منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ليس في الإسلام فلسفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-11-23, 15:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة

خطر كتب الفلسفة على عقيدة التَّوحيد

فقد سبق الحديث عن صيانة التَّوحيد عن الأخطاء التي تحيق به

وأنَّه يجب على المسلم أن يحرس عقيدته من كُلِّ ما يصادمها

وأنَّ الأخطار التي تحيط بالعقيدة أو التي تُهدِّد العقيدة.

أخطارٌ متعددِّةٌ وكثيرةٌ

ومن ذلك ما يتعلَّق بالعقائد الأجنبية التي دخلت على المسلمين

ومن هذه الأشياء التي دخلت على المسلمين

: صورٌ من الوثنيات والشِّركيات والشَّعوذة والدَّجل

ولعلَّنا نعود إلى بداية هذا الأمر من خلال حركة التَّعريب

والتَّرجمة التي نشأت

ولأنَّ هذه الأشياء الدَّخيلة في الحقيقة كان لها بوابة

وهذه البوابة:

هي بوابة التَّرجمة غير المنضبطة

والموروثات الشَّرقية التي دخلت علينا اليوم في الدَّورات

وغيرها كانت من نتاج هذه التَّرجمة

تُعتَبر حركة التَّرجمة وتعريب الكتب الفلسفية بذرة فساد عظيمة

عاثت في الأمَّة شراً

وقد دخلت أشباه هذه العلوم على المسلمين في القرن الأول

بعد فتح بلاد الأعاجم

لكن السَّلف رحمهم الله تعالى تصدُّوا لها

ثُمَّ انتشرت زمن يحيى بن خالد البُرمكي

وانتشرت بعد ذلك في عهد المأمون وازدهرت حركة التَّرجمة

غير المنضبطة وفتحت أبوابها على مصاريعها

وكانت تُترجم كتبُ اليونان والسِّريان والكتب الفارسية

والقبطية وكتب الفلاسفة وعلم المنطق والميتافيزيقيا

والعجيب أنَّ بعض الخلفاء ما كان ينضبط بالشَّرع في حركة التَّرجمة

بل كان يكيل المال ويحثو المال لمن يترجم بغضِّ النَّظر عمَّا يترجم

حتى أن بعضهم كان يُتحف ملوك الرُّوم بالهدايا الثَّمينة

ليعطوه كتب الفلاسفة مثل: كتب أفلاطون وأرسقراط

وجالينوس وإقليدس

وكان مهرةُ المترجمين يُجلَبون ويُعطَون بغضِّ النَّظر عن عقائدهم

وكان كثيرٌ من هؤلاء المترجمين من اليهود والنَّصارى

ما بين زنديقٍ حاقدٍ ونصرانيٍّ متربِّصٍ ومرتزق متهالك

ومن نظر في أسمائهم وسيرهم تبيَّن له حقيقةَ حالهم

مثل: يعقوب الرَّهاوي النَّصراني

ويوحنا بن ماسويا النَّصراني، وحنين بن إسحاق

وقسطا ابن لوطا، وأبو بشر متَّى بن يونس وغيرهم.


وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"ثُمَّ إنَّه لما عُرِّبت الكتب اليونانية في حدود المائة الثَّانية

وقبل ذلك وبعد ذلك وأخذها أهل الكلام وتصرَّفوا فيها

بأنواع الباطل الأمور الإلهية ضل كثير منهم

وحصل بسبب تعريبها أنواع من الفساد والاضطراب مضمومًا

إلى ما حصل من التقصير والتفريط في معرفة

ما جاء به الوحي من الكتاب والسنة"

. [مجموع الفتاوى: 5/22].

وقال الصفدي:

"حدَّثني من أثق به أنَّ شيخ الإسلام رحمه الله

كان يقول: ما أظنُّ أنَّ الله يغفل عن المأمون

ولا بُدَّ أن يقابله على ما اعتمده مع هذه الأمَّة

من إدخال هذه العلوم الفلسفية بين أهلها".

