أخوة الإسلام
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
ذمُّ الإِسَاءة والنهي عنها في السُّنَّة النَّبويَّة
- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه:
أنَّ النَّبي بعثه إلى قوم، فقال: يا رسول الله
أوصني. قال: ((افشِ السَّلام وابذل الطَّعام...
وإذا أَسَأت فأَحْسِن، ولتحسِّن خلقك ما استطعت))
[4213] رواه البزار في ((المسند))
وصحَّحه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (3559). .
قال ملا علي القاري:
(وإذا أَسَأت فأَحْسِن. وهو يحتمل معنيين
أحدهما: أنَّه إذا فعل معصية، يحدثها توبة
أو طاعة، وإذا أَسَاء إلى شخصٍ، أَحْسَن إليه
ومنه قوله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ [فصِّلت: 34])
[4214] ((مرقاة المفاتيح)) لملا علي القاري (6/2416). .
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَن أحسن فيما بقي، غُفِر له ما مضى
ومَن أَسَاء فيما بقي، أُخِذ بما مضى وما بقي))
[4215] رواه الطبراني في ((المعجم الأوسط))
وحسَّنه الألباني في ((صحيح التَّرغيب)) (3156).
- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال
: ((قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليَّة؟
قال: مَن أحسن في الإسلام لم يؤاخذ
بما عمل في الجاهلية
ومَن أَسَاء في الإسلام أُخِذ بالأوَّل والآخر))
[4216] رواه البخاري (6921)، ومسلم (120).
قال العيني: (منهم مَن قال: المراد بالإِسَاءة
في الإسلام: الارتداد مِن الدِّين)
[4217] ((عمدة القاري)) للعيني (24/76).
وقال المناوي:
(فالمراد بالإِسَاءة: الكفر؛ وهو غاية الإِسَاءة)
[4218] ((التيسير بشرح الجامع الصَّغير)) للمناوي (2/754).
- عن أبي بكرة رضي الله عنه قال:
قال النَّبي صلى الله عليه وسلم:
((أَلَا أنبِّئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا. قالوا: بلى
يا رسول الله! قال: الإشراك بالله
وعقوق الوالدين))
[4219] رواه البخاري (2654)، ومسلم (87).
قال الهيتمي:
(فانظر كيف قَرَن الإِسَاءة إليهما وعدم البِرِّ والإحسان
إليهما بالإشراك بالله تعالى
وأكَّد ذلك بأمره بمصاحبتهما بالمعروف
وإن كانا يجاهدان الولد على أن يشرك بالله تعالى)
[4220] ((الزواجر)) للهيتمي (2/107).
و لنا عودة من اجل استكمال شرح
خُلُقِ الإِسَاءة