منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام فيما يخص الصيام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-07, 21:38   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


س: شخص أكل في رمضان متعمدا، فكيف يكفّر عن خطئه وهو يشعر بأنه هدم ركنا من أركان الإسلام؟
ج: بني الإسلام على خمسة أركان عظيمة،متى فقد منها ركن واحد- لعذر غير شرعي-فإن إسلام المرء سيتزعزع،مثل البنيان إن أتت على أربعة أعمدة ثم هدمت منها عمودا فإن بنيانك سيصير مهددا بالانهيار،وهذه الأركان الخمسة هي:
1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله:وهي كلمة التوحيد التي تعني أن لا معبود بحق إلا الله، فيجب على المرء أن ينطق بها وأن يفهم معناها وأن يعمل بمقتضاها فلا يشرك بالله أحدا.
2- إقام الصلاة: وهي خمس صلوات في اليوم والليلة،يؤديها المؤمن في وقتها،قال تعالى:" إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"سورة النساء:103. والصلاة عمود الدين الذي يرتكز عليه،ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع-كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3- إيتاء الزكاة:فعلى الذي يملك أي صنف من الأصناف التي تجب فيها الزكاة ، وحال عليه الحول،وبلغ النصاب،وكان قابلا للنماء، وجب عليه إخراج زكاته وإعطاؤها لمستحقيها الذين ورد ذكرهم في الآية 60 من سورة التوبة، وهي ليست تفضلا وتكرما من الغني على الفقير وإنما هي حق ضمنه الله للفقراء يقتطع من أموال الأغنياء حتى لا يكون حكرا عليهم دون غيرهم،قال تعالى:" كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ"سورة الحشر:07،والزكاة تطهير للمال والنفس.
4- صوم رمضان:صومه واجب لا يسقط إلا لعذر كمرض أو سفر، ومن انتهك حرمة رمضان وجب عليه القضاء والكفارة مع التوبة الصادقة، لعظم فريضة الصوم في ديننا، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ترك جزاء الصوم له ولم يبينه لعباده في الدنيا،فقال في الحديث القدسي:"كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"(1).
5- حج البيت لمن استطاع له سبيلا: فمن توفرت عنده القدرة البدنية والقدرة المالية وجب عليه الحج على الفور،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنّة"(2).
وفي القيام بكل هذه الأركان وجبت متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقة سنته،قال تعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا "سورة الحشر:07،فصوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الدين الإسلامي الذي من تمسك به فاز ونجا،ومن ابتغى دينا غيره خاب وخسر،قال تعالى: " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"سورة آل عمران الآية:85.
ولأنك فطرت متعمدا ودون عذر شرعي في رمضان فقد انتهكت حرمته ولزمتك التوبة والندم،مع القضاء والكفارة،كما بينتها السنة وسبق الإشارة إليها هي:عتق رقبة،أو إطعام ستين مسكينا،أو صوم شهرين متتابعين،على سبيل التخيير،أو إطعام ستين مسكينا يعني إطعامهم عدا وليس تكرارا فلا يجوز ولا يجزئ أن تطعم مسكينا واحدا عدة مرات،بل لابد أن تبحث عن ستين مسكينا،تطعم كل واحد منهم يوما كاملا،والله الموفق.
(1):أخرجه البخاري (5927) ومسلم(1151).
(2):رواه البخاري (1773) ومسلم(1349).










رد مع اقتباس