منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تشنيف الآذان في أحكام الأذان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-21, 11:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

شروط المؤذن وآدابه ([1])

أولاً: أن يكون المؤذن حين الأذان على طهارة من الحدث الأكبر والأصغر ([2]) والمراتب عندنا في هذا الشرط ثلاث:


1- أن يكون متطهرًا من الحدثين وهذا هو الأفضل.
2- أن يكون محدثًا حدثًا أصغر وهذا مباح.
3- أن يكون محدثًا حدثًا أكبر وهذا مكروه.


ثانيًا: أن يكون المؤذن عاقلاً، فلا يصح من مجنون ولا طفل لأنهما من غير أهل العبادات.


ثالثًا: أن يكون ذكرًا فلا يصح الأذان من الأنثى والخنثى.


رابعًا: أن يكون ناطقًا فلا يصح من الأصم والأبكم لأن الغاية من الأذان الإعلام وغير الناطق لا يستطيع ذلك.


خامسًا: أن يكون أمينًا عالمًا بالوقت، والأمانة في المؤذن شرط واجب لابد منه وليس سنة كما قد يفهم من كلام بعض الفقهاء، وذلك لأن الأمانة أحد ركني العمل قال تعالى: }خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ{ [القصص: 26] فلا بد من القوة والأمانة، وأما كونه عالمًا بالوقت وذلك لأنه إذ لم يكن عالمًا لم يؤمن منه الغلط لكن هذا ليس بواجب بل يُعلَّم لأن ابن أم مكتوم كان رجلاً أعمى لا يؤذن حتى يقال: «أصبحت أصبحت» لكن الأفضل أن يكون كذلك ([3]).


سادسًا: أن يكون المؤذن عدلاً فلا يصح من كافر من باب أولى ولا يصح أيضًا من المعلن فسقه كحالق اللحية ومن يشرب الدخان([4]) جهرًا.


سابعًا: أن يكون مستقبلاً القبلة أثناء آذانه قال في المغني: «المستحب أن يؤذن مستقبل القبلة لا نعلم فيه خلافًا فإن مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يؤذنون مستقبلي القبلة»([5]).


ثامنًا: أن يكون المؤذن صيتًا أي رفيع الصوت لأنه أبلغ في الإعلام وأن يكون حسن الصوت أيضًا.


تاسعًا: أن يلتفت في الحيعلتين، في حديث أبي جحيفة: «وأذن بلال فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا يمينًا وشمالاً ثم يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح» متفق عليه ([6]).


ولأبي داود: «لوى عنقه يمينًا وشمالاً ويميل برأسه وعنقه وصدره»([7]).


كيفية الالتفات: أن يقول «حي على الصلاة» ملتفتًا عن يمينه في المرتين جميعًا ويقول: «حي على الفلاح» ملتفتًا عن يساره في المرتين جميعًا.


وقيل: أن يقول «حي على الصلاة» يمينًا ثم يعيده يسارًا ثم يقول: «حي على الفلاح» يمينًا ثم يعيده يسارًا والأول هو المشهور وهو ظاهر السنة ([8]).


فائدة: إذا التفت في الحيعلتين فإنه لا يستدير بل يكفي فقط بأن يلوي عنقه خلافًا لما يفعله بعض المؤذنين من الاستدارة كاملاً وأما ما ورد في بعض الأحاديث من أنه يستدير في الأذان فقد ذكر أهل الحديث أن هذه اللفظة لا تصح ([9])، [ولكن إذا كان مقابل لاقطة المكبر فنرى عدم التفاته فإنه يضعف صوته والمطلوب تكبير الصوت]([10]).


قال شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى: «السنة في الإقامة أن يقولها وهو مستقبل القبلة ولم يستثن من ذلك العلماء إلا الحيعلة»([11]).


قلت: وهذه فائدة مهمة قد يجهلها الكثير من المؤذنين.


عاشرًا: أن يؤذن قائمًا، قال ابن المنذر رحمه الله: «أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم أن السنة أن يؤذن قائمًا ([12]).


وفي الصحيحين قال الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال: «قم فناد بالصلاة»([13]).


وكان مؤذنو الرسول صلى الله عليه وسلم يؤذنون قيامًا.


قال ابن حجر رحمه الله في التلخيص الحبير عن حديث بلال المذكور: «وفي الاستدلال به على استحباب الأذان قائمًا نظر؛ لأن معناه: اذهب إلى موضع بارز فناد فيه».


قال النووي رحمه الله: «وعند النسائي من حديث أبي محذورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما علمه الأذان قال له: «قم فأذن بالصلاة» والاستدلال به كان بالذي قبله ([14]).


قلت: ولكن جرى العمل على أن المؤذن يؤدي الأذان قائمًا بل ذكره ابن المنذر كما سبق الإجماع على هذا ولهذا اختُلف في أجزاء أذان القاعد بغير عذر والصحيح جوازه.


الحادي عشر: أن يجعل أصبعيه مضمومة في أذنيه حاله الأذان، روى الترمذي من حديث أبي جحيفة عن أبيه قال: «رأيت بلالاً يؤذن ويدور ويتبع فاه ها هنا وها هنا وأصابعه في أذنيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له حمراء...» الحديث ([15]).


قال الترمذي: وعليه العمل عند أهل العلم يستحب أن يدخل المؤذن أصبعيه في أذنيه في الأذان، وقال بعض أهل العلم وفي الإقامة أيضًا وقد ذكروا رحمه الله أن جعل المؤذن أصبعيه في أذنيه فيه فائدتان:


الأولى: أنه أقوى للصوت وقد ورد فيه حديث عن ابن ماجه([16]).


الثانية: يراه من كان بعيدًا فيعرف أنه يؤذن أو من كان لا يسمع.


* * *

([1])انظر الشرح الممتع (2/53)، والمغني (2)، الروض المربع المحقق (2/31).

([2])ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يصح الأذان من الجنب وهي رواية عن الإمام أحمد، والرواية الثانية أنه يصح وينعقد به وهذا مذهب أكثر العلماء وروي في هذا حديث عن أبي هريرة t عند الترمذي: «لا يؤذن إلا متوضئ» لكنه لا يصح مرفوعًا، لأنه من رواية الزهري عن أبي هريرة وهو أصح من المرفوع، انظر سبل السلام (1/266)ن وأما الحدث الأصغر فلا يشترط له الطهارة حين الأذان بلا نزاع، كما ذكره في الإنصاف (1/415).

([3])انظر الشرح الكبير (1941) والشرح الممتع (2/46)، والروض المربع (2/40).

([4])قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص(17): «وفي أجزاء الأذان من الفاسق روايتان أقواهما عدمه لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وإما ترتيب الفاسق مؤذنًا فلا ينبغي قولاً واحدًا». اهـ.

([5])المغني (2/84).

([6])البخاري برقم (634)، ومسلم (503).

([7])سنن أبي داود رقم (520).

([8])انظر الشرح الممتع (2/56)، والروض مع الحاشية (1/441).

([9])انظر فتح الباري (2/36)، فقد تكلم عليها ابن حجر بل أنه مما يدل على ضعف هذه اللفظة ما ترجمه له ابن خزيمة في سننه فقال: «باب انحراف المؤذن عند قوله حي على الصلاة، حي على الفلاح بفمه لا ببدنه كله» انظر سنن ابن خزيمة وأما ما ورد عند الترمذي: «رأيت بلالاً يؤذن ويدور ويتبع فاه ها هنا وها هنا...» الحديث. فإن قوله «ويدور» زيادة مدرجة كما ذكر الحافظ في الفتح (2/136).

([10])ما بين المعكوفين من تعليق العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله.

([11])الفتاوى (22/71).

([12])الإجماع لابن المنذر.

([13])البخاري برقم (601)، ومسلم برقم (377)، وهذا الحديث ينسبه في المغني إلى أبي قتادة وتابعة على ذلك وقد راجعت الحديث في الصحيحين وعند أصحاب السنة لم أجده إلا عن ابن عمر وقد أشار من حقق المغني إلى أنهما خرجاه عند ذكر ابن قدامة له فراجعت ما أحالوا إليه فلم أجده ولعله وقعت نسبته سهواً والعلم عند الله.

([14])التلخيص الحبير (1/214).

([15])حديث أبي جحيفة أخرجه الترمذي تحفة (1/502) برقم (197)، وهو في المسند (4/308)، وقد ذكره البخاري تعليقًا بصيغة التمريض وأصله في الصحيح من غير زيادة إلى الصحيحين وهو وهم فيما ظهر لي والعلم عند الله وأثناء تبيضي لهذا البحث وقعت على كلام لابن حجر في الفتح (2/136) قال فيه أن نسبة حديث أبي جحيفة إلى الصحيحين وهم.
وقد اختلف أهل العلم هل يصح حديث في وضع الأصبعين في الأذنين أثناء الأذان أم لا، وقد ذكر ابن حجر للحديث شواهد في التعليق، فالأمر موقف على صحة الحديث فإن صح فهي سنة وإلا فلا ولهذا فقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر معلقًا أنه كان لا يجعل أصبعيه في أذنيه وأثر ابن عمر عند عبد الرزاق وابن شيبة والمسألة تحتاج لمزيد من التأويل والله تعالى أعلم، انظر في هذا كتاب فتح الباري (2/136)، المغني (2/18).

([16])ابن ماجه برقم (710).









رد مع اقتباس