ماذا لو أن رمضان القادم سيكون في البيوت...
ماذا لو أن رمضان القادم سيكون في البيوت...
والمؤشرات تدل على ذلك...
هذا هو عنوان موضوع الخيمة الرمضانية للعام الماضي
نعم وما يزال كورونا ضيف بساحتنا للعام الثاني وربما العام القادم.....
وحتى لو افترضنا أن هذا الفيروس قد انحسر...هل نصدق من يقول لنا ذلك...
واليوم كل فرد منا يبكي...يبتهل الى الله أن تعود المساجد الى المؤمنين...
أن تتمزق الجريمة في عالمنا...وأن ينتهي الضياع...وأن لا يباع الإنسان...
صحيح أن الأفق بعيد...وبعيد للغاية...
ولكن لنتذكر بأن هذه الأرض تدور...وتدور...
مع كل دورة سيكون هناك ألف نصر ونصر لهذا الإنسان المحروم...
فاحمل الأمل...الحب والثقة واليقين ...
فالطريق لنا لمن خاف الله ونصر عبدا مظلوما على هذه الأرض...
فرائحة الغيث تفوح علينا...وخاتمة الوباء ستكون مع رمضان...
رائحة الجوامع...رائحة الأحبة...رائحة السلام عليكم...
رائحة رمضان كريم...رائحة من يمشي إلى صلاة التراويح...
رائحة بأن أبواب الجنان فتحت بأمر ربها...
ورائحة بأن أبواب النار أغلقت أيضا بأمر ربها...
لا تفكروا بسلاسل هذا الوباء...و احمدوا الله أنكم من أبناء رمضان...
هذا مادون في رمضان الأمس حرفيا....
لم يتغير شىء بين الأمس واليوم....
رمضان هذه الأيام يصافح قلوبنا...
بالرغم من أنها حزينة ولكن الله سوف يزرع فيها الفرحة...
شيء سوف يقفز في هذه القلوب...
ندى سوف يسقي تلك القلوب التي هي عطشى لكل شيء...
نعم سوف تزدحم في القلب وفي عالمنا أشياء كثيرة...
علينا هنا أن لا يشوش شيء من كل هذا في هذه الأيام المباركة...
نعم هناك من يعوض وهو القادر على كل شيء...
لن تشغلنا المشاحنات هنا وهناك...ولن نهتم للخصومات...
هنا سوف نصفي القلوب...لأن علينا فقط العبادة...البكاء...الإبتهال...
نؤمن بأننا كلنا ذنوب...وذنوب كثيرة...نذكر بعضها ولقد نسينا الكثير...
كنا في كثير من الأحيان في غفلة عميقة سحيقة...
سنترك هذا القلب فقط معلقا في السماء...
حيث لا أقنعة ولا عيون متكبرة ولا شفاه ماتت عليها الرحمة...
هناك شمس حقيقية لا تعذب أحدا...ولا تحزن أحدا...
ريح تحمل للإنسان وشوشة إبتهال...فيخفق القلب...
وسوف نعيش الكرم ولن يكون فينا إلا رغبة بأن يغفر الله لنا...
والفم لن يجوع لأننا نستغفر ونسبح وعروقنا تهتف بأن الله كريم...
صلوا في رحالكم...صلوا في بيوتكم...صلوا في منازلكم...
مثل ما صلينا العصر بالأمس اليوم سوف نصلي الجمعة...
لا خطبة... ولا كلام جميل ...ولا عتاب... ولا تعليمات... ولا إرشادات...
كل المساجد متساوية...كلها مغلقة تفتح فقط لرفع الآذان...
وغابت عن قلوبنا... قد قامت الصلاة...قد قامت الصلاة...
ولكن هل شعرنا بمن يعاني الفقر...الجوع...العري...الخوف...البرد...
ومن يكاد يفقد طعم رغيف الخبز...الكل جائع...والكل خائف...ولا أحد يستطيع أن يأكل خوفه...
هذا الوباء الذي طرق أبوابنا هل لنا أن نرفع الرأس الى السماء أو أن ندسه في التراب خجلا...
هذا الفيروس القاتل والذي ما يزال بيننا ومعنا بكل وقاحة...
ماذا علينا أن نقول لأنفسنا حتى يموت ويختفي ونرتاح منه...
فالآيات كثيرة...والكل يخاف من أن يشد الرحال...فالبلاد كلها ليست آمنة...
ونحن من تمرد وهدد وشرد وأفرغ الأنا الحقيقة من الإيمان...وحول ايامنا الجميلة الى أشلاء ...
وماذا بقي لنا...وماذا بعد الآن...
تحياتي