قالوا أحيل على المعاش فقلت لا
ما عاش يوما بعده الدخلاء
عاش الذي ملأ القلوب سماحة
عاش الذي سعدت به الأرجاء
عاش الذي و هب المدارس عمره
عاش الذي ضاءت به الأنحاء
علم و نور ساطع و مهابة
وفصاحة و تعفف و إباء
الله أكبر كم بنى من كده
بشراً سويا كلهم علماء
لا، لن يسلم يا رفاق سلاحه
أبدا .. و ترفع راية بيضاء
سيظل نبض قلوبنا و عقولنا
هو شمسنا و هو الثرى الوضاء
لك في القلوب محبة و مكانة
لك في النفوس حلاوة و صفاء
أنت المعلم و الموجه بيننا
طول المدى و الدرة العلياء
أنت الذي ملأ الصدور حماسة
أنت الذي شهدت له الأعداء
صوت قوى هادر و مجلجل
للطامعين براكن حمراء
و براعة كبرى و قوة حجة
في الحق تسطع حوله الأضواء
صنبو في عهدك يا حبيب كأنها
فوق السماء عروسة حسناء
بلغت مآربها و سادت و ارتقت
و تزينت و تضاعف النجباء
و تتوجت أعلا المناصب إنها
تاج القطاع و طيره الغناء
اليوم جاءت كلها في جمعنا
و الكل فيه أصالة ووفاء
لتقول شكرا يا أعز من اهتدت
بكفاحه وعلومه البطحاء
فجعلتها مسكا يضيء كأنها
قمر الزمان وجنة خضراء.