إن المتأمل في حال العروبة في القطر الجزائري ،يخرج باستنتاج أنها لم تمر يوما بحال أسوأ من حالها اليوم ،فقد وصلنا إلى مستوى التهديد الوجودي الذي ساهم فيه تآكل هوامشها بفعل الفرونكوفونية ،ثم ضغط الحركة الأمازيغية بمشاريعها المعادية للعروبة وبمشروعها التمزيغي القسري.
وأكثر من أي وقت مضى يجب على ابناء العروبة ومحبيها التكاتف لصيانة الهوية العربية الجزائرية من الضياع وإبقاء الجزائر في محيطها العربي.
إن المكانة المتميزة التي تحتلها اللغة الفرنسية في بلدنا لايمكن إلا توصيفها بالحالة الشاذة بالنظر إلى هوية القطر العربية والإسلامية وتاريخه الحضاري الذي يشكل إمتداداً للحضارة العربية الإسلامية .
ومسؤولية التيار الفرونكوفوني في ضرب اللغة العربية بشتى الأساليب لم تعد خافية على أحد.
2.2 الحركة الأمازيغية:تهديد للعروبة والإسلام والوحدة الوطنية
لاشك أن ظهور الحركة الأمازيغية على الساحة السياسية رفع تحديا كبيرا أمام الهوية العربية لامن حيث حمل الحركة المذكورة لمشروع سياسي عقائدي شعوبي معادي لكل يمت للعرب بصلة، بل أيضا لحملها مشروعا تمزيغياً شمولياً.
فمنذ إقرار التعديل الدستوري الذي أدخل لغة المختبرات الأمازيغية في نطاق لغة إقليمية ولغة ثانية في الجزائر، لم نعد نسمع إلا دعوات بتنزيلها في الإدارات ومؤسسات الدولة ووثائقها،وضرورة إستعمالها في البرلمان،وتنزيلها إعلاميا ودعمها ثقافيا وإدخالها لمناهج التعليم وتدريسها للجميع بصبغة إجبارية،وتغيير اسم إتحاد المغرب العربي إلى اسم المغرب الكبير إلى غير ذلك.
ولم نعد نسمع من السلطة والأحزاب السياسية إلا عبارات متنافسة حول من يدعم الأمازيغية أكثر من الآخرين،متجاهلين جميعا أوجه خطورة هذه الأفكار على الوحدة الوطنية المتمثلة في:
* خيانة لمبادئ الثورة التحريرية الكبرى ومبادئ بيان أول نوفمبر الخالد.
* هدم الرابط المؤسس للمجتمع الجزائري المتمثل في ثنائية الإسلام-العروبة وتعويضه بالأحادية الأمازيغية.
* حمل التيار الأمازيغي لأفكار فاشية من ضمنها نظرية الأرض الأمازيغية،التي تستهدف الوجود العربي بأشكال مختلفة،في محاولة مكشوفة لتمزيغ هذا المكون.
* حمل أجندته لفصل الجزائر عن الأمة العربية بسحب عضوية بلد المليون ونصف المليون شهيد من جامعة الدول العربية.
لذلك فإننا نحذر من مغبة التماهي مع هذه الحركة ومخططها الضارب للصف الجزائري.
كمانعتبر أن دسترة اللغة المعيارية الأمازيغية المطبوخة في مختبرات المعهد البربري بباريس خطوة متسرعة وخطأ سياسي كبير غير محسوب العواقب،بالنظر إلى الإعتبارات الموضوعية المذكورة أعلاه أو المتعلقة بطريقة إدارة الملف الثقافي الأمازيغي وتجلياته.
ولايفوتنا تسجيل الغياب المخجل لكل الأصوات العربية الوطنية والقومية في مواجهة هذا التيار،مماترك له المجال ليعربد بلاحسيب ولارقيب وليكسب نقاط كثيرة ويحقق تراكمات تساعده في التقدم بمخططه.
إن على جميع الأطراف الوعي التام بأن صيانة الوحدة الوطنية لن تتم على حساب العروبة وعلى حساب العرب.
إن الجزائر جزء لايتجزأ من الأمة العربية، وهذا الإنتماء من الثوابت غير القابلة للنقاش أو المراجعة.