لم يتخطّ الفرد العربي أبجدية الحرف، فهو يتعلّمه حسا ( يسمعه ويرسمه) لكنه لا يزال بعيدا عن معرفة كيمياء الحرف في الكلمة وبالتالي في النصّ. القارئ الحقيقي هو ذلك الذي عندما يقرأ نصا يكون قد كتب نصا آخر بالموازاة ولا يتوقف عند أدنى مستويات التعلّم وهي "المعرفة". فالمعرفة يليها الفهم ثم التطبيق ثم التحليل ثم التركيب ثم التقويم.فعندما يصل القارئ إلى مستوى التقويم العلمي الممنهج،يمكنه أن يصبح ناقدا فذا بعيدا عن الذاتية حين يتعامل مع النص في العموم.
لقد اهتم الغرب بالعلوم الإنسانية أيّما اهتمام ونبغ فيها وأعطاها قيمتها في العملية التعليمية والتعلّمية،أما العالم العربي فلا يزال يضع العلوم الإنسانية في ذيل قائمة العلوم فلا هو حقّق تقدما ملحوظا في العلوم التجربية ولا فسح المجال للعلوم الإنسانية وأعطاها قيمتها الحقيقة تأطيرا ووسائلا واهتماما.