[المهذب]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد خلقك وزينة عرشك ومداد كلماتك اللهم صل عليه عدد ما في الكون
وعدد الحصى والنجوم وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
اليوم سنحكي حكاية ننسج خيوطها من البداية عن حيوان خفيف رشيق وضعيف يأكل العشب ويأوي إلى جحر ليس له نهاية بغابة جميلة العشب فيها كثير والماء فيها وفير والزهر والورد تنبعث منه رائحة العطر وعلى أغصان الأشجار تزقزق العصافير بألحان تجعل كل من بالغابة ينعم بالراحة
وتتراقص الفراشات من وردة لوردة وهي تطير.
وبطل قصتنا أيها الأحبة أرنب صغير خرج يوما من جحره
واتبع فراشة وهي بين الأزهار تطير حتى وجد نفسه بقرب
نهر به الماء وفير والعشب على جانبيه أخضر وقصير ،
روى عطشه لكن الفراشة بعدت كثيرا وبأعلى ورقة من شجرة استقرت وهو يراقبها بدهشة وبخطفة عين سقط بالنهر وجرفه السيل بعيد عن الجحر وهو لا يدري ما الذي يفعل وما
الذي ينتظره من مصير تخبط ثم غطس لكنه قاوم وبتوفيق من الله أعترضه غصن يابس عريض وكبير أعتلاه وعلى سطحه تمدد حتى أعاد أنفاسه، خرج من الماء وهو يظن أن الخطر زال وسوف يعود إلى المأوى ولإخوانه من الأرانب يحكي ما كان من أمره بيوم كاد أن يموت أو يغرق وهولا يزال صغير، وما إن نط من على الخشبة حتى رأى ثعلبا
بفمه ريش كان قد التهم عصفورا قبل أن يطير، خاف الأرنب وقال في نفسه هذا يوم شؤم وكيف لي من التخلص من هذا الآكل الذي فمه كبير وأنيابه بارزة والريش منه يطير
خاف بطل قصتنا وعقله كاد أن يفقد من شدة التفكير لكن ذكائه قد حان أن يظهر وهل سينجح في الفرار أم أن هذه هي نهاية أرنب كان بجحره قرير؟.
وهذا ما سنراه في الجزء الثاني من هذه القصة وللحكاية تتمة أيها الأحبة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.