منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-03, 04:29   رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ يقولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ

فلا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فإنِّي أنا الدَّهْرُ

أُقَلِّبُ لَيْلَهُ ونَهارَهُ، فإذا شِئْتُ قَبَضْتُهُما.


صحيح مسلم 2246

ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم

الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه )

ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح

وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟

إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب

وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن

فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر


قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم

لا تسبُّوا الدهرَ فإنَّ اللهَ قال : أنا الدهرُ

الأيامُ والليالي لي أُجدِّدُها وأُبْلِيها

وآتي بملوكٍ بعد ملوكٍ


فتح الباري لابن حجر 10/581

و لا يجوز قول : (الزمن غدار)

وذلك لأن الزمن لا تصريف له للأمور

وإنما الذي يصرفه

ويصرف كل الكون ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر

لأن هذا السب سيعود في حقيقته إلى الله

تعالى الله عن ذلك

وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :

فأجاب قائلا:

سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .


القسم الأول :

أن يقصد الخبر المحض دون اللوم :

فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده "

وما أشبه ذلك

لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .


القسم الثاني :

أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر

أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر :

فهذا شرك أكبر

لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .


القسم الثالث :

أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله

ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة :

فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر

لأنه ما سب الله مباشرة

ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .


" فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .

وقد سئل ايضا فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

عن هذه العبارات : " هذا زمان أقشر "

أو " الزمن غدار "

أو " يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه " ؟

فأجاب :

"هذه العبارات التي ذكرت في السؤال تقع على وجهين :


الوجه الأول :

أن تكون سبا وقدحا في الزمن :

فهذا حرام ولا يجوز

لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل

فمن سبه فقد سب الله

ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي

: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر

بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) .


والوجه الثاني :

أن يقولها على سبيل الإخبار :

فهذا لا بأس به

ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام

: (وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) أي شديد

وكل الناس يقولون : هذا يوم شديد .

وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور ، وليس فيه شيء .

وأما قول : "هذا الزمن غدار" فهذا سب

لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز .

وقول : "يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه"

إذا قصد يا خيبتي أنا

فهذا لا بأس فيه ، وليس سبا للدهر

وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز" انتهى .


"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/198) .

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر