منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - السلطة والفقيه والمثقف
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-12-09, 01:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الزمزوم
عضو ماسي
 
الصورة الرمزية الزمزوم
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي السلطة والفقيه والمثقف

في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية كانت الغلبة دائما للفقهاء على الفلاسفة أو علماء الكلام يعني النخبة المثقفة بمفهومها الحالي.
وكانت السلطة الحاكمة أو الحُكّام ينتصرون للفقهاء.

وكان بعض الفقهاء يداً طيعة لدى الحُكّام في تثبيت حُكمهم لأنّهم كانوا أي الفقهاء يملكون الدّين الذي يطوعون به النّاس من الدهماء والغوغائيين، فهؤلاء النّاس هُم الجيش الجرار العرمرم الذي تدُكّ به هذه الفئة حُصون أعدائها، وهُم مصدر ثراء وشهرة ورزق هؤلاء يعني مصدر "خبيزتهم" في الحق أو الباطل.

تاريخياً، لقد وقف الحُكّام موقف الريبة والشّك من النّخب المثقّفة وكانوا يخشونهم لأنّهم وحدهم من كان له القدرة على التغيير.

وهذا الذي كان يُخيف الحُكّام والسّلطة لأنّ مثل هؤلاء هُم الخطر على أنظمة هؤلاء الحُكّام.

أما بعض الفقهاء فقد لعبُوا أدواراً مشبُوهة عبر التّاريخ، وكانوا عصاً طيعة في يدّ المُلوك والخُلفاء لزجر النّاس ويبدو أنّهم مازالوا كذلك.

فكمّ من جرائم وسفك دماء راح ضحيته أبرياء، بفتوى من هذا الفقيه أو ذاك خدمة لهذا الملك أو ذاك لهذه العائلة المالكة أو تلك.

بعكس الغرب والدّول الأجنبية في العصور الحديثة فإنّ النّخب الثقافية أو المفكرين أو الفلاسفة هُم أصدقاء الشّعب والحُكّام الديمقراطيين.

لذلك هُم هناك في المكانة التي يستحقُونها نظير التّطور والتّقدم الّذي كانوا سبباً فيه ونحن هنا في الدّرك الأسفل من الحضيض وسنظلّ كذلك ما دامت سطوة هؤلاء من تُجار الفتوى والدّين قائمة.


بقلم: الزمزوم








 


رد مع اقتباس