لولا أنها تعاني من خلل لما فعلت هذا .
أختي تأمّلي أليس الطفل يقوم بهذه الأفعال لكننا نتقبله بصدر رحب ونعذره أيضا لماذا ؟ لأنه لا يعقل..
وهذه الجدة يا أختي قد أصابها داء لا دواء له وهو الهرم وهي أيضا لا تعقل
الهرم يا أختي لا يكون في الجسم فقط بل يكون في العقل والإدراك وفي الأخلاق وفي الرّوح - إلّا من رحم الله -
وتأمّلي قوله تعالى : ((اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ))
فالإنسان يبدأ من ضعف وينتهي إلى ضعف ،والضعف لا يكون في الجسم فقط بل في كل شيء
لذلك أختي عليكم بالصبر واحتساب الأجر ولتتذكروا عاقبتكم ومآلكم فقد تكون كذلك والله سبحانه يداول الأيام بين الناس .. فاللّهمّ سلّم -
يقول الدّكتور علاء صادق : (الغروب يحمل في طياته قتامة وما تبقّى من نور يشهد على خوار قوى الأحياء وانسحاب للحماس يواكبه هبوط الظلام ... هكذا حال المسنّ وهو يدرك أنّ شمسه آخذة في الأفول .... ومثلما تفعل الدّوامات الرّمليّة بإنسان سعى إليها بقدميه فأمسكت بهما وأخذت تهبط به إلى تحت سطح الأرض فإنّ الرّوح المعنوية الهابطة للمسنّ يمكن أن تسحبه إلى أسفل إلى غياهب الاكتئاب والظلام
والاكتئاب أخطر مشكلة يمكن أن تواجه المسنّ ..)
فالمسنّ معرّض للأمراض النفسية كثيرا خاصة إن كانت له شخصية تملك استعدادات لذلك .. وكما يقال في المثل "" من شبّ على شيء شاب عليه "" فالعناد والوساوس و الأنفة والسّخط والجزع والانتقام .. قد تكون موجودة في قلب الشخص ويعيش طيلة حياته بها دون أن يعالجها بسبب الغفلة وحين يكبر في السن تظهر بشكل مخيف يؤذي من حوله فلا يتحمّله أحد حتى أقرب الناس إليه
أنا أردت بقولي هذا أن أصحّح لك معلومة وهي أنّ المسنّ لا يعاني من أي مشاكل صحية أو عقلية ...وهذا خطأ كبير !
أما مسألة النجاسة فأعتقد أنّكم تبالغون بعض الشّيء عليكم بغلق بعض الغرف عنها وليس في هذا جرح لمشاعرها ولا تكثروا الأفرشة كثيرا في الأرض لأنها أكثر شيء معرّض لتشرّب البول وبقاء رائحته كما فيه مشقة في تنظيفه
هذا في حال لم تتقبّل الحفاظات أو القسطرة !
ولا تنسي أن الله سبحانه رحيم ودود ولا يكلّف عباده فوق طاقتهم .. فإن اتّقيتموه وقمتم بما وسعكم من تنظيف وتحمّلتموها فلن يضيع صلاتكم.
ونصيحتي لكم لا تقاطعوها واحترموها وامنحوها الحب والاحترام فهي كالطفل تماما وقد مررنا بهذه التجربة ولكن لم يكن أحد صابرا وفي الأخير ماتت الجدة ولم تبق إلا الندامة !
أتمنى لك التوفيق.