منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-14, 05:16   رقم المشاركة : 100
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الأسباب التي تعين على التَّواضُع

1- تقوى الله:

وهذا مِن أوَّل الأمور والأسباب التي تعين المرء على التَّواضُع

وتردعه عن أخلاق أهل السَّفه والكِبْر

لأنَّ التَّقوى وقاية مِن كلِّ ما يغضب الله تعالى

وفعل جميع الطَّاعات التي أمر الله تعالى بها

فالكِبْر كبيرة مِن الكبائر

ولا يتَّصف بها أهل التَّقوى

والتَّواضُع مِن محاسن الأخلاق

ولابدَّ أنَّه يكون في أهل التَّقوى.

وهذا شيء يجب أن يكون مركوزًا في فطرة كلِّ إنسان

وخاصَّة إذا كان بالمرء تيه وعجب

عليه أن يعلم أنَّ الأيَّام دُوَل، يوم لك ويوم عليك

فلا ينبغي للعاقل أن يفرح بدنيا أقبلت عليه

ومِن ثَمَّ يشمخ بها، ويتعالى بنعم الله على عباد الله

والله يقول: وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140]

فمَن تذكَّر دائمًا هذه السُّنَّة الكونيَّة خضع لإخوانه ولعامَّة النَّاس

وخفض جناحه لهم

لأنَّه ربَّما تقلَّبت به الدُّنْيا

فيذلُّ بعد أن كان عزيزًا

ويفتقر بعد أن كان غنيًّا

ويعلو عنه مَن كان يترفَّع عليه

فلِمَ الكِبْر والتِّيه والعجب؟!

قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا

فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص: 83].


2- عامل النَّاس بما تحبُّ أن يعاملوك به:

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ المرء يحبُّ أن يتواضع له النَّاس

ويخفضوا جناحهم له، ويعاملوه برفق ولين

ويبغض -مِن ناحيةٍ أخرى- مَن يُغْلِظ له

ومَن يتكبَّر عليه بأي صورة مِن الصُّور.

ولو كان المرء جرابًا حُشِي كِبْرًا لتألَّم وتأفَّف -أيضًا

- ممَّن يتكبَّر عليه، فلِمَ الكيل بمكيالين؟!!


[799] ((التواضع في ضوء القرآن والسُّنَّة الصَّحيحة))

لسليم الهلالي (31، 32).


3- التَّفكُّر في أصل الإنسان

إذا عرف الإنسان نفسه

علم أنَّه أذلُّ مِن كلِّ ذليل

ويكفيه نظرة في أصل وجوده بعد العدم مِن تراب

ثمَّ مِن نطفة خرجت مِن مخرج البول

ثمَّ مِن علقة، ثمَّ مِن مضغة

فقد صار شيئًا مذكورًا

بعد أن كان لا يسمع ولا يبصر

ولا يغني شيئًا، فقد ابتدأ بموته قبل حياته

وبضعفه قبل قوَّته، وبفقره قبل غناه.

وقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا بقوله:

مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ [عبس: 18-19].

ثمَّ امتنَّ عليه بقوله: ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ [عبس: 20].

وبقوله: فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرً [الإنسان: 2].

لقد أحياه الله بعد موت، وأحسن تصويره

وأخرجه إلى الدُّنْيا، فأشبعه وأرواه، وكساه وهداه، وقوَّاه.

فمِن هذا بدايته، فأي وجه لتكبُّره وفخره وخيلائه؟!

قال ابن حبَّان:

(وكيف لا يتواضع مَن خُلِق مِن نطفة مَذِرَة

وآخره يعود إلى جيفة قذرة

وهو بينهما يحمل العذرة؟). اهـ


[800] ((روضة العقلاء))

لابن حبان البستي (ص 61).


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ التَّواضُع









رد مع اقتباس