من أعظم المصائب التي يبتلى بها الناس ، و تحرك نفوس الأكياس موت العلماء ، لأن هذا الأخير سبب لرفع العلم النافع ، و انتشار الجهل الناقع.
قال عليه الصلاة و السلام : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يثبت الجهل " متفق عليه .
و المراد برفعه هنا موت حملته ، فإن العلم لا يرفع إلا بقبض العلماء ، و بقبضهم يقبض العلم كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إن الله لا يبقض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " متفق عليه .
فالله الله في ذهاب العلماء فإن موتهم كسر في جدار الإسلام و عبء ثقيل على أعناق طلبة العلم النجباء .
فعن الحسن البصري رحمه الله قال : " كانوا يقولون : موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيئ ما اختلف الليل و النهار " رواه الدرامي .
رحم الله شيخنا الفاضل واسكنه فسيح جنانه ، ورفعه مقاما عليّا بالقرآن الكريم وجعله شفاعة له وحجّة له عند ربه ، إنا لله وإنآ إليه راجعون.