و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
--
أتذكر أنني في ما سبق نجحت في مسابقة التوظيف المباشر للتعليم .. لكنني لم أدرّس و لا يوم واحد لأنني عزفت عن الإلتحاق بوظيفة التعليم .. و ذلك لإيماني بصعوبة المهمة و خطورة الأمانة في تلك المهنة.
--
أمّا عن ما نراه أيامنا هذه من انحرافات خُلقية و سلوكية خاصة لدى الفتيان و المراهقين فهو يمثل على الدوام قاعدة صلدة لِما هو أبشع و أخطر مستقبلا (يعني الأمور في تطور سيء)
--
العامة تتبع قيادييها و زعماءها و هذا ينطبق أيضا على الفتيان و المراهقين .. و في ضل غياب (غياب مادي أو معنوي) للنموذج الذهني و السلوكي من حياتهم (المعلّم و الأستاذ لوحده لا يكفي لأنه مجرد سويعات في الأسبوع) .. أمام هذا الغياب الشبه الدائم للنموذج الصحيح و أمام إفتقار الفتيان لأي رصيد تجارب حياتية توضح لهم الصواب من الخطأ من جهة و أمام هشاشتهم الذهنية و النفسية من جهة أخرى سيخضعون مباشرة لما هو متوفّر و سائد .. سيخضعون لمفسدة المجتمع من دون رقابة حقيقية للأولياء و للطمس من خلال المد الجارف للثقافة الرقمية و الإعلامية الواردة مباشرة من كواليس الصهيوماسونية من دون وجود رقابة و فلترة من طرف الدولة.
--
الكل غائب .. الكل متخلّي عن دوره الذي هو واجب ذو ضرورة ملحّة في تكوين و توجيه النشأ .. حتى أن بعض الجمعيات التربوية الصادقة و المخلصة لا تتمكن من آداء دورها بشكل فعّال بسسب قلتها و إفتقارها للإمكانيات و بسبب العراقيل الإدارية أيضا
--
هذا بشكل عام .. فالدخول إلى الجوهر و مناقشته من جميع النواحي يتطلّب قول الكثير و الكثير الكثير و الخوض فيه بالأساس من الجانب النفسي و التاريخي و السياسي .. (السياسي .. كيف تمّ تفعيل أعداء الداخل منذ سنة 1979 و أول ما بادروا به هو الإنهماك في تحطيم المنظومة التربوية).