[لوامع الأنوار البهية: 1/9]. كتاب لوامع الأنوار البهية للسَّفاريني.

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

"وقد توسَّع من تأخَّر عن القرون الثَّلاثة الفاضلة

في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التَّابعين وأتباعهم

ولم يقتنعوا بذلك حتى مزجوا مسائل الدِّيانة بكلام اليونان

وجعلوا كلام الفلاسفة أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتَّأويل

ثُمَّ لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أنَّ الذي رتَّبوه أشرف العلوم

وأولاها بالتَّحصيل

وأنَّ من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عاميٌّ جاهلٌ".

[فتح الباري: 13/253].


علاقة الانحرافات ببعض الدَّورات الحديثة

نحن الآن سنتكلَّم إن شاء الله عن قضية الطَّاقة

ودورات الطَّاقة والعلاج بها وإلى آخره

وقبل أنَّ ندخل في الموضوع ونربط بين بداية حركة التَّرجمة

وما دخل علينا من هذه الأشياء

لا بُدَّ أن نُذكِّر بأصولٍ تتعلَّق بالعقيدة والتَّوحيد:

أولاً: إنَّ الدِّين عند الله الإسلام والتَّوحيد

: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ [المؤمنون: 32]

والشِّرك أكبرُ منكرٍ على وجه الأرض:

مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ [المائدة: 72]

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء: 48]

.لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [الزمر: 65]

وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران: 85].

وكذلك لا بُدَّ أنَّ نُذكِّر: بأنَّ الله هو مدبِّر الأمر:

أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ [الأعراف: 54].

قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ[يونس:31].

وكذلك نُذكِّر: بأنَّ الغيب المطلق لله لا يعلمه إلَّا هو

قد استأثر بعلم المستقبل واختصَّ ذلك بنفسه:

قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ[النمل: 65].

لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ[الكهف: 26]

عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الأنعام: 73]

إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ[يونس: 20]

وكذلك نُذكِّر: بأنَّ دعاء غير الله والاستغاثة به فيما لا يقدر عليه

إلَّا الله: كفرٌ أكبرٌ مخرجٌ عن الملة وشركٌ:

وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ۝ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً [الأحقاف: 5-6].

وكذلك لا بُدَّ أنَّ نُذكِّر: بأنَّ الاهتداء بغير الإسلام

بعد بعثة النَّبي عليه السَّلام من الكفر بالله

قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [المائدة: 48].

وأيضاً لا بُدَّ أنَّ نذكِّر: بأنَّ الله من صفاته أنَّه الكبير المتعال

العلي العظيم الذي علا على عرشه سبحانه

وهو فوق خلقه، ومباين منفصل عنهم

فذاته مستقلَّةٌ منفصلةٌ عن ذواتنا

لا تشبه ذواتنا ولا سمعه يشبه سمعنا ولا بصره يشبه بصرنا:

لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].

الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5].

أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ [الملك: 16]

إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10].

وأنَّ الله كان الله ولم يكن شيءٌ معه ولم يكن شيءٌ قبله

ثُمَّ خلق الخلق، فهذه مسلَّماتٌ واضحةٌ جداً

وأنَّ الذين يعبدون من دون الله يعبدون أشياءً

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [النحل: 73].

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ [الأنعام: 56]

وأنَّ من زعم أنَّ الله حلَّ في خلقه فقد كفر

لأنَّ الله ليس في خلقه:

الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه: 5].

ومن زعم أنَّ الخلق جزءٌ من الله فهو كافرٌ مرتدٌّ بطبيعة الحال

هذه المذاهب هي قضية أنَّ الله حلَّ في خلقه

وأنَّ الخلق جزءٌ من الله

فعقيدة وحدة الوجود، وعقيدة الحلول والاتحاد:

هي عقائد كفريةٌ

المصدر

https://almunajjid.com/courses/lessons/486

وهذه الأصول الشَّرعية مهمةٌ قبل أنَّ ندخل في موضوع الطَّاقة.

و لنا عودة أخوة الإسلام










رد مع اقتباس