منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز بانوراما فلسطين
الموضوع: موضوع مميز بانوراما فلسطين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-05-11, 16:03   رقم المشاركة : 6132
معلومات العضو
BAROUD
سَفِيرُ الأَقْصَى
 
الصورة الرمزية BAROUD
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

دخل رجلٌ غريبٌ لا يعرفه أحدٌ على مجلس حكيم ثري يعلم تلامذته ولا يبدو علي الرجل مظهرُ طلابِ العلم ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة !!!

دخل وسلّم وجلس حيث انتهى به المجلس وأخذ يستمع للحكيم بأدبٍ وإنصات وفي يده قارورةُ فيها ما يشبه الماء لا تفارقه قطع الشيخ الحكيم العالمُ حديثه والتفت إلى الرجل الغريب وتفرّس في وجهه ثم سأله ألك حاجةٌ نقضيها لك أم لك سؤال فنجيبك ؟؟؟

فقال الضيف لا هذا ولا ذاك وإنما أنا تاجر سمعتُ عن علمك وخُلُقك ومرؤتك فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمتُ ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها وأنت دون ريبٍ حقيقٌ بها وجدير ...

قال الحكيم ناولني إياها فناوله إياها فأخذ الحكيم يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها ثم التفت إلى الضيف فقال له بكم تبيعها ؟؟؟

قال بمئة دينار ...

فرد عليه الحكيم هذا قليل عليها سأعطيك مئةً وخمسين !!!

فقال الضيف بل مئةٌ كاملةٌ لا تزيد ولا تنقص ...

وفعلاً استلم الضيف المبلغ ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً ثم انفضَّ المجلسُ وخرج الحاضرون وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخُهم بمئة دينار !!!

دخل الحكيم إلى مخدعه للنوم ولكنّ الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفةِ ما فيها حتى تأكد بما لا يترك للشك مجالاً أنه ماء عاديّ !!!

فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً يا حكيم الحكماء لقد خدعك الغريب فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمئة دينار ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه أم من طيبتك وتسرعك !!!

فابتسم الشيخ الحكيم وقال لولده يا بني لقد نظرتَ ببصرك فرأيتَه ماءً عاديّاً أما أنا فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيتُ الرجل جاء يحمل في القارورة ماءَ وجهه الذي أبَتْ عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال وكانت له حاجةٌ إلى مبلغٍ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين ولو أقسمتُ ألفَ مرّةٍ أنّ ما دفعتُه له فيه لقليل لما حَنَثْتُ في يميني ...

وما أجملَ قولَ من قال :
إذا لم تستطع أن تسمع صمْتَ أخيك فلن تستطيع أن تسمع كلماتِه ...










رد مع اقتباس