منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-25, 04:33   رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

كل شيء في هذا العالم ما كان وما سيكون

قد كتبه الله تعالى في كتاب عنده

وقد علمه، وشاءه، وهذا هو "القدر

بمراتبه الأربعة: الكتابة، والعلم، والمشيئة، إضافة للخلق والإيجاد.

قال تعالى: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49

و لا تعارض بين كون الأشياء مقدرة ومكتوبة

وكوننا مخيرين عند فعلها

فنحن لا نعرف ما الذي كتب

ونشعر بتمام الحرية والاختيار في الفعل

ونميز بين الحركة الاضطرارية كحركة القلب والأمعاء

وبين الحركة الاختيارية التي نؤديها

بالأيدي أو الأرجل أو الأعين أو غير ذلك.

ولهذا فإن الإنسان يحاسب على فعله، لأنه يفعله باختياره

فيمكنه فعل الخير كما يمكنه فعل الشر

وليس له أن يحتج بأنه مكتوب عليه كذا

لأنه لا يعلم بالمكتوب إلا بعد وقوعه ولا يعلم نهاية الأمر

فقد يكون مكتوبا أنه بعد وقوع المعصية مثلا يدعو ويستغفر فيتوب الله عليه

ويستقيم ويصلح، وهكذا

ولهذا لما سأل الصحابة رضي الله عنهم :

"أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟"

أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:

(اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ

أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ

وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ

ثُمَّ قَرَأَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى الْآيَةَ)


رواه البخاري (4949) ومسلم (2647).

فما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يجدّ ويعمل

دون بحث ونظر: هل كتب علي كذا أم لا؟

فإنه لن يصل إلى ذلك، لكن يكفيه

من أجل أن يكد ويعمل بالحسنى

ويعمل بعمل أهل الجنة

أن الحسنى إنما تنال بالعمل

وأن منازل أهل الجنة :

إنما تنال بالعمل لا بالأماني .

وإذا كان أمر الكتابة يشغل باله :

فليعلم أن الله قد كتب عليه : أن يعمل بالطاعات

وألا يعمل بعمل أهل النار

بمعنى : أنه قد فرض عليه ذلك

وشرعه له ، وأمره به ، وهذا يكفيه دافعا للعمل.


وأما العلم بأن كل شيء بقدر

فهذا يطمئن قلبه عند حدوث المصيبة، فلا يأسى

ولا يقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا

وهذا معنى قوله تعالى

(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ

إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *

لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ

وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23


و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر