منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسابقة مدير مدرسة ابتدائية... النتائج النهائية هذا الاسبوع
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-23, 15:16   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
صائد الافكار 28
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي التصحر

بحث بعنوان التصحر


المقدمة :




ظاهرة "التصحر" هي تحول مساحاتواسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا راجعإما لتعامل الإنسان الوحشي معها أو للتغيرات المناخية.


ويعتبر التصحر مشكلةعالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء العالم. ويعرف علي أنه تناقص فيقدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبهاظروف تشبه الأحوال المناخية الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلي انخفاض إنتاجالحياة النباتية، ولقد بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليونكيلومتر مربع يخص الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي حوالي 28 % منجملة المناطق المتصحرة في العالم .


الموضوع :


1 تعريف التصحر :


هناك العديد من التعريفات للتصحر ومن أهمها:-


1- تعرف برنامج الأمم المتحدةللبيئة التصحر بأنه انتشار وزيادة الظروف الصحراوية التي ينتج عنها انخفاض إنتاجيةالمادة الحية فينخفض إنتاج المحاصيل.



2- عرف المؤتمر الدولي التصحر بأنهانخفاض وتدهور الطاقة الحيوية للأرض والذي يـؤدي إلى ظروف مشابهة للصحراء، ويرىروزا نوف استخدام التعريف التالي :



التصحر عملية تحول غير عكسي في الأرضالجافة والغطاء النباتي يؤدي إلى الجفاف وتضاؤل الإنتاجية الحيوية التي قد تنتهي فيالحالات الشديدة إلى تمام تلف المجال الحيوي وتحول الأرض إلى صحراء .



ويقصدبالتحول غير العكسي تغير الأرض أو الغطاء النباتي الذي يستوجب تدخل الإنسانلمعالجته أو أن العمليات الطبيعية تعيده إلى حالته الطبيعية الأصلية ، ولو أنالاعتماد على هذه العمليات الطبيعية يقتضي أجيالاً أو قروناً حتى يتحقق


2 أشكال التصحر :


يتزايد التصحر ويتفاقم تأثيره ويتسارع حدوثه منذ عدة عقود فيمعظم المناطق الجافة ويتخذ الأشكال التالية :



1- تقلص وانخفاض أجزاء منالتربة المغطاة بالنباتات بحيث تصبح الأرض عارية تماماً في فصل الجفاف وتأخذالمساحات العارية بالتزايد بحيث تصبح النباتات على شكل بقع صغيرة معزولة .


2- نتيجة التعرية تزداد قابلية سطح الأرض لعكس الإشعاع الشمسي وذلك لكون الأرض القاحلةذات لون فاتح


3- تعرية كبيرة للتربة وفقد الخصوبة نتيجة لهبوب الرياحوحمل المواد العضوية وسرعة تأكسدها ونقل العناصر الغذائية مع الحبيبات الدقيقةللتربة.


4- انتشار الانجراف المائي بواسطة الأمطار الغزيرة .


5- زحف الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية والمدن والقرى والمنشآت.


6- اختلال التوازن المائي والتوازن في الطاقة للمناطق الجافة نتيجة لعوامل طبيعية أونتيجة استخدام الإنسان للأرض استخداماً مفرطاً .






3 حالات التصحر ومؤثراتها :

يقصد بحالة درجة شده أو التدهور في القدرة في البيولوجية للبيئية إذ تتباينحالات التصحر بين الطفيف من ناحية , والتصحر الشديد جدا ما ناحية أخرى وقد مؤتمرالأمم المتحدة في نيروبي(1977) حالات التصحر بأربع حالات هي:



(1تصحر طفيف: يعتبر اخف حالات التصحر حيث لا ينم عنه ضرر واضح لمظاهر ومقومات الحياة , ومن ثمفهو لا يتعدى ظاهره و لم يصل بعد إلى حد المشكلة و من ثم يعتبر حالة مقبولة , ويؤشرأهذه _ عادة بحوث تلف طفيف جدا في الغطاء النباتي والتربة


لا يؤثر ضاره واضحا فيالقدرة البيولوجية للبيئة ,



( 2تصحر معتدل: يعتبر أول حالة تبرز فيها خطورةالتصحر كمشكله ,إذ يبدأ التصحر عنده هذا الحالة يأخذ أبعادا خطيرة نسبيا حيث يؤثربشكل في القدر البيولوجية للبيئية


له عاده بحدوث درجه متوسطه من التهور فيالغطاء النباتي أو تكوين رمليه صغيره وبناء أخاديد صغيره أو تكوين بعض النتوءات أوالروابي أضافه إلي حدوث درجه تملح للتربة تقلل من قدرتها البيولوجية على الإنتاجبنسبه تتراوح بين 10- 50%



( 3تصحر شديد: وتعتبر هذا الحالة درجه متقدمهللتصحر , يؤشر لها بانتشار الحشائش والشجيرات غير المرغوبة على حساب إلا أنواعالمرغوبة والمستحبة , وكذلك زيادة نشاط التعرية الاكتساح سواء كانت تعريه مائية أوريحية مما يؤدي جرف التربة


إضافة إلى تكوين الأخاديد الكبيرة وعوده نشاط الكثبانالرملية الثابتة وبناء كثبان رمليه جديدة كبيرة وتقل القدر البيولوجية (الإنتاجية) للتربة في هذا الحالة تتراوح بين 50%,90%



و إذا كان التصحر قد برز كمشكلهواضحة في البيئات الجافة وشبه الجافة والرطبة بالدرجة الأول لما لهذه المناطق منانظمه ايكولوجية هشة أو شبه هشة تساند طبيعتها التصحر و تدعمه إلا إن إرهاصات ( علامات) التصحر بدت تبرز أيضا في بعض في أوروبا الولايات المتحدة الأمريكية يتدهورغطاءها النباتي وتتناقص قدرتها البيولوجي نتيجة تزايد المطر الحمضي والضباب الحمضيوتأثيرها النبتات والتركيبة الكيمائي للتربة ( زيادة درجة حموضتها ) واثر ذلك علىالقدرة الإنتاجية



كما بدأت تشهد بعض المناطق المدارية مظهر التصحر نتيجةالاستغلال المفرط أو الجائر للأشجار . نذكر على سبيل المثال ما يحدث في الوقتالحاضر في حوض الأمازون من تدهور شديد للقدرة البيولوجية .


في بعض مناطقه حيثبداُ يتبدل النمو الشجري العملاق بنمو اقل كثافة واقل ضخامة , بل وحلت بعض الشجيراتمحل الأشجار وتدهورت التربة بشكل واضح نتيجة نشاط عمليه جرف التربة بعد تعريتها منغطائها النباتي.





4 مظاهر التصحر و مخاطره :

للتصحر مظاهر كثيرة ومتنوعةونستطيع من خلال هذه الظاهرة إن نتعرف عما إذا كانت البيئة تعاني من مشكلة التصحرأم لا , وما درجة حدة أو شدة المشكلة ,وتشمل هذه الظاهرة فيما يلي :


1 جرفالتربة : تعتبر من اخطر مظاهر التصحر خاصة عندما تجرف الطبقة العلوية تماما نظراًلان هذه الطبقة تحتوي على معظم العناصر الغذائية اللازمة للنبات وذات قدرات عاليةأن تشرب المياه ىوتحفظ بها . ومن ثم عندما يجرف جزء منها أو كلها يحدث مما يسمى " الجفاف الفسيولوجي





2 عودة نشاط الكثبان الرملية الثابتة :

يعتبر عودة نشاطالكثبان الرملية الثابتة , أو تكوين كثبان رملية نشطة في بيئات لم تكن ظروفهاالبيولوجية تؤهل لتكوين مثل هذه الكثبان من مظاهرة التصحر الخطرة , فمن المعروف إنالكثبان الرملية تنقسم إلى مجموعتين هما : مجموعة الكثبان الرملة المتحركة (الحية) ومجموعة الكثبان الرملية الثابتة ( الميتة ) ويعني ثبات الكثبان الرملية إن الطبقةتتمتع بوفرة في الرطوبة والنمو النباتي مما ساعد على تثبتها ووقف زحفها من خلال ماينمو فوقها من نباتات تعمل على تثبيت الرمال .


ومن ثم فان عودة نشاط الكثبانالرملية الثابتة يعني انه يحدث تغير وتدهور في القدرة البيولوجية لهذه الكثبان مماأدى إلى اختفاء معظم الغطاء النباتي الواقي الذي كان يعمل على تثبيتها وبالتالي بداتتحرك بفعل الرياح وإشاعة التصحر في المناطق التي تغزوها .


وتأتي خطورة عودةتحرك الكثبان الرملية الثابتة أو تكوين كثبان رملية نشطة في كونها تتسبب في غمرالكثير من الأراضي الزراعية والعلوية بالرمل مما يحيلها إلى مناطق متصحرة تماماً .







3 تناقص الغطاء النباتي وتدهور نوعيته

يعتبر تناقص مساحة وكثافةالغطاء النباتي وتدهور نوعيته من مظاهرة التصحر , إذ يعني هذا التناقص وهذه التدهورأن القدرة البيولوجية للبيئة قد تدهورت وبدأت تدفع هذه المناطق نحو الظروف الجافةالصحراوية فقد تبين من دراسة عن منطقة المغرب العربي أن معظم الغابات في المناطق قدتم تدميرها من خلال الإفراط في قطع الأخشاب ليحل محلها حشائش الاستبس وتحولت مناطقكان يغطيها الاستبس تحت وطأة الإفراط الرعوي والرعي الجائر إلى مناطق تسودها نباتاتصحراوية فقد تناقصت مساحة غابات الصنوبر في تونس على سبيل المثال من 300 ألف هكتارإلى 170 ألف فقط .





4 تملح التربات وتغرقها :

كما يؤخذ تملح وتغدقها كمؤشرلحدوث التصحر البيئات الزراعية في البيئات الزراعية المروية ريا اصطناعيا إذ يعملتلمح التربة آو تغدقها على ضعف خصوبتها الإنتاجية وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلىإصابة التربة بالعقم الإنتاجي ( تربة غير منتجة ) نذكر في هذه المجال ما يحدث فيجنوب ووسط العراق حيث يقدر أن 1% من مساحة الأراضي المروية تتملح سنويا وتصبح خارجدائرة الأراضي المنتجة كما شهدت منطقة القطيف في المملكة العربية السعودية .د






5 وسائل الحد من انجراف التربة و تصحرها:

وخصوصاً في المناطق الجافةوشبه الجافة، المحافظة علي الموارد الطبيعية وتنميتها. ومن أهم هذه الوسائل: 1) المسح البيئي للوقوف علي الأسباب التي تؤدى إلي تدهور النظم البيئية.


2) تثبي ة والدفاعية كخطوط أولى أمامتقدم الرمال.


ب- إقامة تالكثبان الرملية ويشمل:


أ- إقامة الحواجز الأمامي مصدات الرياح الصغيرة.


ج- تغطية الكثبان الرمليةبالآتي:


- المواد النباتية الميتة.


- المشتقات النفطية والمواد الكيميائيةأو المطاطية.


- تشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة لوسط الكثبان الرملية.


3) الحفاظ علي المراعى الطبيعية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي.


4) وقفالتوسع في الزراعة المطرية علي حساب المراعى الطبيعية.


5) استغلال مياه السيولفي الزراعة.


6) وقف قطع الأشجار والشجيرات لاستخدامها كمصدر للطاقة.


7) ضبطالزراعة المروية وإعادة النظر في وسائل الري والصرف الحالية.


8) الزراعةالجافة: حيث يتم استزراع النباتات التي تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتهاللجفاف.


9) تحسين بنية التربة بإضافة المادة العضوية إليها وحرثها مع النباتاتالتي تعيش فيها .


10) القضاء علي ميل الأرض بإنشاء المصاطب ( المدرجات ).


11) حراثة الأراضي في أول فصل الأمطار.


12) إنشاء البرك والبحيرات فيالأخاديد لوقف جريان المياه.


13) إقامة السدود للتقليل من قوة السيول.


14) الحفاظ علي الغطاء النباتي والابتعاد عن الرعي الجائر.


15) إحاطة الحقولوالأراضي المعرضة للانجراف بالمصدات من الأشجار والشجيرات.






6 مكافحة التصحر في الجزائر


تعرف المناطق الجنوبية زحفا مستمرا للرمال الصحرواية، بحيث بدأ الغطاء النباتي في الإنحلال بسبب قلة الأمطار وجفاف العشريتين الآخيرتين•خاصة بالمناطق الجنوبية للولاية التي تعد أكثر عرضة لظاهرة التصحر، ضف إلى ذلك ضعف المعدل السنوي لتساقط الأمطار الذي يبلغ 150 ميليمتر في سنة• يذكرأن المساحة الغابية الإجمالية بولاية تبسة تبلغ 280 ألف هكتار 40 بالمائة منها عبارة عن مساحات شاسعة للحلفاء• وحسب مصادرمقربة من محافظة الغابات بتبسة فإنه سيشرع في تشجير بعض المناطق الجنوبية بالأشجار المثمرة على مساحة بـ 3200 هكتار وفتح مسالك ريفية بأكثر من 160 كلم لفك العزلة عن بعض المناطق الريفية



فقدان الجزائر 8هكتارات بسبب التصحر والعمران الفوضوي فكشف دراسة خاصة صدرت تحت عنوان خوصة العقار الفلاحي في الجزائر بعد أكثر من عشر سنوات من النقاش الصامت عن التحديات التي تواجهها الجزائر في المجال الفلاحي لا سيما مع ازدياد الطلب واتساع رقعة النسيج العمراني والزيادة السكانية والتبعية الغذائية

الخاتمة
والآن بعد هذه الرحلة التي تناولنا فيها موضوع التصحر و تأثيره على إنتاجية الأرض , يبدو من المهم التذكير بأهم النقاط التي أثارها هذا البحث المتواضع وهي :
تعريف التصحر , أشكال التصحر , حالات التصحر ومؤثراتها , مظاهر التصحر و مخاطره , وسائل الحد من انجراف التربة و تصحرها و مكافحة التصحر في الجزائر.
وفي الختام أرجو أن يكون هذا التقرير قد نجح في إلقاء بعض الضوء على هذا الموضوع الهام , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين









رد مع اقتباس