منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-02, 04:23   رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



لقد كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

أرحم الناس وأرقَّهم ، يحب الخير لهم

ويحرص على سعادتهم ونجاتهم

ولن نجد أصدق من كلمات الله تعالى دليلا على ذلك :

يقول الله عز وجل :

( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ

حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة/128

وكان يحب أمته كثيرا

يحمل هَمَّ نجاتها يوم القيامة

ويرجو أن يكرمها الله سبحانه وتعالى بجنته

حتى كان يبكي من شدة خوفه عليهم ورحمته بهم .

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه :

( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ

( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) الْآيَةَ

وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام :

( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي . وَبَكَى .

فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا جِبْرِيلُ ! اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ

- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ . فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام

فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ

وَهُوَ أَعْلَمُ . فَقَالَ اللَّهُ : يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ

فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ )


رواه مسلم (202)

يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (3/78-79) :

" هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها

بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته

واعتنائه بمصالحهم ، واهتمامه بأمرهم

ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة -

زادها الله تعالى شرفا - بما وعدها الله تعالى بقوله

( سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )

وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها " انتهى .

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لجميع أمته

ويستغيث الله تعالى أن يجعلها أمةً مكرَّمةً مرحومةً

حتى استجاب اللَّه له فجعل شطر أهل الجنة من أمته

أو يزيد ، ورزقهم شفاعته يوم القيامة .


و من رحمته صلى الله عليه وسلم وحبه لأمته

أنه خص مَن آمن به واتبعه ولم يره بمزيد فضل وخير

عن أنس بن مالك رضي الله عنه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( طُوبَى لِمَن آمَنَ بِي وَرَآنِي مَرَّةً

وُطُوبَى لِمَن آمَنَ بِي وَلَم يَرَنِي سَبعَ مِرَارٍ )


رواه أحمد في "المسند" (3/155)

وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1241)

يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (2/176) :

" وأما معنى طوبى : فاختلف المفسرون فى معنى

قوله تعالى : ( طوبى لهم وحسن مآب )

فروي عن ابن عباس رضى الله عنهما أن معناه :

فرح وقرة عين .

وقال عكرمة : نِعم ما لهم

وقال الضحاك : غبطةٌ لهم .

وقال قتادة : حسنى لهم .

وعن قتادة أيضا : معناه أصابوا خيرا .

وقال إبراهيم : خير لهم وكرامة .

وقال ابن عجلان : دوام الخير .

وقيل : الجنة . وقيل : شجرة فى الجنة .

وكل هذه الأقوال محتملة فى الحديث والله اعلم " انتهى .

ثم بشر صلى الله عليه وسلم المؤمنين بعده

ممن لم يره بأنه ينتظرهم عند الحوض الشريف :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقْبُرَةِ فَقَالَ

( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ

وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا .

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ ؟

قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي

وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أُمَّتِكَ ؟

قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ

فِي خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟

قَالُوا : بَلَى . قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ )


رواه مسلم (249) والنسائي (150) واللفظ له

وانظر "السلسلة الصحيحة" (2888)


( أنا فرطهم ) أي أنا أتقدمهم على الحوض

( دهم ) سود


. "شرح النووي" (3/139)

الخلاصة

فمن أراد أن يحصل هذه الفضائل

فعليه أن يلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم

وأن يتمسك بسنته ، حتى يفوز بصحبته في الجنة .

نسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بذلك من فضله

إنه جواد كريم .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر