منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ❀ مِن قِصَص الجَدَة ❀
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-22, 11:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هبة الله الرحمن
عضو محترف
 
الصورة الرمزية هبة الله الرحمن
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5) ❀ مِن قِصَص الجَدَة ❀



السَلام عَليكم ورحَمة الله وبَركَته




هِي قِصص عَلى لِسان جَدتي حَفِظها الله صُغته بِبساطة أسلوبي وَدَونتها لكي لَا تَنْدَثِر فنَجِد العِبر حِين نَسْمعها أو نَقرأها..

نَتمنى أن تُعْجِبكم



مِن قِصَص الجَدة -1-


كَان رَجُل مَيسور الحَال يَعِيش مَع زَوجَته فِي مَزرعة فيها من الأغنام والبقر وكُل أصناف الطُيور، فَرغم مَا كَان يَملِكه كَان يَعيش بِأسلوب البُخْل الشَدِيد الذي صَبرت عَليه زَوجته ولَم تَتذمَر ولا مَرة ، فَفي كُلِ يَوم كَانت طَريقة تَعامله فِي حفنة مِن القَمح تُعطى لِزَوجته كي تُطْحنها وتَعْمل مِنها غَداء وعَشاء ولا تُطالب بالمَزيد، رغْم أنها لا تُشبع بَطْنها ولَا بَطْنه، لَكِن زَوجته كَانت ذَا حِكمة فِي تَعامُل مَع تِلك الحفنة من القَمح فَلما تقوم بِطحن القمْح في ما كان يُسمونها بالرحي (طاحونة تتكون من حجرين يتم وضع حبات القمح في فتحة و تدور بواسطة عصا التحريك للحجرين حيث يتحرك الحجر العلوي و يقوم بهرس حبوب القمح جيدا) كَانت تُقَسم ذَاك الطَحين إلى ثَلاثة أقْسَام قِسم للغذَاء وقِسم للعَشاء وقِسم ثَالث كَانت تَضعُه في قَصب مُجَوف من الدَاخل وتضع كُل وَاحدة مَلأتها فَوق سطح الزَّريبَةُ كَي لَا يَعْلم زَوجَها ..
وبَقى الحَال هَكذا لِسِنِين، وَفِي لَيْلة مِن لَيَالِ الشِتاء البَارد طُرق البَابُ عَلى غَير عَادتِه، فإذا بِه حين فَتح البَاب يَجِد ضُيُوف دُون مَوعِد ! رَحَب بهم وأدخَلهم، وذَهَب إلى زَوجته ووجْهه مُحمَر مِن الإنفِعال .. ! كَيف سَأقوم بِواجِب الضيافة وفِي البيت لَا مَؤونة جَاهزة؟ فَقَالت الزَوجة إذبح الشاة وأترك البَاقي لى أتدبر الأمر، فَقال: كَيف تتدبرين الامر يا امرأة ونَحن لا نَملك مَؤونة جَاهزة ؟ قَالت: إذهبْ واذبح وسيَكون العَشاء جَاهز بَعد ساعات، فَذبح الزَوج الشَاة وذَهب الى ضُيوفه.


قَطعت الزوجة اللحم ووضعته مَع لوازمه فَوق النَار التي كَانت مُشتعلة، وَقامت بِإنزال القصب مِن أعالى الزَّرِيبة، وَضَعت مَا بَداخله فِي القَصِيعة و بدأت بدعك الدقيق مع المَاء ليتحول إلى كُسكس وبَعد سَاعات قَامت ودَقت فِي المِهْرَاسُ من نُحَاس، إشَارة لِزَوجها لِلحُضُور، الذِي ذُهِل لِما رآه من قَصعة الكُسْكس وفوقها اللحم .. ! فَقال لها: أنَّى لَكِ هَذه يَا إمراة !
فَقالت: إذهب لِضُيوفك وبعدها سَأحكي لك القصة.



قدم الزَوج وَاجِب الضيافة ولما نَاموا ذَهب لزوجته التي روت لَه القصة من الألف إلى الياء فَانبَهر الزَوج بِحكمة زَوجَته وقَرر من تِلك الساعَة ُأن يَضع كُل ما فِي المَزرعة تَحت تَصرف زَوجته ..

ا.س.و











 


آخر تعديل أمير جزائري حر 2018-02-26 في 20:06.
رد مع اقتباس