منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-30, 05:18   رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



وقال بعض العارفين:

(الطَّمع طمعان: طمع يوجب الذُّل لله

وهو إظهار الافتقار، وغايته العجز والانكسار

وغايته الشرف والعز والسعادة الأبدية

وطمع يوجب الذُّل في الدارين

أي: وهو المراد هنا، وهو رأس حب الدنيا

وحب الدنيا رأس كلِّ خطيئة

والخطيئة ذلٌّ وخزي

وحقيقة الطَّمع: أن تعلِّق همتك

وقلبك، وأملك، بما ليس عندك

فإذا أمطرت مياه الآمال على أرض الوجود

وألقي فيها بذر الطَّمع بسقت أغصانها بالذُّل

ومتى طمعت في الآخرة

وأنت غارق في بحر الهوى ضللت وأضللت)


[6059] ((فيض القدير)) للمناوي (3/132).

لذلك جاء ذم الطَّمع في القرآن الكريم

- قال تعالى: وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [البقرة: 41].

وعن قتادة، قال: (أنبأكم الله بمكانهم من الطَّمع)


[6021] ((جامع البيان)) للطبري (10/226).

وقال جل في علاه:

وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ص: 24].

(لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: بسائق الطَّمع والحرص

وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل

إن لم يتولَّهم الله بلطفه)


[6022] ((بيان المعاني)) لعبد القادر العاني (1/304).

و ايضا جاء ذم الطَّمع في السنة النبوية

- عن كعب بن مالك الأنصاري

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها

من حرص المرء على المال، والشرف لدينه))

قال القاري:

(قال الطيبي: الإشراف الاطلاع على شيء والتعرض له

والمقصود منه الطَّمع


[6028] ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) (4/1312).

قال ابن رجب في شرحه للحديث السابق:

(فهذا مثل عظيم جدًّا ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم

- لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا

وأن فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم

بذئبين جائعين ضاريين يأتيا في الغنم

وقد غاب عنها رعاؤها ليلًا

فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها.

ومعلوم أنه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين

- والحالة هذه- إلا قليل

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم

أن حرص المرء على المال والشرف:

إفساده لدينه ليس بأقل من إفساد الذئبين لهذه الغنم

بل إما أن يكون مساويا وإما أكثر

يشير إلى أنه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال والشرف

في الدنيا إلا القليل

كما أنه لا يسلم من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل.

فهذا المثل العظيم يتضمن

غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا)


[6024] ((مجموع رسائل ابن رجب)) (1/64).

عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا

وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ )

قال أنس : فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَمْ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ .


رواه مسلم (1048)

قال ابن بطَّال:

(وأشار صلى الله عليه وسلم بهذا المثل

إلى ذمِّ الحرص على الدنيا

والشره على الازدياد منها

ولذلك آثر أكثر السلف التقلل من الدنيا

والقناعة، والكفاف

فرارًا من التعرض لما لا يعلم كيف النجاة من شرِّ فتنته


[6030] ((شرح صحيح البخاري)) (10/160).

اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-10-30 في 14:38.