منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العاشقةُ الخرساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-19, 10:31   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


.../ ...

ومع أتربة الانكسار.
فهل تستطيع فاطمة أن تطويَ صفحة ماضي الحزن المريب ؟
لتستفيقَ على واقعٍ قد تطير وتحوم فيه فراشات الأمل..
ومهما اعتلى غيمُ الضبابِ غامِراً فضاء الإحساس انكسارًا وخذلاناً !
فربما هناك غدٌ ومستقبلٌ تحت إشراقة فجرهِ الوليد يحملُ في ثغرهِ ابتسامة قد .تكون فريدةً
وعلى هذا التأمل خرجت فاطمة على غير عادتها تنتظر حسين.
فهذا موعد وصوله من عمله.
وعلى بعدٍ من ذلك المنزل المهجور
فإذا بها تلمحه يتحدث مع فتاة قد اعترضت طريقه.
ورغم أن الحديث لم يدم طويلاً.
إلاّ أنّ فاطمة أحست بشعورٍ غريبٍ سرى في أعماق نفسها، لم تألفه من قبل..
ودخلت المنزل.
أهو برد المساءِ الذي أعجلها على ولوج المنزل ولم تنتظر حسين؟
أم هناك شيء آخر؟
وصل حسين المنزل.
فلمح محياها فيه بعض الحنق يشوبه بعض الغيظ لم يألفه من قبل.. واضطرابٌ
فأشار عليها.. أن ما بها؟
فردت عليه بإيحاء.. لا شيء.
ثم تشجعت بعد لحظاتٍ.. مشيرة:
ــ من تلك التي كانت تحادثك بالخارج؟
فلم يردّ عليها.. وتظاهر أنه لم يفهم السؤال.
فزاد غضبها في دواخلها.
وحسين يراقبها.. وهو يقارن ويمايز، ولو على سبيل الحدس والتخمين.
وبعد العشاء.
أشار لها..
أن لا داعي من أن تستيقظي باكرًا.. فلا عمل لي غدًا نتيجة تهاطل الثلوج، فملاحظ ومراقب العمال أمرنا بذلك.
ثم أحسّ بما يخالج نفسه.. ليقولَ بصوت هو أقرب إلى الهمس:
أمازال الحزن يمخر بسفنه فوق هذا البحر منَ الدموع دون مجدافٍ وبوصلةٍ ترشدنا ِلبرّ الأمان؟..
لـمَ لا نهيم دُونَ وعيٍّ منَّا، ونجد أَنَّ إرتحالنا من كلِّ ملامحِ الحزنِ لَهُو خلاصٌ لنا ؟
فهل هذا قدرُنا؟ وأنه كُتب علينا نحيا البؤس والضياع؟
لماذا لا نبحثُ عن
كسرةِ انتماء نسدُّ بها رمق ضياعنا
فما أقساكِ يا دنيا.
و فجأة كرجلٍ شرقيٍّ.. أشار إليها إيحاءً..
ــ قد آن الآوان أن تتزوجي .. وهناك من يريد الزواج بكِ.
فعادت فاطمة بفكرها إلى ما رأته قبل قليلٍ.. ففكّرت في اعماق نفسها أن حسين يريد التخلّص والخلاص منها ..
فأشارت إليه:
ــ أن لا حاجة لها بالزواج.
وانفجرت باكية.
فأعاد حسين الكرّةَ،
مشيرًا لها :
ــ إنه شابّ لطيفٌ يقدركِ ويحبكِ
فأشارت إليه::
ـــ هي لا تحبّ أحدًا، ولا تريد أن يقدّرها أو يحبها أي أحدٍ.. ولكن من هو يا تُرى؟.. ثمّ كيف تعرفتَ عليه، وليس في المنطقة من العرب إلاّ أنت وأنا؟
فأشار لها:
ــ ألا تراجعيني، ولا أريد نقاشًا ، يكفي أنه يريد أن يكتبَ كتابكما غدًا في البلدية.. فعليكِ بتحضيري نفسكِ
توسلت إليه.. ألاّ يفعل.. ثم أشارت له:
ــ من هو ذلك الشاب لأتعرفَ عليه، وأقول له إنني لا أريد الزواج، لا به، ولا مع غيره؟.
فما كان من حسين إلاّ أن نظر إليها مليًّا، بنظرة، كانت هذه المرة توحي بشيء سرى في جوارحه لم يعهده من قبل، ثم أشار لها :
ــ حقيقة أنّ الشاب يكبركِ بسنواتٍ.. وإذا تريدين أن تعرفيهِ.. فذلك الشاب هو أنا.
صمتٌ عمّ المكان، وكأنه أختزل الزمان.
فما كان من فاطمة إلاّ أنها قامت وجعلت ستارًا يحجب فراشها عن أعين حسين. ودخلت "مخدعها "
لكن ولأول مرّة لم تقبّل يد حسين كما كانت تفعل من قبل.

وما زال السرد، وسوف يطول.

... يتبع











رد مع اقتباس