منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-07-25, 04:48   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



لاشك أن السهو والتقصير من طبع الإنسان

وأن المكلَّف لا ينفك من تقصير في طاعة

أو سهو وغفلة أو خطأ ونسيان

أو ذنب وخطيئة

فكلنا مقصرون.. ومذنبون... ومخطئون..

نقبل على الله تارة وندبر أخرى

نراقب الله مرة

وتسيطر علينا الغفلة أخرى

لا نخلو من المعصية

ولا بد أن يقع منا الخطأ

فلسنا بمعصومين .

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم

: ( والذي نفسي بيده ، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون )

رواه مسلم (2749)

وقال صلى الله عليه وسلم :

( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )

رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني.

ومن رحمة الله بهذا الإنسان

الضعيف أنه فتح له باب التوبة

وأمره بالإنابة إليه

والإقبال عليه

كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي

ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد

وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه

وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته

فالتوبة من مقتضيات النقص البشري

ومن لوازم التقصير الإنساني .

وقد أوجب الله التوبة على أنواع هذه الأمة :

السابقِ منها إلى الخيرات

والمقتصِد في الطاعات

والظالمِ لنفسه بالمحرمات .

فقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31

وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إِلَى اللَّه توبة نصوحا ) التحريم/8

وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم

: ( يا أيها الناس ، توبوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة )

رواه مسلم/2702 من حديث الأغر المزني رضي الله عنه .

والله سبحانه وتعالى فاضت رحمته وشملت رأفته عبادَه

فهو حليم لا يبطش بنا ولا يعذبنا ولا يهلكنا حالا

بل يمهلنا ويأمر نبيه صلى الله عليه وسلم

أن يعلن كرمه سبحانه :

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53

ويقول لطفا بعباده : ( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) المائدة/74

وقال جل وعلا :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82

وقال جل شأنه : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/135

وقال تعالى : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) النساء/110


ومن صفات الرب جل وعلا

أنه يقبل التوبة ويفرح بها كرماً منه وإحساناً

قال الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25

وقال تعالى : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) التوبة/104.

وعَنْ أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال

: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( لله أفرح بتوبة عبده مِنْ أحدكم سقط عَلَى بعيره وقد أضله في أرض فلاة)

مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ .

وفي رواية لمسلم/2747

( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِنْ أحدكم كان عَلَى راحلته بأرض فلاة فانفلتت مِنْه وعليها طعامه وشرابه

فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس مِنْ راحلته

فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال مِنْ شدة الفرح :

اللَّهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ مِنْ شدة الفرح ).

وعَنْ أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال :

( إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها )

رَوَاهُ مُسْلِمٌ/2759.


و لنا عودة لنشر موضوع اخر